تركيا تمضي قدما في تدخلاتها في ليبيا وتهدد أمن المنطقة برمتها
مع استمرار التوتر في ليبيا والانتقادات الدولية الموجهة لتركيا بسبب تدخلها في البلاد، قام رئيس أركان القوات البحرية في الجيش الليبي، اللواء فرج المهدوي، بالتحذير من تداعيات تمكين أنقرة من إنشاء قاعدتين عسكريتين بكل من ميناء مصراتة وقاعدة الوطية الجوية، بما في ذلك تداعيات على الأمن في المنطقة العربية والإفريقية والأوروبية، وأكد بأن أنقرة تشكل تهديدا لأمن المنطقة برمتها عن طريق تواجدها على الأراضي الليبية.
وفي تصريحات للعربية.نت، أشار المهدوي إلى الأهمية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستراتيجية لكل من القاعدتين، وكان قد أشار مسؤول تركي في وقت سابق إلى زعم بلاده السيطرة عليهما، حيث قال بأن تركيا تحاول من وراء خططها التوسعية في ليبيا، حماية مصالحها الاستراتيجية خارج حدودها ومواجهة منافسيها الإقليميين، وذلك من خلال انتهاك السيادة الليبية.
وأوضح أيضا بأن سيطرة تركيا على هاتين القاعدتين سيمكنهما من السيطرة على الثروات الليبية بما في ذلك المعادن والبترول والغاز وخامات أخرى، وكذا الاستفادة من الأهمية الجيوستراتيجية لليبيا والتي تشكل رابطا بين المغرب والمشرق العربي وتعد أيضا بوابة قارة إفريقيا نحو البحر المتوسط وأوروبا، بهدف التحكم في المسارات البحرية والجوية والممرات البرية في المنطقة، فضلا عن التغلغل تجاه قلب القارة الإفريقية.
وتابع المتحدث نفسه بأن تركيا تنوي استغلال قاعدة الوطية الجوية حتى تتمكن من تدمير قوات الجيش الليبي وتجريب الأسلحة المتطورة كصواريخ كروز والطائرات المسيرة، في المقابل تقدم الدعم لحكومة الوفاق والميليشيات المسلحة للسيطرة على كامل التراب الليبي، وهذا كله من أجل تحقيق المكاسب الجيوسياسية والجيوطاقية.
هذا ووجه المهدوي تحذيرا من مخاطر الاستخدام التركي المحتمل للقواعد العسكرية في ليبيا على أمن المنطقة، حيث أكد من أنه من وراء تثبيت وجود أنقرة داخل ليبيا، فهي تهدد بذلك الأمن الإقليمي للدول العربية، لاسيما دول شمال إفريقيا، وستجعل من ليبيا مركزا لتنفيذ أهداف عدائية ضدهم، وستعمل أيضا على التصدي لأي تنظيم أو تعاون عسكري عربي إقليمي وذلك لمنع تدخل أي قوة أجنبية في المنطقة.
ما يزال التوتر الشديد بين عدد من دول الاتحاد الأوروبي وتركيا بسبب الملف الليبي وعمليات أنقرة في البحر المتوسط متواصلا، إذ أكد دبلوماسيون ومسؤولون في بروكسل يوم أمس الأربعاء، قبيل اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو بأن تركيا تساهم في عرقلة نوايا الاتحاد الأوروبي لتأمين مساعدة حلف شمال الأطلسي لعملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط (إيرني)، والتي تهدف إلى فرض حظر أسلحة أممي على ليبيا المكلومة.
إلى ذلك، فقد أكد المجلس الأوروبي على ضرورة الاستمرار في تطبيق مهمة إيريني الأساسية، التي انطلقت في الأول من أبريل الماضي، والتي تكمن في تنفيذ حظر الأسلحة الذي فرضه قرار الأمم المتحدة، عبر استخدام أصولها الجوية والبحرية و(اتصالاتها) بالأقمار الصناعية.
وأعربت فرنسا يوم أمس الأربعاء عن انزعاجها من التصرفات التركية العدوانية في المتوسط، ودعت الحلف الأطلسي إلى التحرك لصد تلك الأفعال العنيفة، كما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، في وقت يعقد وزراء الدفاع في دول الحلف اجتماعا يوم الأربعاء عبر دائرة الفيديو المغلقة، بأن زوارق تركية اعترضت سبيل سفينة فرنسية، تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط، بشكل عدواني للغاية، ونددت بمسألة بالغة الخطورة مع شريك أطلسي.
وكانت الأمم المتحدة قد جددت منذ أسابيع مطالبتها للعودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين ووقف النار، فيما أعلنت مصر في الأسبوع الماضي مبادرة القاهرة على خلفية زيارة لقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، إلى البلاد، غير أن تركيا وحكومة الوفاق قامتا برفض المبادرة المصرية التي تهدف إلى وقف النار في إطار مقررات الاتفاقيات الدولية.
والجدير بالذكر أن أنقرة تواصل دعمها لحكومة الوفاق من الناحية العسكرية، وتواصل أيضا إرسال المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الليبي بالرغم من أن موقعة على اتفاق برلين القاضي بوقف التدخلات الخارجية، وحظر توريد السلاح.
هذا وكان موقع فلايت رادار الإيطالي قد رصد في الأسبوع الماضي اقتراب ثلاث طائرات شحن عسكرية تركية وسفينة على متنها أسلحة من غرب ليبيا، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة مرات على أن تركيا حليفة الوفاق تواصل نقل المرتزقة السوريين، والذين وصل عددهم لأكثر من 11 ألف مقاتل.