سياسة

بعد 10 سنوات من حصار حوثي.. فتح طريق حيوي في تعز


أعرب يمنيون عن فرحتهم الكبيرة لإعادة فتح طريق حيوي في مدينة تعز جنوب غرب البلاد. للمرة الأولى منذ نحو 10 سنوات بعد الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي على المنطقة. متسببة في معاناة كبيرة للسكّان وحرمانهم من العديد من الخدمات الأساسية. 

وفي وقت سابق من اليوم الخميس قال “محور تعز” العسكري التابع للجيش اليمني في بيان “تم افتتاح طريق جولة القصر ـ حوض الأشرف بشكل رسمي، بعد إزالة الحواجز”.
وأضاف أن “المواطنين باتوا يتنقلون من مدينة تعز التي تخضع لسلطة الحكومة إلى منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة الحوثيين”.
واحتشد مئات اليمنيين قرب هذا المنفذ من جانب مدينة تعز. وأطلقوا أهازيج تعبيرا عن فرحتهم بدخول وخروج مسافرين عبر هذا الطريق.

وتداول ناشطون مقطع فيديو لرجل مسن يسكن بمدينة تعز وهو يدمع من الفرح قرب المنفذ. لأنه سيستطيع رؤية أقارب له في منطقة الحوبان بعد فراق منذ نحو عشر سنوات.
ورسميا، قال محافظ تعز نبيل شمسان عبر منصة إكس “اليوم ينتصر الحالمون في ‎تعز وتعود الحياة إلى المدينة.. اليوم تتدفق الدماء إلى الشريان وتعود الأطراف للحركة.. هي جهود سنين من الضغط والتفاوض مع المجتمع الدولي التي أفضت أخيرا إلى سريان الحياة”.

بدوره، قال الصحفي خليل العمري عبر منصة إكس “أبناء تعز والمحافظات المجاورة يعبرون سنوات المأساة والقطيعة والبُعد. ويلملمون شتات المدينة المقسمة ويعيدون رسم خارطة البهجة”.
وأضاف العمري “من حق الناس أن يفرحوا ويبتهجوا بالتئام العائلات المتباعدة والمتضررة من الحصار ومن حقنا أن نفرح ونحن نشاهد عناق الإخوة واحتضان الشوارع لبعضها”.

كما اعتبر الصحفي محمد الشرعبي في منشور عبر المنصة ذاتها أن “هذا اليوم للذكرى الجميلة. حيث أثمرت فيها جهود الخيرين من الوسطاء وطرفي الحرب في فتح منفذ الحوبان –  قصر الشعب شرق تعز”.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان الحوثيين مبادرة لإعادة فتح الطريق. وهو ما رحبت به الحكومة التي تتهم الجماعة بفرض حصار على المدينة منذ سنوات.
ومنذ مطلع 2015، أغلقت جماعة الحوثي الطريق ما تسبب بمعاناة كبيرة للسكان الذين اضطروا إلى سلك طرق وعرة تستغرق نحو 6 ساعات من الحوبان إلى مدينة تعز. بدلا مسافة ربع ساعة عبر الطريق المغلق سابقا.

ويربط طريق الحوبان بين تعز ومحافظات إب وذمار وصولا إلى صنعاء شمال البلاد. وتغلق الجماعة معظم الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في محافظة تعز. حسب منظمات حقوقية وإنسانية باليمن.
وتتهم المنظمات الحوثيين بفرض حصار على تعز منذ 2015. ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان والمتضررين من الحرب بهدف تحقيق مكاسب سياسية، وهو ما تنفيه الجماعة.
ومنذ نحو عامين، يشهد اليمن هدنة لحرب اندلعت قبل حوالي 10 سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين المسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وفي شأن آخر أعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني اليوم الخميس. تسلم الدفعة الرابعة من المنحة السعودية لبلاده، والمقدرة بـ 1.2 مليار دولار

وفي أغسطس/آب 2023 أعلنت السعودية تقديم دعم اقتصادي إلى اليمن بـ 1.2 مليار دولار. استجابة لطلب الحكومة اليمنية لمساعدتها في معالجة عجز الموازنة العامة وقدمت في الشهر نفسه الدفعة الأولى بـ250 مليون دولار ثم الدفعتين الثانية .والثالثة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين وبالقيمة ذاتها.
وقال رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي على حسابه بمنصة إكس “اليوم كانت قيادة المملكة عند وعدها، بإيداع دفعة جديدة من منحتها السخية للموازنة العامة”.

وأضاف “سيكون للدفعة الجديدة بالغ الأثر في استمرار وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية وفي المقدمة دفع مرتبات الموظفين، ومواجهة الاحتياجات الخدمية، والإنسانية المتزايدة”.
وفي السياق، قال رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك. في منشور عبر المنصة ذاتها، “إن هذا الدعم سيمكن الحكومة من دفع مرتبات موظفي الدولة وتحسين خدمات الكهرباء وإيقاف التدهور في أسعار العملة، والمضي في برنامج الإصلاح المالي والإداري”.
وبينما لم تذكر الحكومة اليمنية الرقم الذي تم إيداعه. إلا أن مصدرا في البنك المركزي اليمني قال إن المبلغ يقدر بنحو 500 مليون دولار.

وفي سياق آخر حذرت الأمم المتحدة اليوم الخميس من عواقب كارثية محتملة في اليمن بسبب وجود سلطتين نقديتين متنافستين .وتهديد الحكومة بقطع وصول البنوك في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي لشبكة سويفت لنظام التراسل المالي وهي نظام مصرفي دولي.

وقالت مديرة عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة إديم ووسورنو إن الحكومة والحوثيين يصدران “توجيهات متنافسة ومتعنتة بشكل متزايد” تحظر على الأفراد والشركات .والمؤسسات المالية المحلية والدولية التعامل مع المصارف في المناطق المتنافسة.

وأضافت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “يشمل ذلك قرارا وشيكا محتملا باستبعاد البنوك الموجودة في صنعاء من استخدام شبكة سويفت الدولية لنظام التراسل المالي. مما يمنع هذه البنوك من تسهيل المعاملات المالية الدولية”.

وأردفت ووسورنو أن “هذه التطورات لها عواقب كارثية محتملة. إنها تهدد بمزيد من الانقسام وإضعاف الاقتصاد اليمني المتعثر بالفعل”.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف سكان اليمن، نحو 18 مليون نسمة. بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وتؤكد أن أكثر من مليوني طفل قد يواجهون سوء تغذية حادا. فيما حذرت في الفترة الأخيرة من تفاقم تفشي الكوليرا بسرعة.

وأضافت ووسورنو أن البيئة المصرفية المتقلبة لها تداعيات خطيرة على العمليات الإنسانية. وقالت لمجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 دولة “إذا تم قطع البنوك في صنعاء ومناطق أخرى تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع الحوثية عن المؤسسات والشبكات المالية الدولية. سنفقد القدرة على تحويل الأموال المطلوبة للحفاظ على العمليات الإنسانية المنقذة للحياة”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى