سياسة

تركيا تعزز نفوذها في ليبيا من خلال دعم لجنة “5+5”


 تحاول أنقرة تقديم نموذج متوازن في ليبيا، وتعزيز موقفها بالقيام بدور وسيط بعيدًا عن المواقف الحادة والسياسة المتشددة التي كانت تنتهجها من قبل، حيث استضافت الخميس، اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″؛ لمناقشة “خطوات إضافية” يمكن اتخاذها من أجل السلام والاستقرار والأمن في ليبيا، وتبادل الأفكار لتطوير الأنشطة المشتركة بين شرق وغرب ليبيا.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، إنها دعت اللجنة للاجتماع في أنقرة في إطار هدفها نحو “ليبيا موحدة تعمل جميع مؤسساتها معًا”، مؤكدة عزمها مواصلة “دعمها وتعاونها مع جميع شرائح ليبيا على أساس تفاهم موحد”.

وشددت على “الصداقة التاريخية بين تركيا وليبيا، ما يضمن الوحدة الوطنية، وأهمية المساهمة في بناء ليبيا التي تعيش في سلام وطمأنينة واستقرار”. وأعربت عن تقديرها لـ”العمل المرضي” الذي قامت به اللجنة في نطاق تدابير بناء الثقة والمساهمة في استقرار ليبيا.

وتضم اللجنة 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا، و5 من طرف قوات خليفة حفتر في الشرق، يجرون حوارا منذ أعوام لتوحيد المؤسسة العسكرية تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا.

وعملت تركيا على التقارب في الفترة الأخيرة مع الشرق خاصة بعد إدراكها أن عداءها السابق له ليس في صالحها؛ إذ إنها في أمس الحاجة إلى التقارب مع الجبهة الشرقية لموافقة مجلس النواب الليبي على الاتفاقيات البحرية التي عقدتها الحكومة التركية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية.
وتسعى تركيا إلى استخدام علاقاتها المتطورة مع الشرق الليبي لتعزيز التكامل بين الشرق والغرب، بجانب تكثيف جهودها الدبلوماسية من خلال التواصل مع القوى الإقليمية، للحفاظ على مكاسبها الحالية، وتحقيق فوائد أكبر في المستقبل على الأراضي الليبية.

وأكدت وزارة الدفاع مواصلة “تقديم جميع أنواع الدعم والمساهمة في تطوير الأنشطة المشتركة”، مشددة على أن الهدف النهائي لأنقرة “هو ليبيا موحدة تعمل جميع مؤسساتها جنبًا إلى جنب”. والعزم على “مواصلة الدعم والتعاون مع شرائح ليبيا كافة على أساس تفاهم ليبيا موحدة”. وأشار البيان التركي إلى تأكيد أعضاء لجنة “5+5” ارتياحهم لاستضافة اجتماعها في أنقرة.

وخلال لقاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب يوسف العقوري مع رئيس لجنة العلاقات بمجلس الأمة التركي فوات أكتاي، أكد على ضرورة أن “تكون تركيا دائمًا صديقة لكل الليبيين”، وقال إن “تركيا دولة مهمة على الساحة الدولية ونتطلع لدعمها استقرار ليبيا”.

وذلك على هامش فعاليات منتدى البحر المتوسط المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، حيث تناولا “الملفات ذات الاهتمام المشترك”، وفق بيان صادر عن مجلس النواب.

وأوضح العقوري أن مجلس النواب شكّل لجنة للصداقة البرلمانية التركية وينتظر تفعيل الجانب التركي مجموعة الصداقة في مجلس الأمة التركي الخاصة بليبيا من أجل “تعزيز التعاون البرلماني على المستوى السياسي بالإضافة إلى المستوى الفني للاستفادة من الخبرات التركية البرلمانية”.

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، جدّد العقوري دعوته للشركات التركية من أجل العمل في ليبيا واستكمال مشاريعها، مقدمًا شكره للجانب التركي على مساعدته المقدمة أثناء العاصفة المتوسطية “دانيال” التي ضربت الشرق الليبي في سبتمبر/أيلول 2023 مخلفة آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في البنية التحتية.

بدوره، أكد البرلماني التركي “عمق العلاقات الأخوية بين تركيا وليبيا”، مؤكدًا وقوف “تركيا دومًا مع وحدة واستقرار ليبيا وإرادتها في رؤية ليبيا دولة قوية ومزدهرة”.

ووقعت تركيا وليبيا عددا من الاتفاقيات العسكرية والأمنية في السنوات الأخيرة، بينما ساعدت طرابلس في استقرار الليرة التركية ففي عام 2020، أودع البنك المركزي الليبي 8 مليارات دولار في البنك المركزي التركي بدون فوائد لمدة أربع سنوات.
وأكد المسؤولون الليبيون الموالون لأنقرة مرارا أنهم يعتمدون على رصيد من التجارب الناجحة التركية في ليبيا.

والأحد الماضي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن رجال الأعمال الأتراك يتفاعلون مع الأطراف الليبية في شرق البلاد، كما تتواصل الاتصالات مع المسؤولين في المنطقة، مشيرًا إلى افتتاح قنصلية لتركيا في مدينة بنغازي.

وأضاف فيدان في تصريحات أدلى بها خلال لقائه ممثلي جرائد ووسائل إعلام في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة، “إن تركيا تواصل تعزيز علاقاتها مع مختلف الأطراف في ليبيا”.

وأوضح أن رجال الأعمال الأتراك يتفاعلون أيضًا مع الأطراف ذات الصلة بالمنطقة، مبينًا أن “بيئة انعدام الصراع” التي تحققت في ليبيا بمبادرة تركية “باتت تثمر نتائج إيجابية”، وأكد أن تركيا تولي أهمية كبيرة لتوفير “بيئة تساهم في تحقيق الوحدة الوطنية الليبية بناء على حقائق أرض الواقع، وتعمل على تنفيذ ذلك خطوة بخطوة ضمن إطار استراتيجية محددة”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى