سياسة

تحولات استراتيجية في أوكرانيا.. تعزيز روسي واستعداد أوكراني للتفاوض


واصلت القوات الروسية، الأحد، تعزيز مواقعها على عدة جبهات، معلنة السيطرة على قرى جديدة في الشرق والشمال، فيما تواجه كييف تصعيدًا غير مسبوق بالمسيرات والهجمات المدفعية.

وفي ظل التقدم الروسي والضغوط العسكرية، تتحضر أوكرانيا لمفاوضات مرتقبة مع مسؤولين أمريكيين في السعودية، وسط تجميد واشنطن للمساعدات العسكرية لكييف، مما يضع مستقبل الصراع أمام مفترق طرق.

السيطرة على قريتين

وأعلنت روسيا، الأحد، سيطرتها على قريتين أوكرانيتين، إحداهما في منطقة سومي شمالًا، والأخرى في دونيتسك شرق البلاد، في إطار التقدم العسكري المستمر.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها تمكنت من فرض سيطرتها على قرية كوستيانتينوبيل، التي تبعد نحو 50 كيلومترًا غرب مدينة دونيتسك، بينما تتجه القوات الروسية نحو منطقة دنيبروبيتروفسك وسط البلاد.

وفي بيان منفصل، قالت الوزارة إن قواتها “حررت” قرية نوفينكي في منطقة سومي، الواقعة على الحدود مع مقاطعة كورسك الروسية، في تأكيد للهجوم الواسع الذي يشنه الجيش الروسي في هذه المنطقة.

ومن جانبها، نفت كييف، السبت، أي تقدم روسي، مؤكدة أن قواتها تصدت لمحاولات مجموعات صغيرة من الجنود الروس لعبور الحدود. وكانت روسيا قد سيطرت على مناطق في سومي لفترة وجيزة عند بدء هجومها عام 2022.

وفي تطور آخر، أعلنت روسيا استعادة السيطرة على قرية ليبيديفكا في منطقة كورسك، مؤكدة أنها تمكنت من “هزيمة الوحدات الأوكرانية”.

ويمثل هذا التقدم خطوة نحو استعادة بلدة سودزا، الواقعة على بعد 10 كيلومترات فقط، والتي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا قد نفذت هجومًا مفاجئًا في أغسطس/آب الماضي، توغلت خلاله في منطقة كورسك واستولت على أراضٍ، اعتبرتها موسكو ورقة مقايضة في أي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الحرب.

إلا أن روسيا استعادت منذ ذلك الحين أكثر من ثلثي هذه الأراضي، وأدى التصعيد العسكري الأخير إلى قطع خطوط الإمداد الأوكرانية في كورسك، وفقًا لمصادر روسية، بينما لم تؤكد كييف ذلك رسميًا.

هجوم روسي بمئات المسيرات

وفي سياق متصل، قالت أوكرانيا، الأحد، إن روسيا شنت أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة حتى الآن، حيث أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة خلال الليل، استهدفت العاصمة كييف وعدة مناطق أخرى.

وتأتي هذه الضربة بعد سلسلة هجمات، يومي الجمعة والسبت، في شمال شرق وشرق أوكرانيا، والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصًا على الأقل.

ومن المتوقع أن تشهد السعودية، الثلاثاء المقبل، جولة مفاوضات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، حيث تسعى واشنطن إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، مع وضع “إطار” لاتفاق سلام محتمل، لا سيما بعد تجميد شحنات الأسلحة الأمريكية لكييف ومنعها من الحصول على معلومات استخباراتية وصور أقمار صناعية.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 119 طائرة مسيّرة خلال الليل، أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 71 منها، بينما فقدت 37 طائرة دون التسبب في أضرار كبيرة.

وأشار الجيش الأوكراني إلى أن الطائرات المسيرة الروسية ألحقت أضرارًا بست مناطق أوكرانية، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وفي تطور آخر، قالت النيابة العامة الأوكرانية، السبت، إن هجومًا روسيًا بقنبلة انزلاقية أصاب مباني سكنية في بلدة دروجكيفكا بمنطقة دونيتسك، مما أدى إلى إصابة 12 شخصًا، بينهم فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا.

ونشرت السلطات الأوكرانية صورًا للمباني المتضررة، حيث ظهرت نوافذ محطمة وحطام متناثر في الشوارع.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا أطلقت خلال اليوم الماضي 131 طائرة مسيرة على منطقة بيلغورود الروسية، وتمكنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط 101 طائرة منها، وفقًا لحاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف، الذي أكد عدم وقوع إصابات.

يأتي التصعيد الميداني في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحديات كبيرة على الجبهة العسكرية، لا سيما مع تباطؤ المساعدات الغربية، بينما تسعى موسكو لتعزيز مكاسبها الميدانية واستغلال حالة الجمود السياسي والعسكري التي تعيشها كييف.

في المقابل، لا تزال الولايات المتحدة تبحث عن حلول دبلوماسية عبر مفاوضات مرتقبة، مع تزايد الضغوط الأوروبية لإيجاد تسوية تُجنب المنطقة مزيدًا من التصعيد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى