تركيا تُحكم سيطرتها على منبج في انتكاسة للقوات الكردية
تمكنت جماعات معارضة سورية مدعومة من تركيا اليوم الاثنين من انتزاع السيطرة على مدينة منبج الإستراتيجية في شمال سوريا من قبضة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من إعلان المعارضة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بينما تعمل أنقرة على تحجيم قوة المتمردين الأكراد وتقويض مساعيهم لإقامة ادارة ذاتية وكيان كردي على حدودها.
-
تقدم المعارضة السورية: تهديد جديد لنفوذ روسيا في المنطقة
-
فصائل المعارضة السورية تحقق تقدمًا باتجاه حمص
ويسعى الأتراك لمنع القوات الكردية من التمدد وتعزيز مكاسبهم في شمال سوريا وتراهن على الفصائل المسلحة الموالية لها، وسط مخاوف من صراعات داخلية لانتزاع النفوذ.
وخلال الأيام القليلة الماضية كانت “قسد” تسيطر على المدينة وسط قتال عنيف مع الجيش الوطني السوري وجماعات أخرى تدعمها تركيا.
واستمرت الاشتباكات في الشمال رغم النجاحات السريعة المفاجئة التي حققتها المعارضة في السيطرة على حلب في البداية ثم على العاصمة دمشق في الجنوب أمس الأحد.
-
المعارضة السورية تقترب من حلب مع تصاعد المواجهات
-
المعارضة السورية تقدم نموذجًا بديلًا لإدارة الأسد في حلب
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ 50 مقاتلا على الأقلّ قتِلوا الأحد في هجوم شنّته فصائل سورية مدعومة من تركيا على أحياء في مدينة منبج (شمالي سوريا) تسيطر عليها قوات كردية سورية وسط مخاوف من دخول الجماعات المسلحة في صراعات داخلية لانتزاع النفوذ.
#المرصد_السوري
الفصائل الموالية لتركيا تسيطر على #منبج.. ومقـ ـتل 50 عنصراً من “مجلس منبج العسكري” والفصائلhttps://t.co/pT3LnBQmZq— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) December 9, 2024
وأظهر مقطع مصور تحققت رويترز من صحته ترحيب الناس بقوات المعارضة في منبج التي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية وإلى الغرب من نهر الفرات.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء، وهي الوكالة الرسمية التركية، أنه يجري تفتيش المنطقة بحثا عن ألغام أرضية وفخاخ ربما خلفتها الفصائل المسلحة الكردية.
-
انقسامات الفصائل المعارضة السورية.. ما القصة؟
-
بالدعوة إلى مفاوضات مع النظام.. المعارضة السورية تسعى لفكّ عزلتها
وهنأ عبدالرحمن مصطفى، رئيس “الحكومة السورية المؤقتة” التابعة للمعارضة المدعومة من تركيا، القوات التي سيطرت على منبج.
وقال مصطفى عبر منصة إكس “نقف بكل فخر واعتزاز مع قواتنا البطلة، ونشد على أيديهم لاستكمال تحرير كل شبر من أرضنا وتحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والكرامة”.
في خطوة جديدة نحو استعادة سيادة وطننا، نبارك لشعبنا ولأبطال جيشنا الوطني تحرير مدينة منبج وأريافها من قبضة ميليشيات PKK/PYD الإرهابية.
نقف بكل فخر واعتزاز مع قواتنا البطلة، ونشد على أيديهم لاستكمال تحرير كل شبر من أرضنا وتحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والكرامة. pic.twitter.com/mXRUReCg9P
— Abdurrahman Mustafa (@STMAbdurrahman) December 8, 2024
وقوات سوريا الديمقراطية عضو رئيسي في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تقول تركيا إنها تعمل تحت قيادة جماعة إرهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور الذين يقاتلون الدولة التركية منذ 40 عاما.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد تمكّن الفصائل الموالية لتركيا الأسبوع الماضي من السيطرة على تل رفعت التي كان يسيطر عليها الأكراد.
وشنّت الفصائل الموالية لتركيا هذا الهجوم ضد القوات الكردية في إطار الهجوم الخاطف الذي شنّته فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام الإسلامية المتشددة ضدّ قوات النظام السوري والذي انتهى الأحد بفرار الأسد وسقوط دمشق.
والأحد قال المرصد إنّ “الفصائل الموالية لتركيا سيطرت على أحياء كبيرة داخل مدينة منبج بريف حلب الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مجلس منبج العسكري”.
وينتمي مجلس منبج العسكري إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد وتدعمها واشنطن وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.
-
10 قتلى في أعنف هجوم يستهدف فصائل سورية موالية لتركيا
-
المعارضة السورية: إيران تستغل هدنة إدلب وتنقل السلاح والمليشيات للعراق
وبحسب المرصد الذي لديه شبكة من المصادر في سوريا، فقد “قُتل خلال الاشتباكات تسعة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا وأكثر من 17 عنصرا من مجلس منبج العسكري”.
من جهتها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنّ قوات المجلس العسكري في كلّ من منبج وبلدة الباب المجاورة لها وجّهت “ضربات قوية” إلى المقاتلين المدعومين من تركيا، مشيرة إلى “اشتباكات عنيفة” لا تزال تدور في المنطقة.
بالمقابل، قالت الفصائل الموالية لأنقرة في بيان نشرته عبر قناتها على تطبيق “تلغرام” إنّها “سيطرت على مدينة منبج شرقي حلب بعد معارك ضارية”. كما نشرت هذه الفصائل مقاطع فيديو التقطت على ما يبدو داخل منبج وظهر فيها مقاتلون يؤكدون أنهم سيطروا على المدينة.
وتثير هذه الاشتباكات الكثير من المخاوف من سقوط سوريا في دوامة من العنف بسبب الصراعات الإقليمية والدولية فالولايات المتحدة الداعم الأكبر لقوات سوريا الديمقراطية اكدت انها لا تنسحب من قواعدها العسكرية بذريعة مكافحة داعش.
-
فرار المئات من القوات السورية يزيد من أزمات نظام الأسد
-
فتح جبهات متعددة: المعارضة تضع الأسد في موقف حرج
في المقابل تعبر تركيا عن مخاوفها من توسع نفوذ قسد التي تسلمت الكثير من المواقع من الجيش السوري قبل انهياره وانسحابه من مواقعه.
وفي تطور آخر، أعلن البنتاغون أن طائراته أغارت الأحد على أكثر من 75 هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادي في سوريا “من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سوريا”.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى “سنتكوم” في بيان إنّ “الغارات الجوية الدقيقة” نفّذتها طائرات متنوعة من بينها قاذفات بي-52 ومقاتلات إف-15 وطائرات إيه-10، و”استهدفت معسكرات وعناصر” في التنظيم الجهادي في وسط سوريا.
-
رعاية أميركية لصفقة بين الأكراد والأسد: بوابة الحل للأزمة السورية
-
جعجع يدعو حزب الله لتسليم السلاح للجيش بعد سقوط الأسد
وأوضح البيان أنّ “الغارات استهدفت قياديين وعناصر ومعسكرات” للتنظيم الجهادي وذلك “في إطار المهمّة المستمرة لتعطيله وإضعافه وهزيمته” مضيفا “أنّ تقييم نتائج الغارات لا يزال مستمرا و”لا مؤشرات إلى وقوع إصابات بين المدنيين”.
وشدّدت سنتكوم في بيانها على أنّها “ستواصل، جنبا إلى جنب مع الحلفاء والشركاء في المنطقة، تنفيذ عمليات تهدف إلى إضعاف القدرات العملانية لتنظيم الدولة الإسلامية حتى خلال هذه الفترة الديناميكية في سوريا”.
ونقل البيان عن قائد سنتكوم الجنرال مايكل كوريلا قوله “ينبغي أن لا يكون هناك أيّ شكّ – لن نسمح لتنظيم الدولة الإسلامية بأن يعيد تشكيل صفوفه أو الاستفادة من الوضع الحالي في سوريا. يجب على جميع التنظيمات في سوريا أن تعلم أنّنا سنحاسبها إذا دخلت في شراكة أو دعمت تنظيم الدولة الإسلامية بأيّ شكل من الأشكال”.
-
هل يضعف سقوط الأسد نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟
-
كيف أثرت حربا أوكرانيا ولبنان على مصير سوريا؟
-
“في مواقعنا”.. الجيش السوري يكذب مزاعم تقدم المسلحين في ريف حمص