سياسة

بعد فترة من الهدوء.. اشتباكات عنيفة مع الحوثيين


قتل خمسة جنود في اشتباكات بين القوات الحكومية اليمنية ومهاجمين حوثيين في جنوب غرب البلاد أسفرت كذلك عن مقتل ما لا يقل عن 13 مقاتلا، على ما أفاد مسؤولان عسكريان الخميس فيما تشير هذه الاشتباكات لعودة الاقتتال رغم الجهود الإقليمية والدولية لدفع جهود السلام وفي خضم الهجمات الأميركية والبريطانية ضد مواقع المتمردين لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم القوات الجنوبية المنضوية تحت لواء الحكومة العقيد محمد النقيب إن الاشتباكات وقعت الأربعاء إثر هجوم شنه الحوثيون على جبهة الشريجة الفاصلة بين محافظة لحج التي تسيطر الحكومة على أجزاء منها ومناطق سيطرة الحوثيين في محافظة تعز مؤكدا أن “القوات نجحت في صد” الهجوم، مشيرا إلى “استشهاد خمسة جنود وجرح آخرين”.
وفي المقابل، قال مصدر عسكري في جماعة الحوثيين في تعز إن “الهجوم اسفر عن مقتل 13 شخصا بينهم قائد ميداني خلال تقدمهم في تلك المنطقة”. ونددت الحكومة المعترف بها دوليا بـ”هجوم غادر”.

وأشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمين معمر الإرياني في بيان على منصة إكس إلى أن “الأبطال المرابطين في جبهة جبال الضواري بمنطقة كرش محافظة لحج، تصدوا للهجوم الغادر الذي شنته مليشيا الحوثي، وكبدوا عناصر المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”، بدون أن يفيد عن حصيلة.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد فترة من الاستقرار وجهود تبذلها المملكة العربية السعودية لدفع جهود السلام لكنها تواجه بتعنت من قبل الجماعية الموالية لإيران التي تسعى لكسب الوقت دون الانخراط بشكل حقيقي في جهود ايجال حل للازمة.

وتؤكد تقارير ان الحوثيين يستغلون حالة الاستقرار النسبي والجهود الإقليمية والدولية لدفع السلام لتسليح أنفسهم وتنظيم صفوفهم الداخلية حيث أسس الحوثيون جهاز أمني جديد يقوده نجل مؤسس الجماعة الراحل حسين بدرالدين الحوثي، لملاحقة المعارضين لسلطة الأمر الواقع خصوصا الناشطين والصحافيين.
وخلال الشهر الماضي، قُتل وجرح عدد من عناصر الجماعة في كمائن نصبها أهالي مديرية القبيطة شمال محافظة لحج (نحو 337 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء)، وتسببت الكمائن في إعطاب سيارات عسكرية للجماعة، رداً على أعمال النهب والسرقة التي ينفذها مسلحو الجماعة في المنطقة.
وتواجه الجماعة الحوثية بين الحين والآخر أعمال مقاومة شعبية مسلحة في مناطق متفرقة من البلاد؛ تعبيراً عن حالة الغضب والاحتقان الشعبيين من ممارساتها.

واندلع النزاع في اليمن في العام 2014 مع سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. في العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة المعترف بها دوليا، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وأغرق البلد الفقير في أزمة إنسانية كبرى.
كما تشير تقارير ان حدة القتال تراجعت بشكل ملحوظ في اليمن منذ إعلان هدنة برعاية الأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.

لكن مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران منذ عدة أشهر هجمات تستهدف سفنا في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، معلنين أنهم يتحركون دعماً للفلسطينيين في القطاع المحاصر.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى