سياسة

تركيا.. المعارضة تكشف عن برنامج انتخابي “يعزل” أردوغان


كشف التحالف المعارض عن برنامجه الانتخابي لإزاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات تجمع كل المؤشرات على أنها ستكون مصيرية بالنظر إلى الأزمات التي تعيشها تركيا وتذمر فئات واسعة من الأتراك بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية.

 وينتظر أن يواجه أردوغان الطامح إلى ولاية رئاسية جديدة منافسين أقوياء أكدوا عزمهم على إنهاء حكمه. بينما تؤكد المعارضة أن سياساته العدائية ومعاركه الخارجية المدفوعة بطموحات شخصية جلبت للبلد مشاكل لا حصر لها.

ويتكون برنامج التحالف السداسي من 240 صفحة وتضمن أكثر من 2300 هدف أبرزها وضع حدّ لصلاحيات السلطة التنفيذية خاصة من خلال إلغاء المراسيم الرئاسية مع رئيس وزراء ينتخبه البرلمان.

وأكدت المعارضة عزمها على إلغاء المراسيم الرئاسية التي لطالما استخدمها أردوغان لإقالة مسؤولين كبار بينهم حاكم المصرف المركزي وإلغاء اتفاقية إسطنبول وهي معاهدة دولية لمنع العنف ضد النساء والعنف الأسري ومكافحتهما.

كما ستعمل على حرمان الرئيس من صلاحية عرقلة قانون سبق أن ناقشه البرلمان على أن يتمتع بإمكانية إعادته إلى النواب في حال أراد الاعتراض عليه.

ووعدت في حال انتُخبت بأن تطرح التعديلات الدستورية على التصويت في البرلمان الذي ينبغي أن يصادق عليها بأغلبية الثلثين أي 400 من أصل 600 صوت كما تعهدت بجعل ملاحقة أي حزب سياسي بهدف حظره مرتبطة بموافقة البرلمان.

وتوحّدت أحزاب المعارضة الستّة لإنهاء 21 عاما من حكم بلا منازع يمارسه رئيس الدولة ضمن تحالف “طاولة الستة” الذي تشكل أواخر فبراير 2022 ويضم حزب الشعب الجمهوري بقيادة كمال كليتشدار أوغلو وحزب الخير بزعامة ميرال أكشنار وحزب السعادة بزعامة تمل كرم الله أوغلو وحزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) بزعامة علي باباجان وحزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية والحزب الديمقراطي بزعامة غول تكين أويصال.

وكان أردوغان رئيسا للوزراء بين 2003 و2014 ثمّ أصبح رئيسا للبلاد في أغسطس/آب 2014 وقد انتُخب المرة الأولى بالاقتراع العام المباشر ثمّ أعيد انتخابه عام 2018 وفي عام 2017 توسعت صلاحياته بشكل كبير إثر مراجعة دستورية.

وتنوي المعارضة كذلك القيام بخطوة رمزية تتمثل في إعادة مقرّ الرئاسة إلى قصر تشانكايا التاريخي. وشيّد أردوغان على هضبة خارج أنقرة قصرا مثيرا للجدل مؤلفا من أكثر من 1100 غرفة وقد جرى افتتاحه عام 2014 ويضمّ مسجدا ومكتبة وحديقة شتوية.

ومن المقرر أن يعلن التحالف السداسي الشهر المقبل عن مرشحه في انتخابات الرئاسة التي قام أردوغان بتقديم موعدها من يونيو/حزيران إلى مايو بهدف إرباك المعارضة بعد أن تأخرت في التوصل إلى اتفاق حول من منافسه في السباق الرئاسي.

وتحمّل المعارضة أردوغان مسؤولية الانهياري المالي وتهاوي الليرة والارتفاع التاريخي لمعدل التضخم بسبب تدخلاته في السياسة النقدية وتقويض مصداقية واستقلالية البنك المركزي بفرضه تخفيضات قسرية لأسعار الفائدة وتتهمه بالتسبب في  تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.

وتعتبر أن طموحاته الشخصية أدت إلى تسمم علاقات تركيا بالشركاء الغربيين والخليجيين في السنوات الأخيرة وألحقت أضرارا بالغة بالاقتصاد التركي.

وتخوض المعارضة التركية الانتخابات المقبلة بحضوظ قوية في إحداث مفاجأة على خلفية السأم الذي يسود الناخبين ورغبتهم في إحداث تغيير جذري ينهي أزمات بلادهم.  

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى