ترامب يطرح البند 17.. تجاهل حماس في خطة غزة
في بند يُضمن لأول مرة في أي اتفاق حول غزة، أبقت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة، الباب مفتوحا لتطبيق جزئي دون موافقة «حماس».
ويشكل اللقاء المرتقب غدا الإثنين في البيت الأبيض بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفتاح لتطبيق الخطة المكونة من 21 بندا.
وقد أعلنت حركة «حماس» أنها لن تتلقى من الوسطاء نسخة من الخطة الأمريكية، معربة عن «استعدادها لدراسة أي مقترحات تصلها من الإخوة الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية».
-
ملامح غزة تتغير.. إسرائيل تسوي أحياء بالأرض
-
مناشدة مؤثرة.. عائلات رهائن غزة تضع ترامب أمام الاختبار الأصعب
وتكاد تكون خطة الرئيس الأمريكي خليطا من بنود وردت في الخطة المصرية للحل ومطالب إسرائيلية ومطالب حركة «حماس»، مع استجابة طفيفة لكن مؤجلة لطلب السلطة الفلسطينية بتولي المسؤولية عن قطاع غزة ما بعد الحرب.
غير أن ثمة بند في الخطة يحمل الرقم 17 يفتح الباب لتطبيق جزئي للخطة حتى دون موافقة «حماس»، بعد أن اتهم ترامب في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة الحركة برفض المقترحات لوقف إطلاق النار وهو ما نفته الحركة في بيان لاحق لها.
وجاء في هذا البند: «إذا أجّلت حماس هذا الاقتراح أو رفضته، فسيتم تطبيق النقاط المذكورة أعلاه في المناطق الخالية من الإرهاب، والتي سيسلمها الجيش الإسرائيلي تدريجيًا إلى قوة الاستقرار الدولية».
وقال موقع «تايمز أوف إسرائيل»، الذي نشر البنود كاملة: «هذا أول ذكر لإمكانية تنفيذ الاتفاق جزئيًا على الأقل، حتى لو لم توافق حماس».
-
من واشنطن إلى الشرق الأوسط.. ترامب يبحث عن حلول لقضية غزة
-
ترامب يطرح رؤية لغزة.. التحديات أقوى من الوعود
ضغوط على حماس؟
لكن من غير الواضح كيف يمكن للحكومة الإسرائيلية أن توافق على اتفاق لا يتضمن إطلاق «حماس» سراح الرهائن الإسرائيليين الـ20 الأحياء والـ28 الأموات.
فإذا ما رفضت «حماس» الخطة فمن غير الواضح كيف سيكون بالإمكان أن تطلق سراح الرهائن بدون ثمن.
ويمكن الافتراض بأن البند الـ17 هو محاولة للضغط على حركة «حماس» للقبول بالخطة او محاولة لإرضاء إسرائيل بأن الاتفاق لصالحها. لكن ثمة إمكانية للافتراض بأن البند هو تعبير عن استعداد دولي وعربي للضغط على حماس في حال رفضت الخطة.
-
غزة المنكوبة.. 2000 دولار تحدد مصير أسرة تحت النار
-
أجواء متوترة ترافق أسطول المساعدات المتجه إلى غزة
وتقول الخطة في بندها الثالث إنه «إذا وافقت إسرائيل وحماس على الاقتراح، ستنتهي الحرب فورًا، مع وقف الجيش الإسرائيلي جميع العمليات والانسحاب تدريجيًا من القطاع»، وهذا مطلب متكرر لحركة «حماس».
وفي بندها الخامس تقول: «بمجرد إعادة الرهائن، ستُفرج إسرائيل عن عدة مئات من السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، وأكثر من 1000 مواطن من غزة اعتُقلوا منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى جثث عدة مئات من الفلسطينيين»، وهذا أيضا «مطلب متكرر لحركة حماس».
وفي بندها السادس تقول: «بمجرد إعادة الرهائن، يُمنح أعضاء حماس الملتزمون بالتعايش السلمي عفوًا، بينما يُمنح الأعضاء الراغبون في مغادرة القطاع ممرًا آمنًا إلى الدول المستقبلة»، وهو ما لم تبدِ الحركة معارضتها له.
-
من البيوت المهدّمة إلى المقابر.. مأساة نزوح جديدة في غزة
-
من التهدئة إلى الدولة.. ملامح مبادرة ترامب لحل أزمة غزة
وقال نتنياهو يؤكد في مقابلة مع فوكس نيوز الأمريكية، مساء الأحد: «إذا غادر قادة حماس وأنهوا الحرب وأطلقوا سراح الرهائن فإننا نستطيع أن نمنحهم ممرا آمنا».
كما تقول الخطة في بندها السابع: «بمجرد التوصل إلى هذا الاتفاق، ستتدفق المساعدات إلى القطاع بمعدلات لا تقل عن المعايير المحددة في اتفاق الرهائن في يناير/كانون الثاني 2025، والتي شملت 600 شاحنة مساعدات يوميًا، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية ودخول معدات إزالة الأنقاض».
وفي بندها الثامن تقول: «سيتم توزيع المساعدات – دون تدخل من أيٍّ من الجانبين – من قِبل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، إلى جانب منظمات دولية أخرى غير مرتبطة بإسرائيل أو حماس». وكلا البندان هما مطالب متكررة لحركة «حماس».
-
الأمم المتحدة: نفقد القدرة على مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة
-
صور مأساوية.. نازحو غزة يعيشون بين القصف وتكاليف الهروب
حكومة انتقالية
كما أن جميع هذه المطالب كانت قد وردت في خطط قدمتها مصر في الماضي لوقف إطلاق النار في غزة.
وتنص خطة ترامب على أنه «تُدار غزة من قِبل حكومة انتقالية مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين، تكون مسؤولة عن توفير الخدمات اليومية لسكان القطاع». وسبق أن ورد هذا في خطة مصرية رفضتها إسرائيل.
كما تنص على أنه «لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، ولكن سيُسمح لمن يختار المغادرة بالعودة. علاوة على ذلك، سيتم تشجيع سكان غزة على البقاء في القطاع، وستُتاح لهم فرصة بناء مستقبل أفضل هناك».
-
ظهور مجموعات مسلحة جديدة في غزة.. لكن الأزمة أوسع من ذلك
-
الضفة تحت المجهر.. سيناريو حرب غزة يفاقم أزمة الجيش الإسرائيلي
وفي بندها الـ16 تنص على أنه «لن تحتل إسرائيل غزة أو تضمها، وسيُسلّم الجيش الإسرائيلي الأراضي التي يحتلها حاليًا تدريجيًا، مع قيام قوات الأمن البديلة بترسيخ السيطرة والاستقرار في القطاع».
ونص البند الـ15 على أنه «ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين الآخرين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة، تُنشر فورًا في غزة للإشراف على الأمن في القطاع. وستُنشئ القوة وتُدرّب قوة شرطة فلسطينية، لتكون بمثابة جهاز أمن داخلي طويل الأمد». وهذه مطالب لمصر والدول العربية وحماس وسبق أن رفضتها إسرائيل.
-
إسرائيل تُنذر سكان غزة بمهلة 48 ساعة قبل التصعيد
-
أبراج غزة تواجه المصير المجهول… الغفري تحت التهديد المباشر
فجوات كبيرة
وفي هذا الصدد، فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر في حاشية نتنياهو إن «هناك فجوات كبيرة مع إدارة ترامب فيما يتعلق بخطة إنهاء الحرب».
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: «غير رئيس الوزراء نتنياهو جدول أعماله الذي كان مقررا اليوم (الأحد) واستبدله بلقاءات مع فريقه الصغير قبل اجتماع مع الرئيس ترامب غدا، ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو مرة أخرى مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قبل لقاء ترامب».
-
غزة على صفيح ساخن.. تل أبيب تحذر من قوة غير مسبوقة
-
الرأي العام الأمريكي يتغير.. دعم إسرائيل يقل وسط أزمة غزة
وقال مصدر في حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هناك ثغرات كبيرة مع إدارة ترامب فيما يتعلق بخطة إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، وأنه يجب إجراء تغييرات قبل اجتماع الغد في البيت الأبيض.
في غضون ذلك، أجريت مقابلة مع نتنياهو اليوم على قناة فوكس نيوز الأمريكية، وأشار إلى اقتراح الرئيس بإنهاء الحرب: «نحن نعمل حاليا مع فريق الرئيس ترامب على الاتفاق المكون من 21 نقطة، ونأمل أن ننجح في دفع الصفقة». وأضاف نتنياهو أن «تفاصيل الصفقة لم يتم الاتفاق عليها بعد».
-
«غزو غزة» يقترب.. إسرائيل تكمل خططها الميدانية وحماس تعيد تنظيم قياداتها
-
غزة تحت النار.. مأساة النازحين وفاتورة البقاء غير المضمونة
وفيما يتعلق ببند الحصانة لقادة حماس في خطة ترامب، قال نتنياهو: «أعتقد أنه يتعين علينا مراجعة تفاصيل الاتفاق. لكن إذا أنهوا الحرب وأطلقوا سراح جميع الرهائن، فسيكونون قادرين على المغادرة. في تصريحات سابقة، قلت إنه إذا غادر قادة حماس البلاد، فسنتفق على مغادرتهم».
وردا على سؤال عما إذا كان لا يزال يعارض أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في دولة فلسطينية مستقبلية، أجاب نتنياهو: «لا يزال خطا أحمر بالنسبة لنا».







