تحركات جديدة في القاهرة.. وفد حماس يناقش تفاصيل “المرحلة الثانية” لاتفاق غزة

تحركات مكثفة من القاهرة لإنقاذ الاتفاق المتعثر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى مطلع الشهر الجاري وعدم الدخول في مفاوضات الخطوة التالية.
أحدث هذه الجهود استضافة القاهرة الجمعة وفدا من حركة «حماس» لبحث إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودفع المفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية في مصر.
وبحسب البيان فإن “مصر تجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف لسرعة التوصل للمرحلة الثانية من التهدئة”، لافتا إلى أن “اللقاءات المصرية المكثفة مع قيادات حماس والاتصالات مع الجانبين الأمريكي والقطري تأتي لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار والدخول بالمرحلة الثانية منه”.
ووفق قيادي بالحركة لوكالة فرانس برس فإن “وفدا قياديا رفيع المستوى في حركة حماس برئاسة محمد درويش القائم بأعمال رئيس الحركة وصل إلى القاهرة بعد ظهر الجمعة”، مشيرا إلى أنه سيلتقي “السبت مع المسؤولين في مصر للتشاور حول تطورات الوضع وما وصلت إليه الجهود لتنفيذ اتفاق وقف النار وما يتعلق ببدء المرحلة الثانية”.
وأضاف “حماس تطالب الوسطاء بإلزام الاحتلال لتنفيذ الاتفاق وبدء مفاوضات المرحلة الثانية طبقا للاتفاق الذي وقع عليه، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة”.
وقال قيادي آخر في الحركة لفرانس برس إن “حماس أبدت استعدادها للتوصل لصفقة تبادل لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين ومن بينهم الأسرى الذين يحملون جنسيات أمريكية، والاتفاق حول المعايير الخاصة بعدد المعتقلين الفلسطينيين الواجب إطلاق سراحهم مقابل كل أسير”.
وأكد القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “حماس تريد التوصل لاتفاق شامل يضمن وقفا دائما وشاملا لإطلاق النار ويوفر الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإنهاء الحصار وإعمار قطاع غزة وتوفير الدعم المالي بناء على مخرجات القمة العربية الطارئة الأخيرة في القاهرة”.
وقال “هذه المطالب هي جزء من اتفاق المرحلة الثانية الذي يماطل الاحتلال بتنفيذه ويسعى لتعطيل الاتفاق واستئناف العدوان”.
ومع انقضاء المرحلة الأولى، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل/نيسان بناء على مقترح أمريكي، في حين تمسكت حماس بضرورة التفاوض حول المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع نهاية للحرب.
تهديدات ترامب
تأتي زيارة الوفد ذلك بعد يومين من مطالبة ترامب لحماس “بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا” بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم “وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم”.
وردا على ذلك، قالت الحركة، الخميس، إن تهديد ترامب يشكل دعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ووفق المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع فإن “تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا”.
وأضاف “المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء”.
وللمفارقة فقد جاء تحذير ترامب بعد ساعات قليلة من كشف النقاب عن اتصالات مباشرة، غير مسبوقة، منذ عقود بين البيت الأبيض و«حماس» حول إطلاق الرهائن الأمريكيين من غزة.
فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن “تقدم” تحرزه واشنطن خلال المحادثات المباشرة مع «حماس» قد ينهي التعثر الحالي.
وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت الماضي، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط حالة من الضبابية بشأن المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.
ووفق مراقبين فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتمديد الاتفاق والإفراج عن الرهائن دون الدخول في المرحلة الثانية لتجنب تهديد مستقبل حكومته في ظل تهديدات وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها، فيما تخشى «حماس» تنصل تل أبيب من الاتفاق والعودة للحرب.