بلدة عين عيسى تعد شاهدا جديدا على الانتهاكات التركية في سوريا
بالرغم من اتفاقات الهدنة شمالي سوريا، التي قد وافقت عليها تركيا بعد مفاوضات مع الشرق والغرب، فقد أصبحت بلدة عين عيسى الاستراتيجية شاهدا جديدا على الانتهاكات التي قامت قوات أنقرة والفصائل المسلحة التابعة لها بارتكابها.
وكانت القوات التركية وميليشياتها، قد شنت هجوما كبيرا من محاور عدة، على بلدة عين عيسى شمال سوريا، إلى جانب اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة في البلدة. ومن جانبها، فقد اتهمت الإدارة الذاتية الكردية أنقرة بخرق اتفاق الهدنة المعلن عنها في شمال شرق سوريا.
وفي هذا الصدد، يقول الأكراد بأن المعارك تتركز في محيط عين عيسى، في محاولة لصد القوات التركية، ومنعها من التقدم أكثر صوب البلدة الإستراتيجية بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية شمالي الرقة. غير أن المصادر الميدانية تؤكد بأن الفصائل السورية التابعة لأنقرة، قد أصبحت تبعد عن البلدة نحو كيلومتر واحد، بدعم مدفعي وطائرات مسيرة تركية.
وتطرح هذه الاشتباكات على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، بين الحين والآخر العديد من التساؤلات بشأن مصير ما تم التوصل إليه من تفاهمات بين أنقرة وواشنطن من جهة وأنقرة وموسكو من جهة أخرى، بعد العملية التركية الأخيرة شمالي سوريا في أكتوبر الماضي.
وبالرغم من تعليق ذلك الهجوم، غير أن العمليات التركية بالقرب من الحدود لم تتوقف، في استهداف للأكراد السوريين، وبالتحديد في محيط الطريق الدولي إم 4 الذي يصل محافظة الحسكة شرقا باللاذقية غربا، ويمر من بلدة عين عيسى.
وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية هذه الهجمات خرقا مستمرا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي قد أبرم في سوتشي الروسية بين موسكو وأنقرة، لاسيما مع التهديدات التركية المستمرة حول شن عملية عسكرية جديدة ما لم يف الجانبان الأميركي والروسي بتعهداتهما المتفق عليها مع الأتراك.
وقد تحدث من جهته مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل إلى سكاي نيوز عربية، وأكد بأن الهجوم على عين عيسى ليس الخرق التركي الأول، غير أن تركيا لم تلتزم أصلا بالاتفاقات. وقد قال خليل بأن أكثر من 60 قرية تم احتلالها، وعمليات القصف مستمرة من قبل تركيا والقوات المرتزقة المرتبطة بها من جبهة النصرة وداعش.
واعتبر أيضا الباحث الكردي بأن تركيا تهدف بشكل واضح إلى تحرير سجناء تنظيم داعش، من أجل إحداث فوضى في الشمال السوري. مضيفا: اليوم إحدى السجون التي قصفتها تركيا كان يحتجز به سجناء خطيرون في مخيم عين عيسى. تركيا تركز على هذه المناطق لاستعمال الدواعش.
وبالرغم من تصريحات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأخيرة، بخصوص مساندة واشنطن للقوات الكردية في شمال سوريا، فقد اعتبر خليل بأن الموقف الدولي من الغزو التركي لشمالي سوريا ضعيف للغاية. موضحا بأن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بإمكانه وقف (حملة نظيره التركي رجب طيب) أردوغان بعدة تغريدات. تركيا ليست بهذه القوة التي يتخيلها الجميع.