سياسة

تركيا وشحنات الموت.. تهديد لمسار التسوية الليبية


لا تزال تركيا مستمرة في إرسال شحنات الموت إلى ليبيا، في تهديد صارخ لمسار التسوية وإجهاض للجهود الأممية ببلد يتلمس طريقه نحو الاستقرار.

ورصد موقع فلايت رادار 24 المتخصص في الرصد الجوي، استمرار رحلات الشحن الجوي من تركيا إلى المطارات الليبية، وذلك بعد يومين من زيارة أجراها المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، إلى تركيا للتشاور بشأن آخر التطورات في ليبيا وبحث دعم العملية السياسية وإخراج المرتزقة.

وكشف الموقع عن رصده لطائرة شحن عسكري تركية تدخل الأجواء الليبية من طراز إيرباص A400m-180، وحملت رقم TUAF221، تسجيل 170080، موضحا أن الطائرة أقلعت من مطار أنقرة قبل أن تنطلق منه إلى الأجواء الليبية حيث اختفت عن الرادار، ومن المرجح أن تكون الطائرة العسكرية التركية قد هبطت في قاعدة الوطية الجوية المحتلة من تركيا في الغرب الليبي لنقل أسلحة وذخائر ومرتزقة.

وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أشهرها الوطية، كما جندت أكثر من 18 ألف مرتزق سوري، أعيد منهم نحو 10,750 بعد انتهاء عقودهم، إضافة إلى 10 آلاف من جنسيات أخرى بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، قتل منهم 496، حسب بيانات سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه الرحلة رغم تصريحات أممية وليبية رافضة لوجود قوات ومرتزقة أجانب داخل البلاد، ورغم القرارات الأممية بحظر التسليح المفروضة على ليبيا منذ 2011، واتفاق وقف إطلاق النار الموقع بجنيف في 23 أكتوبر الماضي، وفي مؤتمر صحفي سابق مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو، طالبت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، بإخراج كافة المرتزقة من بلادها، ما لاقى معارضة من نظيرها التركي وتعرضت بعد ذلك لحملة شرسة من تنظيم الإخوان الإرهابي، بلغت حد مهاجمة مقر المجلس الرئاسي للمطالبة بإقالة المنقوش.

ويقضي الاتفاق الذي وقعته لجنة 5+5 العسكرية الليبية في 23 أكتوبر الماضي بجنيف، بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وتعليق برامج واتفاقات التدريب مع الدول، في أجل أقصاه 90 يوما من الاتفاق، وفي تصريحات سابقة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، في تقرير إلى مجلس الأمن، إنّ ليبيا لم تشهد أي انخفاض في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم.

وأضاف التقرير: بينما لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار ساريا، تلقت (بعثة الأمم المتحدة في ليبيا) تقارير عن إقامة تحصينات ومواقع دفاعية على طول محور سرت-الجفرة وسط ليبيا، فضلا عن استمرار وجود العناصر والإمكانات الأجنبية.

وأشار إلى أنه “رغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف، فقد تواصلت أنشطة الشحن الجوي مع رحلات جوية إلى قواعد عسكرية مختلفة في مناطق غرب ليبيا”.

ويقدّر عدد الجنود والمرتزقة الأجانب في ليبيا، بحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، بأكثر من 20 ألفا، بينهم 13 ألف سوري.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى