بيان “تجديد البيعة” محاولة من جماعة الإخوان للمراوغة


“نؤكد عدم المساس باستقرار وأمن تركيا”.. هكذا عكس بيان جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في العديد من الدول، أيدولوجيتها التي تأسست على إعلاء مصلحته وانتهجتها على مدى ثمانية عقود.

واعتبر مراقبون أن هذا البيان محاولة من جماعة الإخوان للمراوغة من جديد على خلفية الكشف عن اجتماعها برئيس حزب السعادة التركي المعارض، وهو ما يتخلله دلالات على تجاذبات حادة بينها وبين الحكومة في أنقرة.

ويسير البيان على نهج جماعة الإخوان التي لا تمانع من التماهي مع المشروع التركي، ومبايعته ضد الدولة المصرية.

 

الجماعة قالت في بيانها أمس الذي عنونته بالشكر والتقدير: “نؤكد باسم جماعة الإخوان الوفاء الكامل لكرم الضيافة والالتزام بواجباتها واحترام كل القوانين والنظم والأعراف وعدم المساس باستقرار وأمن هذا البلد”.

وحاولت الجماعة الإرهابية تبرير أسباب لقاء قياداتها بحزب السعادة، والذي كشف عنه قبل أقل من أسبوعين، مدعية أن الأمر يتعلق بزيارة للالتقاء ببعض المؤسسات المجتمعية لتوضيح أحوال ومتطلبات المصريين “اللاجئين” في تركيا.

وقالت “الإخوان” على لسان ما يعرف بـ”القائم بأعمال المرشد العام” للجماعة إبراهيم منير في البيان إنه “بالإشارة إلى الزيارة التي قام بها رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات المصرية (يضم عناصر الإخوان الفارين إلى تركيا) للعاصمة التركية بأنقرة في 21 أبريل 2021، كانت بهدف الالتقاء مع بعض المؤسسات التركية المجتمعية ، لتوضيح أحوال ومتطلبات المصريين اللاجئين إلى تركيا”.

وتعقيبا  على هذه الخطوة، قال منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي إن “بيان شكر الإخوان لتركيا يؤشر إلى عدة أشياء، منها تماهي الجماعة مع المشروع التركي في مواجهة الدولة المصرية، ثم ما لبثت أن وضعت يدها في يد حزب السعادة ممثل الإخوان في تركيا، ثم خرجت لتشكرها في بيان رسمي”.

وأضاف أن ذلك “تناقض ينم عن انتهازية بحثا عن المصلحة”، مشيرا إلى أن “البيان كتب بعد ضغوط مارسها النظام التركي وتهديده للإخوان بالترحيل إلى مصر”.

ولفت إلى أن “اجتماع قيادات الإخوان السري مع حزب السعادة المعارض وكشف تفاصيله هو ما دفع الإخوان في لندن لإصدار بيان يشكرون من خلاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

ومتبنيا ذات الرؤية المتعلقة بانتهازية الإخوان، بالإضافة إلى دلالة “إفلاسهم”، قال سامح إسماعيل الخبير في الحركات الإسلامية لـ”العين الإخبارية” إن “جماعة الإخوان تحاول استخدام المناورات السياسية الساذجة، ولا تتوانى عن استخدام أي طرف لخدمة مصالحها”.

ومفسرا أسباب لجوء الجماعة لحزب السعادة قبل أن تراوغ ببيانها للنظام التركي، أوضح إسماعيل: “لقاء الإخوان بقيادات حزب السعادة ليس الأول من نوعه بل سبقه لقاءات سرية، وهو ما أغضب الرئيس التركي عندما اطلع على ملف الاستخبارات التركية بشأن تحركات الإخوان”.

وأضاف: “تحركات الإخوان تعكس حالة ارتباك حادة داخل التنظيم، فهي تحاول الضغط على الرئيس التركي وإيجاد منفذ لها بعد مؤشرات التقارب المصري التركي، وتنسى أنها ستكون الخاسر ولن تجني شيئا من وراء هذه المناورات”.

واستبعد الخبير السياسي أن يكون هناك أي تأثير لتحركات الجماعة بما في ذلك لقاء حزب السعادة المعارض، مشددا على أن “الأخير لا يمكنه أن يتجاوز حدوده وأن حيز عمله لصالح الإخوان ضيق للغاية، كما أن الرئيس التركي استخدم هذه الورقة للضغط على الإخوان وقطع الطريق عليهم”.

وفور صدور بيان الإخوان، غرد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن دلالة جديدة حملها البيان، وهي إصرار الجماعة الإرهابية على خيانة وطنها وعدم الوفاء لها مثلما فعلت مع تركيا، مستخدمين هاشتاق “أردوغان_باع_الإخوان”.

الناشط السعودي منذر آل الشيخ مبارك فقال عبر حسابه الرسمي: “خبر تعهد الإخوان بأمن واستقرار تركيا يبين لك مقدار خيانة التنظيم، خان في سوريا و #ليبيا وخان #مصر وها هو يتعهد بالمحافظة على أمن واستقرار #تركيا!!”.

وأضاف: “لا أخطر على أمن واستقرار العرب من #الإخوان وكل من يتهاون في التعامل معهم فكأنما يحفر قبره بيده فكل من له عقل يتذكر خيانتهم في العراق”.

أما الناشط إبراهيم السليمان فوجه رسالة إلى الرئيس التركي بقوله “سيد رجب جماعة الإخوان لا ميثاق ولا عهد لهم وسينتقمون بهز استقرار وأمن تركيا لذا بادر بخطوة استباقية وزج بهم بالسجون وما أكثرها عندك”.

بدوره، علق المحلل السعودي فهد ديباجي عبر تدوينة قصيرة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: “جماعة الإخوان المسلمين تصف وجود أفرادها في تركيا بأنه لجوء سياسي.. الخلاصة مراوغة جديدة من تركيا”.

وكتب ناشط مصري يدعى عطية سلامة عبر حسابه: “بيان جماعة الإخوان يتعهد بعدم المساس بأمن تركيا بعد تقاربها مع مصر لكن متعهدوش (لم يتعهدوا) بعدم المساس بأمن مصر !!.. وده (هذا) اعتراف منهم رسمي أنهم خونة وخطر على أمن أي دولة قاعدين فيها”.

وقال مهدي كامل إن “بيان الإخوان عن عدم المساس بأمن تركيا في ظل تقارب العلاقات مع مصر يشير بوضوح إلى أنهم جماعة غير وطنية إرهابية ومصر بالنسبة لهم أقل شأنا من تركيا”.

ولم تقتصر الانتقادات التي وجهت لبيان الإخوان على خارجها، بل امتد إلى صفوفها، حيث أحدث البيان زلزالا جديدا داخل صفوف التنظيم، لاسيما بين جيل الوسط والشباب، عقب وصفهم باللاجئين.

وفيما بدا وكأنه ردة فعل غاضبة، وصف شباب الإخوان، عبر تغريدات مختلفة، البيان الأخير حول شكر وتقدير تركيا، بأنه “خزي وعار”، معلنين تبرأهم من البيان الذي لا يمثلهم.

وتأتي تحركات تنظيم الإخوان الأخيرة، بعد إعلان تركيا تطورات في مسار عودة العلاقات مع مصر، معلنة عن زيارة وفد دبلوماسي للقاهرة أوائل مايو/أيار الجاري، وبالتزامن أيضا مع إقرار البرلمان التركي مؤخرا مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين البلدين.

Exit mobile version