تاريخ العلاقات الإماراتية التونسية منذ عام 1971
كانت الجمهورية التونسية حاضرة وممثلة بوزير خارجيتها لدى الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971، وانطلقت العلاقات بين البلدين رسميا في 14 يناير 1972، ومنذ ذلك الحين، توطدت الأواصر بينها رغم بعد المسافة جغرافيا، فإنها أقرب ما يكون تاريخيا على أصعدة مختلفة وبمجالات عدة، أنشأت بينهما جسرا عابرا للقارات ومجتازا للبحار التي تفصلهما.
ودفع الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، العلاقة بين البلدين، حيث كان قد قام بزيارة رسمية إلى تونس في مناسبتين، الأولى سنة 1974 والثانية عام 1984، وقام آنذاك الطرفان التونسي والإماراتي بوضع جملة من الاتفاقيات بمجالات مختلفة، لتكون تونس أولى البوابات الاستثمارية الإماراتية في منطقة المغرب العربي.
ولطالما فتحت ذراعيها الإمارات أمام التونسيين، خاصة وأن المرسوم الاتحادي رقم 88 لسنة 1974 بتاريخ نوفمبر 1974، نصّ بالذات على الدفع نحو تبادل الأساتذة والمحاضرين، بالإضافة إلى تشجيع ذات المرسوم على تبادل الطرفين للبرامج والمناهج الخاصة بالجامعات والمعاهد العليا، مع العمل على معادلة الشهادات والدرجات العلمية التي تمنحها مؤسسات الطرفين.
هذا، وتمكنت دولة الإمارات من استقطاب اليد العاملة التونسية في اختصاصات كثيرة، وذلك لما لمسه التونسيون من المسؤولين الإماراتيين من مهنية ومعاملة طيبة وتقدير معنوي ومادي لمجهوداتهم، مما جعل العديد من الشباب التونسي يتطلع للسفر إلى الإمارات سعيا نحو ضمان مستقبلهم بدولة ما انفكت عن دفع تونس إلى الأمام.
وبخصوص الاستثمارات بين البلدين، للإمارات لها دور كبير في دفع عجلة الاقتصاد بتونس، إذ أنها تمكنت من تصدر قائمة الدول العربية من حيث حجم الاستثمارات العربية المباشرة في تونس خلال عام 2018، بإجمالي استثمارات فاق الـ88 مليون دينار (أكثر من 29 مليون دولار).
وفي 15 أبريل 1996، وقعت تونس والإمارات اتفاقية تنص على حقوق عدة، منها حرية تحويل رأس المال وحرية تحويل أي أرباح متأتية وحرية تحويل زيادة رأس المال التي وقعت في تونس، مما يؤكد حرص الجانبين التونسي والإماراتي على دعم الشراكة بالمجال الاقتصادي على غرار بقية الميادين.
الإمارات تمنح تونس 11 طنا مساعدات طبية
وبسبب جائحة كورونا التي أرهقت دول العالم، وفي إطار مساعيها لدعم الأشقاء، أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء 1 نوفمبر 2020، 11 طنا من الإمدادات الطبية وأجهزة التنفس إلى تونس.
وقد تمّ إرسال المساعدات على متن طائرة اتجهت نحو تونس، حيث سيستفيد منها أكثر من 11 ألفا من العاملين القطاع الصحي، لتوفير المزيد من الحماية لهم في مصارعة فيروس كوفيد-19.
وأمس الثلاثاء، واصلت دولة الإمارات جسرها الجوي نحو شقيقتها تونس، حيث أرسلت طائرتا شحن تحملان 47 طناً من الإمدادات الطبية، وعدداً من أجهزة التنفس الاصطناعي وأسطوانات الأكسجين.