تحالفات خفية بين تركيا وروسيا وإيران سرعت بانهيار نظام الأسد
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد وقد تفهموا موقفنا، فيما يأتي ذلك لينفي تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن الهجوم كان مفاجئا وأن الجانب الإيراني لم يكن على علم بالتطورات.
وقال في مقابلة مباشرة عرضتها قناة “إن تي في” التركية الخاصة إن “الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكريا في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا”.
وأضاف “بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة”.
واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وإيران، لكان “انتصار المعارضة استغرق وقتا طويلا، وكان هذا الأمر سيكون دمويا”.
وتتعرض روسيا وخاصة إيران لانتقادات واسعة من قبل بعض القوى المؤيدة للنظام السابق في المنطقة بالتخلي عن رأس النظام المنهار لكن الجانب الإيراني يؤكد أن الجيش السوري لم تكن له رغبة في القتال وأن هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد دون اخبار حتى المقربين منه دليل على عدم رغبته في مواصلة الحكم.
-
سوريا ما بعد الأسد: خارطة طريق انتقالية لتجنب العثرات الإقليمية
-
هل ينهي سقوط الأسد النفوذ العسكري الروسي في سوريا؟
وتحدثت تقارير أن الرئيس السوري المخلوع خطط للهرب مع عائلته بمساعدة الروس دون اخبار شقيقه ماهر الاسد الذي فر بعد ذلك الى العراق عبر مروحية.
وقال الوزير التركي أيضا “لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلا (يستحق) الاستثمار. فضلا عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد سعى في الفترة السابقة للعمل على تطبيع العلاقات مع الاسد لكن الأخير رفض ذلك قبل انهاء الوجود التركي في شمال سوريا وقطع الدعم عن المعارضة المسلحة.
الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلا يستحق الاستثمار
واكدت روسيا بعد هروب الأسد أن النظام السوري لم يعد قادرا على البقاء في ظل الضغوط العسكرية والاقتصادية وان على السوريين اختيار مستقبلهم بأنفسهم وان الروس لن يكونوا سوريين أكثر من السوريين أنفسهم.
وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته، بحسب وكالات الأنباء الروسية فيما مثل هروبه صدمة كبيرة لأنصاره.
وقد أبدت دول عدة، ولا سيما في المنطقة، قلقا حيال هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إسلامية ما زالت تصنفها دول غربية إرهابية رغم فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
واعتبر فيدان أن من “الطبيعي تماما” أن تكون هناك “مخاوف” كهذه حيال هيئة تحرير الشام، لكنه قال إنه “يجب إيجاد حل” لها. وأضاف “لا أحد يعرفهم أفضل منا، نحن نريد سوريا بلا إرهاب لا تشكل تهديدا لدول المنطقة”.
-
هل يضعف سقوط الأسد نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟
-
سقوط الأسد يغير المعادلة.. 7 دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء للسوريين
وأوضح أنه بوجود خطوط اتصال مفتوحة مع هيئة تحرير الشام، فإن تركيا تنقل هذه المخاوف مباشرة إلى الهيئة. وقال “نحن ننقلها إلى إدارة دمشق. ونقول لهم: إن تركيا التي تدعمكم منذ سنوات، وكذلك العالم، يتوقعان منكم ذلك إن واجبنا والاختبار (الموجود أمامهم) هو الاستجابة لهذه المخاوف”.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع.