بيان مشترك من 27 دولة يطالب بوقف تجويع سكان غزة

طالبت 27 دولة، من بينها غالبية أعضاء الاتحاد الأوروبي، إسرائيل بالتحرك الفوري لوقف ما وصفته بـ«المجاعة التي لا يمكن تصورها» في القطاع.
وحمّلت الدول في بيان مشترك، أُعلن في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، السلطات الإسرائيلية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تدهور الأوضاع الإنسانية إلى هذا الحد.
وفي البيان شديد اللهجة، دعا وزراء خارجية 24 دولة، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وعضوين آخرين من المفوضية الأوروبية، إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ما وصفوه بـ«المجاعة التي تتكشف أمام أعيننا» في قطاع غزة، مطالبين بفتح جميع المعابر والطرق لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عرقلة.
وقال البيان المشترك: «تتكشف المجاعة أمام أعيننا. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الجوع»، مضيفًا: «ندعو حكومة إسرائيل إلى السماح بدخول جميع شحنات المساعدات الدولية للمنظمات غير الحكومية وعدم عرقلة عمل الجهات الفاعلة الأساسية في قطاع المساعدات».
وأكد الموقعون ضرورة استخدام جميع المعابر والطرق لإدخال الغذاء، وإمدادات التغذية، والمأوى، والوقود، والمياه النظيفة، والأدوية، والمعدات الطبية إلى القطاع المحاصر.
ورغم نفي إسرائيل مسؤوليتها عن تفشي الجوع في غزة واتهامها حركة حماس بسرقة شحنات المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، يرى المراقبون أن الإجراءات التي أعلنتها تل أبيب أواخر الشهر الماضي -بما في ذلك وقف القتال لجزء من اليوم في بعض المناطق وتخصيص مسارات محمية لقوافل الإغاثة- غير كافية في ظل حجم الكارثة الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن استمرار القيود يفاقم الأزمة، لافتًا إلى أن العواصم الغربية ترى أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة حجم ونطاق المساعدات بشكل كبير.
وشمل التوقيع على البيان وزراء خارجية أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وقبرص، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وأيسلندا، وإيرلندا، واليابان، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وهولندا، والنرويج، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، وبريطانيا، بالإضافة إلى كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وعضوين آخرين في المفوضية الأوروبية.
ولم توقع بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا والمجر، على البيان، وهو ما يسلط الضوء على استمرار الانقسام داخل الاتحاد بشأن الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزة.
الموقف الجماعي تزامن مع ضغوط متزايدة داخل أروقة الأمم المتحدة على إسرائيل، حيث جددت منظمات الإغاثة الدولية تحذيراتها من أن استمرار الحصار والتجويع قد يرقى إلى مستوى «جريمة حرب» بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
مقترح «تحالف دولي» لإنهاء الحرب
وجددت فرنسا، الثلاثاء، دعوتها لتشكيل «تحالف دولي» بتفويض من مجلس الأمن وبقيادة شركاء إقليميين، بهدف إنهاء الحرب في غزة وفتح مسار نحو سلام دائم في المنطقة، محذرة من تداعيات أي خطوة إسرائيلية لاحتلال شمال القطاع.
وفي بيان وزارة الخارجية الفرنسية إنه «في حال تنفيذ إعلان الحكومة الإسرائيلية الأخير عن الاحتلال العسكري لشمال غزة، فسيُشكل كارثة واندفاعا مستهترا، وسيكون الرهائن الإسرائيليون والسكان المدنيون في غزة أول ضحاياه مجددًا».
وأضاف البيان أن الدول الموقعة على «نداء نيويورك» الذي صدر في ختام مؤتمر الأمم المتحدة أواخر يوليو/تموز الماضي، أيدت نشر بعثة استقرار دولية مؤقتة لضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين، والمساهمة في تطبيق حل الدولتين.
وكانت فرنسا و14 دولة أخرى، بينها كندا وأستراليا، قد أطلقت «نداء نيويورك» داعية جميع دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك في إطار جهود الدفع نحو حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي.
ووفق بيان الخارجية، تعمل باريس، بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون وبالتعاون مع شركائها والأمم المتحدة، على دراسة إمكانية إنشاء بعثة الاستقرار الدولية. وتقترح فرنسا أن تتخذ هذه البعثة شكل تحالف دولي بتفويض أممي، يقوده شركاء إقليميون، بما يتيح «مسارًا موثوقًا لإنهاء الحرب وبناء سلام دائم في المنطقة».
وشددت فرنسا على أن مستقبل قطاع غزة يجب أن يُصاغ في إطار دولة فلسطينية بقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكدة التزامها بحل الدولتين باعتباره «الحل الوحيد لضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين».
خطة إسرائيلية لـ«احتلال غزة»
ويأتي البيان الموقع من 27 دولة، والمبادرة الفرنسية، في وقت يعد فيه الجيش الإسرائيلي خطة لاحتلال مدينة غزة وسط القطاع المحاصر، بمشاركة نحو 250 ألف جندي. وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، قد أقرت هذه الخطة رغم تزايد الإدانات الدولية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سابقًا سيطرته على 75% من أراضي قطاع غزة، فيما بقيت مدينة غزة ومخيمات الوسط والمواصي في الجنوب خارج نطاق الاحتلال.
ويرى نتنياهو أن خطته «أفضل وسيلة لإنهاء الحرب»، متحديًا الدعوات الدولية المتصاعدة لوقف إطلاق النار.