سياسة

بغداد تتوعد بالتعامل مع الهجمات الأميركية كأفعال عدوانية


نددت بغداد الأربعاء بضربات جوية أميركية استهدفت منشآت تابعة للحشد الشعبي الذي يضم فصائل موالية لإيران وجرى دمجه في القوات المسلحة في العام 2017. معلنة أنها ستتعامل مع أي هجمات من هذا النوع على أنها أفعال عدوانية.

وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها السلطات العراقية تحذيرا صريحا من أن قواته قد ترد على تلك الهجمات حين أشارت إلى أنها ستتعامل معها على أنها “أفعال عدوانية”.

ويقتضي التعامل مع أي فعل عدواني ردا عسكريا قد يشمل بدرجة أولى التصدي للطائرات المسيرة التي تستخدمها عادة القوات الأميركية في استهداف مواقع لفصائل الحشد الشعبي. ما ينذر بتصعيد وبتوترات في العلاقات بين بغداد وواشنطن.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أعلن أن بلاده لم تعد في حاجة لتدخلات قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في غمرة المطالبة .بانسحابها وهو طلب تتمسك به إيران وميليشياته في العراق.

وقال اللواء يحيى رسول عبدالله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في أول تعليق على الهجمات الأميركية “إننا ندعو المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم. والأمن ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعليا استقرار العراق وسيادته. في وقت سنتعامل فيه مع هذه العمليات على أنها أفعال عدوانية وسنتخذ كل ما يمليه علينا الواجب .وما تحتمه المسؤولية من أجل حفظ أرواح العراقيين .وكرامتهم على أرض بلادنا الآمنة المستقرة بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا”.

وتابع في بيان تناقلته وسائل إعلام عراقية “في إصرار واضح على الإضرار. بالأمن والاستقرار في العراق، تعود الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات .جوية ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي، في منطقتي جرف النصر والقائم”.

وشدد على أنه  “في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات. بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه المتواجدين في العراق. شوطا إيجابيا على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية. نجد هذه الأفعال ترتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار. والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك”.

وأكد أن “هذا الفعل المرفوض يقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر. ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول. في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع. وتداعيات العدوان على غزّة ونتائج حرب الإبادة غير الأخلاقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني”. مضيفا “بينما سكتت القوى العظمى ومنها الولايات المتحدة. إزاء تلك الجرائم نراها تنزلق إلى أفعال مُدانة و عدوانية غير مبررة على الأراضي والسيادة الوطنية العراقية”.

نفذت الولايات المتحدة ضربات في العراق. ضد ثلاث منشآت مرتبطة بفصائل متحالفة مع إيران يوم الثلاثاء، وذلك بعد هجوم في مطلع الأسبوع على قاعدة جوية عراقية. أدى إلى إصابة جنود أميركيين وفق ما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). فيما أبدى مسؤولون عراقيون رفضهم لهذه العمليات.

وتعرضت قوات أميركية في العراق وسوريا. للهجوم حوالي 150 مرة من مسلحين متحالفين مع إيران منذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في أكتوبر/تشرين الأول. مما يشكل ضغطا على الرئيس جو بايدن للرد عسكريا على الرغم من الحساسيات السياسية في بغداد.

وأصيب أربعة جنود أميركيين يوم السبت بإصابات دماغية رضية. بعد تعرض قاعدة عين الأسد الجوية العراقية لعدة صواريخ باليستية .وصواريخ أطلقها مسلحون متحالفون مع إيران من داخل العراق.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان “نفذت قوات الجيش الأميركي. ضربات ضرورية ومتناسبة على ثلاث منشآت تستخدمها ميليشيا كتائب حزب الله. المدعومة من إيران وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق”.

وأضاف أوستن “هذه الضربات الدقيقة رد مباشر على سلسلة من الهجمات التصعيدية. ضد جنود أميركيين وقوات التحالف في العراق .وسوريا من الميليشيات التي ترعاها إيران”.

وقالت القيادة المركزية الأميركية التي تنفذ عمليات في الشرق الأوسط. إن الضربات استهدفت “مقرا ومنشأة تخزين ومواقع تدريب على الصواريخ. والقذائف” وقدرات خاصة بالطائرات المسيرة لكتائب حزب الله.

وفي العراق قال مصدر طبي ومصدر من جماعة مسلحة .إن ضربات أميركية قتلت اثنين على الأقل من المسلحين وأصيب أربعة أشخاص آخرون.

وقال المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني في منشور على إكس إن الجماعة ستواصل استهداف “معاقل الأعداء” حتى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة. وخص بالذكر الدعم الأمريكي للحملة الإسرائيلية.

من جانبه أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في تغريدة على حسابه .بتوتير “أن استهداف مقرات الحشد في القائم وجرف الصخر هو اعتداء وانتهاك صارخ للسيادة العراقية .ولا يساعد على التهدئه .وعلى الجانب الاميركي الضغط لايقاف استمرار العدوان على غزة بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية.

وتعد الهجمات ضد الولايات المتحدة انتقاما منها لدعمها إسرائيل في حربها ضد حركة حماس الفلسطينية المتحالفة مع إيران. واتسع نطاق الحرب في غزة. إذ تضرب القوات الأميركية أهدافا للحوثيين الذين يشنون هجمات على السفن في البحر الأحمر.
وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق. يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى في 2014 على مناطق كبيرة من كلا البلدين قبل هزيمته.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن خطوات لإخراج القوات الأميركية بعد غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد في وقت سابق من الشهر الجاري أدانتها الحكومة. وقالت البنتاجون إن الغارة أسفرت عن مقتل زعيم ميليشيا مسؤول عن الهجمات الأخيرة على أفراد أمريكيين.
وسيطرة السوداني محدودة على بعض الفصائل المتحالفة مع إيران. والتي كان يحتاج إلى دعمها للفوز بالسلطة قبل عام والتي تشكل الآن كتلة قوية في ائتلافه الحاكم.
وقالت البنتاغون إنها لم يتم إخطارها رسميا بأي خطط لإنهاء وجود القوات الأميركية في البلاد. وتقول إن قواتها منتشرة في العراق بناء على دعوة من الحكومة في بغداد.

وفي أعقاب الضربة الأميركية قال أبو الاء الولائي. وهو قائد جماعة مسلحة فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات العام الماضي على خلفية تورطها في هجمات على قوات أميركية. إن الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران والتي تعمل تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق يتعين عليها أن توسع نطاق عملياتها من خلال “إطباق الحصار على الملاحة البحرية الصهيونية في البحر المتوسط”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى