بعد 3 قرارات متتالية لأردوغان…انهيار قيمة الليرة التركية إلى أدنى مستوى
هوت قيمة الليرة التركية، اليوم الجمعة، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، بعد 3 قرارات متتالية للرئيس رجب أردوغان رسمت طريق الانحدار.
وقرارات أردوغان الكارثية بدأت في مارس/ آذار الماضي، عندما أقال رئيس البنك المركزي بشكل مفاجئ، قبل أن يقيل نائب رئيس نفس البنك في الأسبوع الماضي.
أما ثالث القرارات المريبة، فكانت اليوم عندما أقال أردوغان رئيس صندوق الثروة السيادي في البلاد.
انهيار الليرة
وهوت الليرة التركية لما يصل إلى 8.6 مقابل الدولار، لتخترق أدنى مستوياتها على الإطلاق المسجل عند 8.58 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
وعن جدارة، أصبحت الليرة التركية هي العملة الأسوأ أداءً في الأسواق الناشئة هذا العام.
فوضى الفائدة
وتنعكس قرارات أردوغان بشكل مباشر على رؤية المستثمرين لمستقبل الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
ومن المعروف أن إصرار أردوغان على إقالة رؤساء البنك المركزي، هي عملية ترهيب يسعى من خلالها إلى إرغامهم على خفض الفائدة.
ولذلك، تراجعت الليرة 16% منذ منتصف مارس/ آذار بعدما أقال الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس البنك المركزي السابق بشكل مفاجئ وعين مكانه آخر اشتهر في السابق بانتقاده لرفع أسعار الفائدة في الآونة الأخيرة.
وتتزايد حاليا التوقعات على المستوى المحلي بأن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة قريبا.
وعلى المستوى السياسي، تتزايد مخاوف المستثمرين من احتمال إجراء انتخابات مبكرة، وهو ما يؤجج من الاضطراب السياسي في البلاد.
الإطاحة بأربعة أعضاء في لجنة “الفائدة”
وتظهر بشدة سيطرة أردوغان على قرارات الفائدة من خلال تتبع عمليات الإقالة للجنة الفائدة في البنك المركزي.
والأسبوع الماضي أقال الرئيس أردوغان نائب محافظ البنك المركزي، أوزهان أوزباش، مما يعني أن أربعة من أعضاء لجنة تحديد أسعار الفائدة بالبنك المكونة من سبعة أعضاء فقدوا وظائفهم منذ مارس/ آذار.
واستبدل أردوغان أوزباش الذي تولّى ذلك المنصب بأغسطس/آب 2019، والحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد المالي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بسميح دومان، المسؤول السابق في البنك المركزي وأستاذ الاقتصاد الذي عمل مستشارًا لمكتب أردوغان.
وكان تم تعيين أوزباش في أغسطس/ آب 2019.
ونشر رئيس الجمهورية القرار الصادر بمرسوم في الجريدة الرسمية للحكومة الثلاثاء الماضي.
وجاءت الإقالة بعد شهرين من إقالة أردوغان لمحافظ البنك المركزي السابق ناجي أغبال، الذي كان المحافظ الثالث للبنك في غضون عامين.
صدمة إقالة مدير الصندوق السيادي
ومثلت إقالة حسين آيدين، مدير صندوق الثروة السيادي، أيضا صدمة للمستثمرين.
واستبدل أردوغان آيدين بـ”ألب آصلان جاقر”، الرئيس التنفيذي الحالي لبنك “زراعت”، وفقًا لمرسوم رئاسي نُشر في الجريدة الرسمية.
وكان أيدين عضوًا بارزًا في المجتمع المالي التركي، حيث أمضى ما يقرب من عقد من الزمان كرئيس لجمعية البنوك التركية وبنك “زراعت”.
وفي مارس/آذار الماضي كان آيدين قد استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لبنك “زراعت”، أكبر بنك في البلاد، ما أثار تكهنات بين بعض الاقتصاديين ووسائل الإعلام بأنه قد يتم منحه منصبًا وزاريًا في حكومة معدلة.
وساعدت بنوك زراعت وخلق وواقف، المملوكة للدولة والتي يسيطر عليها صندوق الثروة، أردوغان وحكومته على هندسة ازدهار الاقتراض بين الشركات والمستهلكين خلال جائحة كوفيد-19.
كما قاموا على إعادة هيكلة عشرات المليارات من الليرات من القروض المعرضة لخطر التخلف عن السداد.
وعام 2018 عين أردوغان نفسه رئيسًا لصندوق الثروة، الذي يسيطر على أكبر الشركات التي تديرها الدولة في تركيا بما في ذلك الخطوط الجوية التركية، وذلك عندما حصل على سلطات رئاسية جديدة واسعة، بعد تحول نظام الحكم لرئاسي، وبدأ في اتخاذ القرارات بمرسوم.