بعد العشرية السوداء.. الانتخابات التونسية الأولى
بدأ العد التنازلي للانتخابات التشريعية في تونس، وهو الأول منذ انهيار حركة النهضة الإخوانية في 25 يوليو 2021.
حيث تحركت تونس بثبات نحو المرحلة الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيد، منذ اتخاذه لـ “إجراءات استثنائية” في يوليو 2021، وتعليق عمل البرلمان ثم حل البرلمان وحل الحكومة، وإجراء الحكومة بعد ذلك استفتاءً على الدستور في 25 يوليو الماضي.
ووفقًا للمراقبين، ستكون الانتخابات البرلمانية هي المسار التشريعي الجديد الرئيسي وبرلمانًا خالياً من سيطرة جماعة الإخوان وحلفائها، وتبدأ غدا الخميس مرحلة “الصمت الانتخابي” في الخارج ابتداء من 15 ديسمبر حيث تستمر عملية التصويت في هذه الدوائر ثلاثة أيام، حسب الموعد الذي حددته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
تحريض ضد المرشحين
أكد فاروق بوعسكر، رئيس المفوضية الانتخابية التونسية، أن المفوضية جاهزة للانتخابات، حيث تم تجهيز جميع الهيئات التابعة لها بالمعدات اللوجستية اللازمة لعملية التصويت.
مضيفا أن الحملة الانتخابية كانت مختلفة لأن التصويت هذه المرة سيكون للأفراد، بدلاً من استهداف القائمة كالمعتاد.
موضحًا أن الحملة استندت إلى حد كبير على الاتصالات المباشرة بين المرشحين والناخبين. وأشار رئيس المفوضية الانتخابية إلى أنه تم تسجيل عدد من العيوب والمخالفات خلال العملية الانتخابية المتعلقة بخطاب الكراهية والتحريض ضد المرشحين، الحملة التي يجرمها قانون الانتخابات تظهر تقارير ضد مرشحين ومؤيديهم وحتى وسائل إعلام وإحالتهم إلى النيابات العامة في تونس، قال بوعسكر إن الهيئة لن تتسامح مع أي تورط خلال الحملة الانتخابية أو الأشخاص الذين انتهكوا يوم الصمت الانتخابي، مضيفًا أن الدوائر الخارجية مقصورة على فرنسا وإيطاليا.
لا فرصة للإخوان
في السياق ذاته، أكد كريم كريفة عضو الديوان السياسي للحزب الدستوري الحر، أن الانتخابات التشريعية ستكون اختبارا للمواطنين التونسيين ومستوى وطنيتهم. مضيفًا، يجب أن يكون المسار الانتخابي ناجحًا، وتابع، أننا نتجه نحو انتخابات تتويج لدستور وبناء جمهورية ديمقراطية عادلة وحرة وديمقراطية تكسر كل الممارسات التي تضر بالساحة السياسية. حيث يتنافس 1058 مرشحًا على 161 مقعدًا في مجلس النواب، مضيفًا، هو أنّ معظم المشاركين فيها من المستقلين.
وأضاف كريفة أن فرص الإخوان للقفز وفرض سيطرتهم على الانتخابات القادمة ضعيفة للغاية بسبب تدهور شعبيتهم ورفض الشعب التونسي لإعادة سيناريو العشرية السوداء. فتونس حتى الآن لا تزال تعاني من تدهور الأوضاع نتيجة فشل سياسات الإخوان الاقتصادية والسياسية خلال السنوات العشر الماضية. مؤكدًا أن المؤسسات التونسية الوطنية لن تسمح بالتزييف والتزوير والتلاعب بالنتائج، وفي الوقت نفسه لم يَعُد للإخوان مؤيدون على أرض الواقع.