سياسة

تحالف الشاهد والنهضة الإخوانية على شفا التحول إلى جفاء مطبق


التحالف المعلن بين رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد وحركة النهضة الإخوانية، ومرحلة الود بين الجانبين، بحسب العالمين بخفايا الأمور على شفا التحول إلى جفاء مطبق.

هذه النتيجة توصل إليها خبراء استناداً إلى ردود الفعل الغاضبة والانتقادات بسبب تصريحات زعيم الإخوان في تونس راشد الغنوشي، الذي قال الإثنين الماضي، خلال اجتماع بكتلة حزبه النيابية، ما مفاده أن حركة النهضة هي اللاعب الوحيد في المشهد السياسي التونسي.

اعتبر مؤيدو الشاهد هذه التصريحات بمثابة التنصل ونكران التحالف بين رئيس الحكومة والحركة الإخوانية، وهو ما أدى إلى إثارة جدل واسع حول مستقبل هذا التحالف، في وقت تسير فيه تونس نحو انتخابات حاسمة مقررة نهاية العام المقبل.

ويرى أحمد المغراوي، أستاذ العلوم السياسية في كلية الحقوق بتونس، أنه في حال استمر يوسف الشاهد في تحالفه مع حركة النهضة، فلن يكون مصيره السياسي أفضل من مصير مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان المؤقت) بين عامي 2011 و2014، ورئيس حزب التكتل من أجل العمل والحريات (اشتراكي)، الذي دخل في تحالف مع الحركة الإخوانية بعد انتخابات 2011، ما أدى إلى تفكك حزبه إثر احتجاج قواعده على قرار التقارب مع الإخوان.

واعتبر المغراوي، أن هذا التحالف تقني وليس سياسياً، لأن المحيطين بيوسف الشاهد من مستشارين لا تجمعهم روابط جيدة بحركة النهضة، على غرار لزهر العكرمي، وهو أحد مؤسسي نداء تونس…تاريخ الإخوان في تونس مثقل بالانقلابات وازدواجية الخطاب، والشاهد يعرف هذا جيداً، وفق ما نقلت العين الإخبارية.

ومن جانبها، قالت ليلى الشتاوي، النائبة بالبرلمان عن كتلة الائتلاف الوطني، إن كتلتها البرلمانية المقربة من الشاهد تسعى إلى تأسيس حزب جديد يكون نقيضاً للفكر الإخواني، مصيفة أن الشاهد ابن تيار الوسطية الديمقراطية لا تؤمن بأفكار الإسلام السياسي خاصة المرجعيات الإخوانية.

ويرى مراقبون أنه لا يمكن التقارب بين الشاهد وحركة النهضة الإخوانية أن يستمر على الأقل حتى مارس المقبل، موعد انطلاق التسجيل في القائمات الانتخابية.

وفي نفس السياق، شدد الصحبي بن فرج، النائب عن كتلة الائتلاف الوطني، على أن البرامج الانتخابية للسنة المقبلة يجب أن تُبنى على أساس مدني، وأبدى بن فرج، تخوفه من حالة التشتت بصفوف تيار الوسطية، قائلاً إن تشتت الديمقراطيين يصب في مصلحة حركة النهضة وكل الحركات ذات المرجعية الدينية، بحسب ما أوردت العين الإخبارية.

يذكر أن الشاهد أكد في خطاب الإعلان عن تشكيل حكومته الجديدة في 12 نوفمبر الجاري، أنها ليست حكومة حركة النهضة، وألمح إلى أن خلافاته مع الرئيس الباجي قايد السبسي، مؤسساتية فقط، مشيراً إلى حفاظه على علاقات إيجابية معه.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى