سياسة

تحت رعاية ودعم إيراني.. تخادم بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن


التخادم بين جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن بات أمراً مسلّماً به. لكثرة الشواهد الميدانية من جانب، ووجود الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة (لم يُعينه مجلس الشورى بعد) في إيران، سيف العدل.

حيث شمل التخادم بين الجانبين العديد من المواقف منها. عمليات تبادل الأسرى المتعددة، وتنسيق العمليات العسكرية ضدّ (الشرعية والجنوبيين). والانسحاب العسكري في مناطق لصالح الحوثيين، وتبادل المهارات العسكرية والتسليح والمعلومات والدعم المالي.

توترات داخلية

وكشفت تقارير أنه أدى ذلك التخادم إلى توترات داخلية في فرع تنظيم القاعدة في اليمن. الذي يقوده خالد باطرفي، المؤيد بشدة لسيف العدل. ونهجه القائم على التركيز على مبدأ الجهاد العالمي بدلاً من نهج المحلية الذي عززه سلفه أيمن الظواهري.

وكشفت دراسة منشورة في “مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية”: ما إن وصل القادة الجهاديون إلى المناطق الحدودية مع أفغانستان. حتى فاجأهم سيف العدل برغبته في البقاء داخل إيران وحصوله على دعم الإيرانيين لمواصلة تنظيم عمليات ضد المصالح الغربية.

وشملت ترتيبات العدل مع الحرس الثوري الإيراني، منحه حرية الحركة التي تسمح له بترتيب لقاءات سرية مع قيادات الفروع. سواء لقاءات شخصية أو عبر معدات اتصال آمنة تم تزويده بها، وحمايته من ضربات الطائرات الأميركية المسيرة.

ومن جانبها، تنفي إيران وجود سيف العدل على أراضيها، بينما تؤكد المصادر الأممية والغربية إقامته فيها. ويعني ما سبق أنّ التخادم بين تنظيم القاعدة في اليمن وجماعة الحوثيين مرتبط بوجود سيف العدل في إيران. لهذا يسعى العدل إلى إحكام سيطرته على التنظيم في اليمن انطلاقاً من تبنيه رؤية استهداف المصالح الغربية على غرار عمليات تنظيم القاعدة الأم في أوج قوته.

أهمية خاصة 

ويحتل تنظيم القاعدة في اليمن أهمية خاصة لسيف العدل، وصلت به إلى إرسال ابنه خالد إلى اليمن، والتدخل في ترفيع قيادات موالية له ولنهجه، بعد مقتل الوحيشي في 2015، والذي كان مرشحاً بقوة لقيادة تنظيم القاعدة الأم.

اختراق مراكز القوى

وقال أحمد سلطان، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية: إنّ خالد سيف العدل الملقب بـ”ابن المدني” يعمل على التغلغل في قلب تنظيم القاعدة باليمن واختراق مراكز القوى داخله وتوظيفها في مشروع والده، المتماهي مع الخط الإيراني.

وأضاف في تصريح صحفي أنّه في عام 2015، نفذ تنظيم القاعدة في اليمن الذي يُطلق على نفسه اسم “أنصار الشريعة”، نحو 160 هجوماً ضد جماعة الحوثي، وبعد مرور 5 سنوات نفذ التنظيم حوالي 20 هجوماً فقط، بينما زادت نبرة التحريض في رسائله الدعائية التي يبثها ضد الجماعة.

وأفاد الباحث المصري بأنّ هناك اتفاقاً بين القاعدة والحوثيين، على وقف القتال بينهما والدخول في حالة هدنة، وتقاسم النفوذ بينهما في مناطق نشاطهما إلى جانب التعاون الأمني والاستخباري. وتابع: إنّ الطرفين أبرما سلسلة صفقات لتبادل الأسرى، بصورة سرية وعلنية. أسفرت عن إطلاق سراح مئات من مقاتلي القاعدة، ليتمكن التنظيم من تعويض خسائره وترميم شبكاته البشرية المتضررة جراء حملات مكافحة الإرهاب المتواصلة.

ولفت أنه نجحت جماعة الحوثي في استقاء الخبرة الإيرانية وتوظيفها لاستخدام تنظيم القاعدة. واستفادت الجماعة من ذلك في العديد من المناسبات كان آخرها تسليم مديرية الصومعة في محافظة البيضاء لها دون قتال.

محافظات الجنوب

ويركز تنظيم القاعدة في اليمن على استهداف القوى العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية اليمنية، وهي قوات الشرعية بمختلف تفرعاتها، والقوات المسلحة الجنوبية التي تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، فضلاً عن المصالح الغربية.

وشهدت المحافظات الجنوبية خصوصاً في شبوة وحضرموت وأبين العديد من عمليات التنظيم التي استهدفت الكوادر العسكرية والقوات الأمنية. بينما قادت القوات العسكرية الجنوبية وقوات الشرعية بدعم من التحالف العربي سلسلة عمليات عسكرية ضد التنظيم.

التنظيم والسيولة الإقليمية

كانت القوات الجنوبية حققت نجاحات في مواجهة تنظيم القاعدة، الذي يتخذ من المحافظات الجنوبية مسرحاً لعملياته، بعد دعوة التنظيم أفراده لاستهدافها. في سياق متصل، تتهم القيادات الجنوبية تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين (حزب التجمع اليمني للإصلاح) بالعمل سوياً ضد الجنوب العربي.

وتستشهد القيادات الجنوبية بتكثيف التنظيم عملياته العسكرية في محافظة شبوة إبان السيطرة الأولى لقوات النخبة الشبوانية عليها. ثمّ خفوت عملياته بعد سيطرة حزب الإصلاح عليها، ليعاود التنظيم استئناف نشاطه بعد رجوع المحافظة لسيطرة قوات دفاع شبوة الجنوبية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى