سياسة

تحذيرات من السوداني: الميليشيات قد تجر العراق إلى حرب مدمرة


كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن الميليشات العراقية المسحلة الموالية لإيران قررت النأي بنفسها عن الحرب على لبنان، مدفوعة بمخاوفها من ضربات إسرائيلية قد تؤدي إلى تدمير مقراتها واغتيال قياداتها، فضلا عن التداعيات الوخيمة المحتملة على العراق.

وأشار تقرير للموقع إلى أن عددا من قادة الفصائل الموالية لإيرن ومسؤولين عراقيين أكدوا أن تحرّكهم سيقتصر على إرسال المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم المالي للمتضررين من الحرب الإسرائيلية على لبنان.

وتشن إسرائيل هجوما هو الأعنف والأوسع على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أدى إلى موجة نزوح، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية حادة في البلد الذي يئن تحت وطأة العديد من الأزمات.

وزادت الضربات من المخاوف داخل لبنان من أن استهداف إسرائيل لقيادات حزب الله المدعوم من إيران سيؤدي إلى صراع شامل، مع استعداد إسرائيل أيضا للرد على وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران عليها الثلاثاء.

وأشار التقرير إلى أن مسؤولين عراقيين يعتقدون أن انخراط البلاد في الصراع الدائر سواء من خلال الجيش العراقي أو الميليشيات الموالية لإيران قد يتسبب في انهيارها سياسيا وعسكريا واقتصاديا، بما يشمل سقوط الحكومة.  

وكشف أن محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي أجرى خلال الأيام الأخيرة لقاءات مع العديد من كبار الضباط والشخصيات السياسية وقادة الفصائل الموالية لإيران وشرح خلال الاجتماعات “حقيقة الوضع الذي يواجهه البلد والعواقب المترتبة على تورط أي طرف عراقي في الصراع الدائر”.

ويأتي تحذير السوداني من تداعيات إقحام العراق في الحرب على لبنان بعد أن توعدت الميليشيات الموالية لإيران بالتصعيد ضد إسرائيل لمساندة حزب الله اللبناني.

كما بحث تطورات الأوضاع في المنطقة مع العديد من زعماء الدول المجاورة من بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وفق الموقع البريطاني.

ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والضغط من أجل وقف الحرب على غزة ولبنان، محذرا من توسع الصراع في المنطقة.

ويتوجس مسؤولون عراقيون وقادة الفصائل الموالية لطهران من احتمال أن تشن الدولة العبرية قريبا هجمات على العراق ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل الثلاثاء، لا سيما بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدرة بلاده على الوصول لأذرع طهرن في أي مكان.

ونقل التقرير عن السوداني قوله “إن الصواريخ الإيرانية بددت نشوة الإسرائيليين” إثر الغارات الكثيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية ببيروت وأسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله والعديد من القيادات البارزة في الجماعة.

وأكد أحد مستشاري السوداني أن “إسرائيل سترد بالتأكيد على الهجوم وستهاجم العراق حتما، كما ستشن غارات على سوريا واليمن وبعض المواقع النفطية في إيران”، لافتا إلى أن رئيس الوزرء العراقي يسعى إلى منع أي ذريعة قد تستخدمها الدولة العبرية لضرب البلاد.

وأوضح المصدر نفسه أن “العراق لن يتحمل المغامرة من أي طرف” في ظل هشاشة الأوضاع، محذرا من “أن أي تصرف غير مدروس في الأيام المقبلة سيكون ثمنه باهظا، ويمكن أن يحرق كل شيء”.

ووجه السوداني بدخول كافة القوات العسكرية بالعراق في حالة تأهب منذ مساء الثلاثاء، أي بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، وفق التقرير الذي أشار إلى أن قادة الفصائل لم يظهروا منذ ذلك الحين.

وأشار التقرير إلى أن شائعات انتشرت خلال الأسبوع تفيد بأن إسرائيل حددت 35 هدفا في العراق تضم مواقع الفصائل الموالية لإيران وأسماء زعمائها وقادة سياسيين، وهو ما نفاه مسؤولون أمنيون عراقيون.

وأشار مسؤول في الحشد الشعبي، المدعوم من إيران، إلى أن “الأهداف الإسرائيلية في العراق معروفة”، لافتا إلى أن الدولة العبرية “ستهاجم بعض الفصائل المسلحة ومقرات قوات الحشد، بالإضافة إلى عدد من قادة الميليشيات”.

وكشف أن “أكرم الكعبي قائد حركة حزب الله النجباء وأبوحسين المحمداوي قائد كتائب حزب الله” على رأس القيادات التي ستستهدفها إسرائيل، مردفا أن “قادة الفصائل الأخرى الموالية لإيران لم يعد لهم دور بارز” في ما أسماه بـ “المقاومة المسلحة” ضد إسرائيل.

وتضمّ “المقاومة الإسلامية في العراق” فصائل أبرزها كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء وشنت عشرات الهجمات على المصالح والقوات الأميركية في البلاد.

وكان حزب الله العرقي قد حث الأسبوع الماضي الفصائل الموالية لإيران إلى تصعيد هجماتها ضد إسرائيل والزيادة في مستوى تهديدها.

وبحسب الموقع البريطاني فإن “الميليشيات العراقية وافقت على وقف أي عمليات عسكرية في هذه المرحلة”، بينما توعدت بالرد الفوري على أي غارة إسرائيلية تستهدف إحداها.

واتفقت قيادة الحشد الشعبي في أعقاب اجتماع عقدته الاثنين على “تجنب الانخراط في الصراع الإقليمي المتصاعد، بما في ذلك مهاجمة القوات الأميركية في العراق”، كما وجهت “تعليمات صارمة” لجميع القادة بالالتزام بهذا القرار، وفق التقرير البريطاني.

ووصف أحد كبار قادة الحشد الوضع بأنه “حساس للغاية”، قائلا إن “أي خطأ سندفع جميعا ثمنه”، محذرا من أنه “مستهدف ومواقع قواته ومقراته ومستودعات أسلحته مكشوفة ومعروفة”، مضيفا “نحن قوات نظامية، لذا فإن خيارنا هو خيار الحكومة”.

وميدانيا قتل جنديان إسرائيليان جراء انفجار مسيّرة “قادمة من الشرق”، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، بينما أفادت شبكة “كان” العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى