تحركات أميركية في ليبيا.. أمن المنطقة رهين بكبح التمدد الروسي

يعكس لقاء القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا جيريمي برنت برئيس أركان الوحدات الأمنية التابعة للقيادة العامة الفريق خالد حفتر في بنغازي للمرة الثانية منذ بداية العام، خطوة تقيم الدليل على تزايد منسوب الاهتمام الأميركي بالشرق الليبي في الفترة الأخيرة، فيما تسعى الولايات المتحدة الى تعزيز حضورها العسكري في المنطقة لا سيما بعد أن قطعت روسيا أشوطا هامة على طريق توسيع حضورها في البلد الذي تعتبره بوابة هامة على أفريقيا.
-
الفساد والإرهاب وراء قرار واشنطن بتجميد المساعدات لليبيا
-
حجم المساعدات الأميركية لليبيا يصل إلى مليار دولار
وتواجه الولايات المتحدة العديد من التحديات بخصوص دورها في ليبيا. ومنها إمكانية سعي روسيا إلى بسط نفوذها على الحدود الجنوبية. بينما يرجّح مراقبون أن واشنطن تسعى إلى إعادة تشكيل دبلوماسيتها في ليبيا واستمالة قائد الجيش المشير خلفية حفتر بهدف كبح النفوذ الروسي المتنامي في الشرق الليبي على وجه الخصوص.
ونقل بيان عن السفارة الأميركية في ليبيا عن برنت تأكيده على أن الولايات المتحدة تواصل دعمها للجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسات الأمنية العسكرية في البلاد. مشددا على أن توحيد هذه المؤسسات يعتبر أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في البلاد.
-
سيناتور أميركي يدق ناقوس الخطر: توسع روسيا في ليبيا يهدد الاستقرار
-
واشنطن تقليص حضورها العسكري في ليبيا.. بداية تراجع استراتيجي في المنطقة؟
وأضاف أن واشنطن تستمر في التواصل مع الضباط العسكريين في مختلف أنحاء ليبيا. مؤكداً التزام بلاده بتعزيز القدرات الأمنية للمؤسسات الليبية لضمان مستقبل مستقر ومزدهر.
ويثير تنامي التعاون العسكري بين الجيش الليبي وروسيا مخاوف أميركية وغربية من تغلغل النفوذ الروسي في شمال افريقيا خاصة بعد تقارير عن عقد اتفاقيات عسكرية مشتركة. وكذلك حديث عن عزم موسكو اقامة قاعدة بحرية في شرق البلاد.
وحسب موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي فإن تقارير تشير الى تحركات موسكو بالتنسيق مع حفتر لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة معطن السارة جنوبي ليبيا يتوقع أن تصبح مركزا رئيسيا لعمليات الفيلق الأفريقي الروسي في ظل سعى روسيا. لتعزيز نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي على حساب النفوذ الفرنسي.
-
سيناتور أميركي يدق ناقوس الخطر: توسع روسيا في ليبيا يهدد الاستقرار
-
ليبيا على صفيح ساخن: تصاعد الانتهاكات يهدد الانتخابات المقبلة
وكثف مسؤولون عسكريون أميركيون وبريطانيون رفيعو المستوى في الأشهر الأخيرة زياراتهم إلى ليبيا، وقد شملت القادة العسكريين في طرابلس وبنغازي. بهدف إنشاء قوة عسكرية مشتركة من معسكري غرب ليبيا وشرقها، كانت آخرها زيارة أجراها نائب قائد أفريكوم الفريق جو برينان، في الأسبوع الأول من فبراير/شباط لكل من طرابلس وبنغازي وسرت. والتقى فيها أعضاء لجنة 5+5 العسكرية الليبية المشتركة.
كما أظهرت الولايات المتحدة انفتاحا على بحث ملف السماح بتخفيف الحظر المفروض على تسليح الجيش الوطني وتقديم بعض الأنواع من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة .والمركبات والمتعلقة بمهمات تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة.
-
باريس تضغط لتعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا
-
إدارة ترامب وتنامي النفوذ الروسي في ليبيا.. تجاهل أم استراتيجية؟
ويرى مراقبون أن واشنطن باتت تساوي بين طرابلس وبنغازي في نظرتها للواقع الليبي. وسط توجّس من توسع النفوذ الروسي في ليبيا والمنطقة لا سيما بعد تقارير تؤكد نقل موسكو قاعدتها العسكرية البحرية من طرطوس السورية إلى مدينة طبرق. وذلك لعدة اعتبارات من بينها العلاقات المتميزة بين روسيا وسلطات شرق ليبيا.
وتشير تقارير إلى أن ليبيا تضم نحو 10 قواعد عسكرية إما مشغولة بالكامل أو جزئيًا بقوات أجنبية، بينما يقدر عدد المقاتلين الأجانب بنحو 20 ألفا، رغم الدعوات المتكررة لسحبهم. فيما يرى مراقبون أن وجود المرتزقة ساهم في تعقيد الأزمة السياسية الليبية وجعل تحقيق الاستقرار والسلام المستدام أمرا صعبا.