سياسة

بين تفاؤل واشنطن ومخاوف كييف.. زيلينسكي يكشف أصعب ملف في طريق السلام


في وقت أعربت واشنطن عن تفاؤلها بإمكانية تحقيق السلام في أوكرانيا، حدد فولوديمير زيلينسكي “المسألة الأكثر تعقيدا” في الاتفاق.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، أن الإدارة الأمريكية “متفائلة جدا” حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب بين روسيا وأوكرانيا، عشية توجّه مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو.

وقالت ليفيت “أعتقد بأن الإدارة متفائلة جدا”، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه “عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعا أن تنتهي هذه الحرب”.

وأضافت “في الأمس فقط، أجروا محادثات جيدة جدا مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا” حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين.

أوروبا تتوحد

وفي السياق ذاته، وحد زعماء أوروبيون أصواتهم لحشد الدعم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين بعد المحادثات الأمريكية الأوكرانية لمراجعة مقترح السلام.

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيلينسكي بحفاوة في باريس، وشارك الاثنان في مكالمة هاتفية مع حوالي عشرة قادة أوروبيين آخرين من بينهم قادة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون عقب لقائهما إن أولويات كييف في محادثات السلام هي الحفاظ على السيادة وتأمين ضمانات أمنية قوية، مضيفا أن “النزاعات على الأرض لا تزال المسألة الأكثر تعقيدا”.

ودعا حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى ضمان عدم مكافأة روسيا على الحرب التي بدأتها، وعبر عن أمله في إجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد زيارة مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف لروسيا.

وقال ماكرون للصحفيين إن أوكرانيا هي وحدها هي التي يمكنها اتخاذ قرار بشأن أراضيها في مفاوضات السلام مع روسيا.

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون بحث لاحقا الوضع في أوكرانيا في اتصال هاتفي مع ترامب، مضيفا أنهما “ناقشا شروط السلام القوي والدائم في أوكرانيا”.

وأوضح الإليزيه أن ماكرون “أكد الأهمية البالغة للضمانات الأمنية لأوكرانيا”.

وفي وقت سابق، أوضح زيلينسكي أن المفاوضين الأوكرانيين والأمريكيين لم يتوصلوا بعد إلى نسخة نهائية لخطة السلام الأمريكية المقترحة، على الرغم من جولتين من المحادثات لتعديل الشروط التي أيدت في البداية مطالب روسيا الرئيسية في زمن الحرب.

وذكر زيلينسكي عقب المحادثات الأمريكية الأوكرانية التي جرت أمس الأحد في منتجع جولف فاخر في فلوريدا أن هناك “بعض القضايا الصعبة التي لا يزال يتعين العمل عليها”.

وغادر ويتكوف المحادثات للسفر إلى موسكو حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر سيرافق ويتكوف في زيارته إلى روسيا.

 تغييرات غير معلنة

ولم يعلن المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون بعد عن أي تعديلات اتفقوا عليها حتى الآن على الخطة المكونة من 28 نقطة التي قدمتها واشنطن إلى كييف قبل أقل من أسبوعين.

وتضغط كييف وحلفاؤها الأوروبيون من أجل إجراء تعديلات على البنود التي دعت أوكرانيا إلى التخلي عن المزيد من الأراضي وتقليص تعداد جيشها والتخلي عن آمال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ومنعها من استضافة قوات غربية.

منعطف صعب

جاءت المفاوضات المكثفة في منعطف صعب بالنسبة لكييف، التي تخسر أرضا على الجبهة بينما تواجه أكبر فضيحة فساد في الحرب.

فقد استقال مدير مكتب زيلينسكي أندريه يرماك، الذي كان يقود أيضا الوفد الأوكراني في محادثات السلام، يوم الجمعة بعد أن فتش محققو مكافحة الفساد منزله. كما تمت إقالة وزيرين في الحكومة وتم تسمية شريك تجاري سابق لزيلينسكي كمشتبه به.

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أمس الأحد “لدى أوكرانيا بعض المشاكل الصغيرة الصعبة”، في إشارة إلى فضيحة الفساد. وكرر وجهة نظره بأن كلا من روسيا وأوكرانيا تريدان إنهاء الحرب وقال إن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق.

روسيا تقصف مدنا أوكرانية

ميدانيا، أعلنت روسيا الإثنين أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، والتي تُعدّ خط إمداد استراتيجيا للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في شمال شرق البلاد.

وقال الكرملين عبر منصة تليغرام إن “رئيس الأركان فاليري غيراسيموف قدّم تقريرا لـ(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين حول تحرير مدينتي كراسنوارميسك (الاسم الروسي لبوكروفسك) وفوفشانسك”.

وقالت روسيا الإثنين إن قواتها سيطرت على مستوطنة أخرى في شرق أوكرانيا، وهي كلاينوف في إقليم دونيتسك.

ومن جانبها، تشن أوكرانيا ضربات بعيدة المدى لاستهداف صادرات النفط الروسية. وندد الكرملين بالهجمات الأوكرانية على محطة تصدير نفط روسية تخدم خط أنابيب من قازاخستان وعلى ناقلتي نفط في البحر الأسود.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى