سياسة

تركيا تحاول استعطاف القارة الأوروبية


بعد مدة طويلة من الخلافات، قامت تركيا بمحاولة استعطاف القارة الأوروبية معلنة عن إرادتها في بدء مرحلة جديدة مع بروكسل، وأبدت استعدادها لحل الأزمة في ليبيا.

وجاء ذلك بعد أن غازلت أنقرة القاهرة لإعادة العلاقات بين البلدين، إذ قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في تصريحات صحفية بأن الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية، تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها.

بينما صرح من جهته المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومستشاره للشؤون الخارجية، إبراهيم كالين يوم أمس السبت، بأن تركيا تسعى لمرحلة جديدة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، حيث أوضح: لن يتوقف الأمر عند تعديل اتفاقية اللاجئين القائمة منذ 2016، ولكن يشمل أيضا تعزيز كافة أشكال التعاون، وفتح فصول جديدة في محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقال أيضا في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر الغماينة الألمانية في إطار زيارته لبرلين: فيما يتعلق بالمناقشات حول اتفاقية اللاجئين الجديدة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، أعرب أردوغان عن رغبته في إبرامها خلال زيارته لبروكسل في مارس الماضي.

وأضاف أيضا: مرت 3 أشهر دون تحقيق الكثير.. إن النوايا الحسنة متوفرة، لكن المفاوضات كانت بطيئة للغاية، مشيرا أنه مع بدء رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي في يوليو المقبل يمكن لعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي أن تدخل مرحلة جديدة.

كما قال مستشار أردوغان: لن تشمل البداية الجديدة اتفاقية اللاجئين فقط، بل تمتد إلى العديد من الملفات، وأوضح بأن هذه المرحلة الجديدة تتعلق برؤية مشتركة للمستقبل، وأفكار مشتركة في سياسات الأمن، كما يمكن تحديث قواعد الاتحاد الجمركي بين تركيا والتكتل الأوروبي، مضيفا: تشمل هذه المرحلة الجديدة في العلاقات فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

وتابع كالين القول بأن بلاده مستعدة للعب دور رئيسي في وضع نهاية للصراع في ليبيا، مضيفا: مخرجات مؤتمر برلين لا تزال صالحة لحل الأزمة، بل من الأفضل العودة إلى الخطوات والإجراءات المتفق عليها في برلين، ومشيرا إلى أنه يتعين على الأطراف في ليبيا الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار يقبله الجميع.

الجدير بالذكر أنه ومنذ صيف 2016، تعرف العلاقات بين أوروبا وتركيا توترات متواصلة، سواء بسبب سياسات القمع التي يتبعها النظام التركي تجاه المعارضة، أو بسبب استهداف النظام نفسه لمواطنين أوروبيين، واعتقاله لعدد كبير من الألمان بسبب المشاركة في احتجاجات ضده.

إلى جانب أن ابتزاز أردوغان الدائم لأوروبا بملف اللاجئين، وتهديده بإغراق القارة باللاجئين أدى أيضا إلى تأزم العلاقات بين الطرفين، كما تشمل محاور الخلاف معارضة التكتل الأوروبي لأي تنقيب تركي عن الغاز في البحر المتوسط.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى