سياسة

تركيا.. هل سيفصل حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو؟


بعد المشادات اللفظية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد أصبح من المؤكد بأن أحمد داود أوغلو سيفصل من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك في خطوة ستترك أثارا كبيرة على السياسة التركية، حسب ما قال محللون.

وفي وقت سابق، أفادت سكاي نيوز عربية يومه الثلاثاء، بأن اللجنة التنفيذية للحزب، قد طلبت بالإجماع من لجنة التأديب فصل داود أغلو و3 قادة آخرين من الحزب، ومن المتوقع أن يصدر القرار النهائي في المسألة خلال الأيام القليلة المقبلة، بالطرد.

هذه الخطوة تعتبر نقطة اللاعودة بين داود أوغلو ورفيقه السابق أردوغان، وذلك بعد أن وصلت العلاقة بينهما إلى أزمة حيث تم تبادل الاتهامات والشتائم. وحسب ما ذكرت تقارير فإن داود أوغلو الذي شغل منصب رئيس الوزراء في تركيا، يخطط لإنشاء حزب جديد.

وفي الأسبوع الماضي، قام القيادي السابق في الحزب أردوغان بالتهديد بما سماه  دفاتر الإرهاب، حيث قال في تصريحات صحفية: بأن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس، وقد أضاف بأن الفترة من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015، تعد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا.

وجاء ذلك بعد أن اتهمه أردوغان صراحة بالخيانة، والعمل مع قوى خارجية لإسقاطه.

ومن جهته، فقد قال الكاتب والباحث السياسي التركي إسلام أوزكان، في حديثه إلى سكاي نيوز عربية بأن حديث داود أوغلو عن الإرهاب فُسر داخل حزب العدالة والتنمية على أنه تهديد جدي، لذلك بدأ بالتحرك ضده.

وتابع أوزكان القول: داود أوغلو التزم الصمت طيلة 3 سنوات، لكن هذه الفترة تراكمت المشكلات بين الطرفين، مثل انتهاكات حقوق الإنسان والفساد والتراجع الاقتصادي وغيرها.

ويعد داود أوغلو من أبرز شخصيات الحزب الحاكم، حيث تقلد مناصب حزبية وحكومية عديدة بينها وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء، غير أنه غادر الحياة السياسية في عام 2016، ولم يعد يظهر إلا نادرا، إلا أنه ظل نظريا عضوا في الحزب.

ماذا يعني طرد داود أوغلو؟

وقد بدأت التبريرات تظهر داخل حزب العدالة والتنمية تمهيدا لخطوة عزل الرئيس الأسبق له، مثل بعض التساؤلات كأن هذا القيادي يحتفظ بعضوية الحزب ويخطط في الوقت عينه لإنشاء حزب آخر؟

في حين يعتقد مراقبون بأن هذه الخطوة إن تمت فسوف تعني اتساع الشرخ داخل الحزب المتصدع، وكان على أردوغان اتخاذ خطوات إيجابية بالنسبة للأصوات المعترضة على سياساته، لا طردها.

أما عضو حزب الشعوب الديمقراطية بركات قار، فيقول في حديثه إلى سكاي نيوز عربية، بأن داود أوغلو لم يعلن حتى الآن رسميا عن الاستقالة من الحزب الحاكم وتأسيس حزب جديد، وذلك لمراهنته على الإصلاح الداخلي للحزب. وقد أضاف بأن الأمور لم تتعقد إلا مؤخرا، بعدما صارت هناك تهديدات واتهامات متبادلة بين القيادي السابق وأردوغان.

بينما تقول تقارير إعلامية في تركيا بأن القياديين السابقين في العدالة والتنمية عبد الله غل وعلي باباجان، يسيعان هما أيضا لتشكيل حزب سياسي آخر، في حين أضاف قار بأن تشكيل هذه الأحزاب سيهز حزب أردوغان هزة كبيرة، لذلك أقام الأخير مهرجانات في مناطق عديدة من أجل ترتيب أوضاع الحزب.

وحسب قار، فقد بدأ أيضا في العمل على إنشاء ما يعرف باسم مجالس الوفاء، لجمع المتذمرين داخل الحزب، وذلك في محاولة لمنع مزيد من التصدعات والانشقاقات، ، إذ قام بتقديم عدد آخر من قادة حزب العدالة والتنمية استقالتهم قبل عدة أيام.

ممنوع الانتقادات

ويعتقد قار بأن هذا الأمر يظهر حالة الاحتقان الكبيرة داخل الحزب الحاكم والذي يمنع الانتقادات، حيث يتوقع أن يحدث انفجار داخل الحزب، الذي لا يسمح رئيسه أردوغان بأي اعتراض، وهو أمر لا يمكن أن يستمر.

ومن جهته، فقد قال أستاذ العلاقات الدولية، سمير صالحة لسكاي نيوز عربية بأن مسألة فصل قيادي كبير في حزب حاكم لا تحدث كثيرا في التاريخ السياسي التركي، وأشار إلى أن الأمر يعكس أزمة داخلية في العدالة والتنمية.

وقد أشار أيضا  إلى أن المسألة لا تتوقف عن أحمد داود أوغلو، بل في الحزب نفسه الذي لا يتحمل النقد والمراجعة الذاتية. وذكر صالحة بأن حزب العدالة والتنمية يعاني تراجع الأصوات والشعبية، وفي حال أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه فيسكون منافسا قويا لحزب أردوغان.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى