بفضل دبلوماسيتها الواقعية.. المغرب يحقق تقدماً في ملف الصحراء

شكل انضمام البرتغال لدينامية دعم الحكم الذاتي حلال وحيدا لنزاع الصحراء المفتعل، انتصار دبلوماسيا كبيرا للمغرب وأظهر أن المملكة تمضي بخطى ثابتة في انتزاع مواقف دولية وازنة تتناغم مع مبادرتها للحكم الذاتي تحت سيادتها، مع اتساع قائمة الدول الغربية الداعمة لهذا المقترح كأساس وحيد وواقعي لقضية معقدة بسبب التدخلات الجزائرية وأطراف أخرى مؤيدة للطرح الانفصالي الذي تسوق له جبهة بوليساريو تحت مسمى “حق تقرير المصير”.
-
انشقاق داخل البوليساريو: دعوة لكسر احتكار التمثيل والانفتاح على التسوية
-
مغربية الصحراء تترسخ: كينيا تعيد تموضعها وتُضعف جبهة البوليساريو
وكشف تطور مسار الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وجاهة وصواب الحراك الدبلوماسي وواقعية رؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس التي أسست لتآكل الطرح الانفصالي ودفعت بالحاضنة الجزائرية إلى عزلة أكبر إقليميا ودوليا وبددت طموحها في زراعة كيان غير شرعي في قلب المنطقة.
وينطلق المغرب في جهوده الدبلوماسية من ثابت وطني غير قابل للمساومة أو التفاوض وهو أن وحدة المملكة الترابية وسيادتها خط أحمر وأن منظورها للعلاقات الخارجية هو مغربية الصحراء.
-
مخيمات تندوف على صفيح ساخن: الانفلات الأمني يفضح انهيار البوليساريو
-
في تحول لافت.. البوليساريو تلمّح لقبول الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
ولفت موقف البرتغال الأخير الداعم لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، أنظار وسائل اعلام دولية بينها صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية التي اعتبرت أن هذا الموقف يعكس الزخم المتزايد الذي تحظى به المبادرة المغربية على الساحة الدولية.
ويأتي الموقف البرتغالي ليضاف إلى قائمة متنامية من الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا، التي أعلنت دعمها لخطة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي وذو مصداقية للنزاع حول الصحراء. وهذا التأييد يعزز الموقف المغربي داخل الاتحاد الأوروبي ويضعف الروايات الأخرى.
-
البوليساريو على أعتاب التصنيف الإرهابي
-
بعد حزب العمال الكردستاني.. هل تواجه بوليساريو مصير الموت السريري؟
ويبرز هذا الدعم عمق العلاقات الثنائية بين المغرب والبرتغال والتي تتجاوز الجوار الجغرافي لتشمل أبعادا سياسية واقتصادية ودبلوماسية. وتدرك لشبونة الدور المحوري للمملكة كشريك استراتيجي في المنطقة، خاصة في قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
ويؤكد هذا التطور، وفقا للصحيفة، على أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 تكتسب قبولا متزايدا كإطار وحيد قابل للتطبيق لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فالدول تدرك أن هذا الحل يراعي خصوصية المنطقة ويضمن استقرارها.
-
“رايتس ووتش” تكشف انتهاكات بوليساريو وسط تحولات تدعم مغربية الصحراء
-
توتر في تندوف احتجاجًا على تواطؤ البوليساريو مع عصابات الجريمة
عزل خصوم الوحدة الترابية
ويساهم هذا الدعم الدولي في عزل الأطراف التي تعارض الحل السياسي وتتمسك بخيارات لم تعد تحظى بدعم دولي واسع، فكلما زاد عدد الدول المؤيدة للحكم الذاتي، زادت صعوبة استمرار الوضع الراهن.
كما يعكس هذا الإنجاز الدبلوماسي النشاط الكبير للدبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس والتي تعمل على حشد الدعم لموقف المملكة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
ويُعد الموقف البرتغالي الجديد خطوة إيجابية نحو تحقيق حل نهائي للنزاع ويؤكد على أن المبادرة المغربية هي السبيل الأكثر واقعية واستدامة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
-
الجزائر توقف إحصاء تندوف: هل يهدف ذلك لإخفاء فساد بوليساريو؟
-
ردود فعل غاضبة في الجزائر بسبب تساهل رسمي مع انتهاكات البوليساريو
وعلقت الأسبوعية الفرنسية في مقال نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني على هذا التطور بالقول “بعد المملكة المتحدة التي اعتبرت في يونيو(حزيران) الماضي أن هذا المخطط يشكل الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة، وفرنسا التي جددت دعمها في أبريل (نيسان) الماضي، تصبح البرتغال بذلك أحدث بلد أوروبي ينضم إلى هذا التكتل المؤيد لسيادة المغرب على هذا الإقليم”.
وأوضحت بناء على ما استجد، أن قائمة الدول الداعمة لمغربية الصحراء أو لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، اتسعت في الأشهر الأخيرة. وتحسب هذه الإنجازات إلى الدبلوماسية المغربية الهادئة وإلى الواقعية السياسية في التعاطي مع هذه القضية.
-
سيول تجتاح مخيمات تندوف وتفضح فساد البوليساريو في إدارة المساعدات
-
أجهزة استخباراتية تحذّر من تحالف بين البوليساريو وتنظيمات متطرفة
وتؤسس الخطوة البرتغالية بالفعل توجها متزايدا بين الدول الأوروبية لدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، والتي يعتبرها المغرب الحل الوحيد والواقعي للنزاع. ويأتي هذا الدعم بأشكال مختلفة، لكنه يشير إلى تحول في المواقف الأوروبية تجاه هذه القضية.
دول أوروبية تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية
بالإضافة إلى البرتغال، التي وصفت خطة الحكم الذاتي بأن لها “أساس جدي وموثوق”، هناك عدة دول أوروبية أخرى أعلنت دعمها للمقترح المغربي كحل جاد وواقعي وذو مصداقية ومن أبرز هذه الدول:
-
مخطط إرهابي مرتبط بالبوليساريو ينهار بتنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا
-
الجزائر توقف إحصاء تندوف: هل يهدف ذلك لإخفاء فساد بوليساريو؟
إسبانيا: في عام 2022، اعتبرت مدريد المبادرة المغربية للحكم الذاتي “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لتسوية النزاع.
ألمانيا: أعلنت دعمها للمبادرة المغربية في تناغم مع الطرح المغربي وتأكيدا على واقعية تعاطي المملكة مع ملف النزاع وجهودها لدعم الاستقرار فسي المنطقة.
هولندا هي أيضا من الدول التي تدعم خطة الحكم الذاتي بما يعني استبعادا كليا للطرح الانفصالي الذي تروج له جبهة بوليساريو تحت مسمى “تقرير المصير”.
-
ردود فعل غاضبة في الجزائر بسبب تساهل رسمي مع انتهاكات البوليساريو
-
ردا على اعتداءات بوليساريو.. المغاربة يطالبون بإلغاء المنطقة العازلة
وقد تآكل هذا الطرح بالفعل بعد انكشاف بوليساريو كميليشيا أو عصابات تستفيد من الدعم الدولي تحت مبرر “تقرير المصير” وهي المغالطة التي قوضتها الجهود الدبلوماسية المغربية من خلال توثيق ارتباط الجبهة الانفصالية بعصابات الجريمة المنظمة وبجماعات إرهابية خطيرة تنشط في منطقة الساحل كثير من قادتها ومنتسبيها كانوا إما أعضاء في الجبهة أو منتسبين لميليشياتها.
بلجيكا: هناك مبادرات برلمانية وسياسية بلجيكية لدعم مغربية الصحراء وخطة الحكم الذاتي، بعد قناعة وإدراك لأهمية لجهود المغرب في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومساعيه لدعم الاستقرار في المنطقة، بينما بات واضحا لبروكسل أن بوليساريو ليست سوى ميليشيا مدعومة من الجزائر لحسابات سياسية مدفوعة بطموحات وعداء غير مبرر للمملكة.
-
مع تنامي الانشقاقات الداخلية.. بوليساريو تجند مرتزقة أفارقة
-
جهود أميركية لتسريع حل النزاع المستعصي في الصحراء المغربية
فرنسا: تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية وتعتبرها “الأساس الوحيد” للتوصل إلى حل سياسي وتعمل حاليا بعد طي صفحة توتر مع المغرب على ترجمة اعترافها على أرض الواقع من خلال التوجه لضخ استثمارات ضخمة في الأقاليم الجنوبية للمملكة وتشجيع شركاتها على الاستثمار أو توسيع استثماراتها في الصحراء المغربية.

وتنظر باريس للمغرب كشريك واثق في جميع المجالات وتتعامل في هذا الاتجاه على أساس رؤية الملك محمد السادس للعلاقات الخارجية من منظور مغربية الصحراء.
-
المغرب يتصدى لادعاءات الجزائر بشأن الصحراء المغربية في الأمم المتحدة
-
الجزائر تعيد طرح مقترح تقسيم الصحراء المغربية بعد خسائر دبلوماسية متتالية
وحفزت المبادرات الملكية المغربية وعلى رأسها مبادرة الولوج للأطلسي، فرنسا والكثير من الدول الأوروبية على الانخراط في التوجه المغربي قناعة بأن تلك المبادرات تؤسس للتنمية المستدامة وللاستقرار وتمد جسور التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد الافريقي على قاعدة “رابح-رابح”.
المملكة المتحدة (بريطانيا): أعلنت دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة أنها الأساس الأمثل لحل النزاع، استنادا إلى قراءة واقعية للموقف المغربي واعتمادا على الفرق الظاهر والواضح بين دولة تبني وتؤسس للسلام والاستقرار والتنمية هي المملكة المغربية وبين ميليشيات تستفيد من النزاع المفتعل مصدرا للوجود من خلال نهب المساعدات الدولية المخصصة لسكان مخيمات تندوف هي بوليساريو.
-
الأمم المتحدة تقطع الطريق على الانفصاليين في الصحراء المغربية
-
اعتراف جديد بالصحراء المغربية.. تشاد تفتتح قنصلية في الداخلة
فنلندا: انضمت إلى قائمة الدول الأوروبية الداعمة لسيادة المغرب على الصحراء وتعتبر مقترح الحكم الذاتي حلا “وحيداً” للنزاع. وكذلك قبرص وصربيا ولوكسمبورغ والمجر ورومانيا، فهذه الدول أيضا ضمن قائمة الداعمين للمبادرة المغربية للحكم الذاتي أساسا وحيدا للتسوية وغلق ملف النزاع المفتعل حول الصحراء.
ويعكس هذا التوجه تزايد قناعة الدول الأوروبية بأن خطة الحكم الذاتي هي الحل العملي الوحيد الذي يمكن أن ينهي هذا النزاع الطويل، خاصة في ظل تعثر المساعي الأخرى.
وتلعب المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة بين المغرب وهذه الدول دورا هاما في هذا التقارب، فالمغرب شريك استراتيجي لأوروبا في قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
-
بريطانيا تؤكد: لا قيود على الاستثمار في الصحراء المغربية
-
زيارة داتي للصحراء المغربية تؤجج التوتر السياسي في الجزائر
ويؤدي هذا الدعم المتزايد إلى تعزيز عزلة جبهة بوليساريو وحاضنتها الجزائر على الساحة الدولية، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لا يعترفون بالكيان غير الشرعي المسمى “الجمهورية الصحراوية” المزعومة.
ويعكس هذا التحول نجاح الدبلوماسية المغربية في شرح موقفها وحشد الدعم لمبادرتها، مع التركيز على الجوانب الواقعية والبراغماتية للحل.
وعلى الرغم من هذا الدعم المتزايد، فإن الأمم المتحدة لا تزال تتعامل مع ملف النزاع بقفازات من حرير محاولة الموازنة في مواقفها لكن دون تحرك عملي لفض النزاع على أساس المبادرة الأكثر واقعية.
ويفترض أن تدفع المواقف الأوروبية المتنامية لصالح الحكم الذاتي، الأمم المتحدة لمراجعة رؤيتها التي تعتبر فيها الصحراء المتنازع عليها أرضا غير مشمولة بالحكم الذاتي وأن تدفع في هذا الاتجاه استنادا لرؤية المغرب التي تعتبر بشهادة المجتمع الدولي أن الحل الأكثر واقعية وصدقية هو مقترح المملكة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
-
موقف فرنسا من ملف الصحراء المغربية يُوتر العلاقات مع الجزائر
-
جهود أميركية لتسريع حل النزاع المستعصي في الصحراء المغربية