سياسة

بطاقة حمراء لنظام الملالي


شيء طبيعي وحتمي وكان منتظراً في وقت ما، هذا الذي يحدث من احتجاجات متواصلة في أكثر من دولة ضد إيران ووكلائها. المسألة لم تكن أكثر من الظروف التي أجلت التوقيت، وإلا فإن كل ما يحدث الآن كان متوقعاً.

انفجر الغضب في بغداد وبيروت لينتقل إلى طهران وبقية المدن الإيرانية، ويتردد أن صنعاء ستلحق بالركب الجمعة القادمة لتعلن رفضها لفرض النموذج الإيراني الرديء عليها، أي أنها ثورة عامة ضد سياسات نظام إيران الذي أرهق مواطنيه وعاث فساداً خارج حدوده.

لقد سوّق نظام الملالي أيديولوجيته البغيضة عبر أربعة عقود تحت شعارات مضللة، استنزفت موارد إيران وحولتها إلى بلد يعيش معظم سكانه على خط الفقر مع تردٍ متواصل لكل الخدمات وافتقار شديد لكل الأساسيات التي يحتاجها المواطن الإيراني، واستخدم النظام أشد أساليب القمع والترهيب لكل محاولات الاعتراض عليه والمطالبة بالحقوق العادلة للشعب، واستخدم لأجل ذلك استراتيجية الإلهاء بالمواجهات الخارجية التي يفتعل أسبابها، لكن لأنه لا يمكن أن يكذب على كل الناس كل الوقت فقد نفد صبر الشعب المقهور وقرر إنهاء المهزلة التي وضعه فيها النظام كل ذلك الوقت المليء بالكوارث.

في أكثر من مدينة إيرانية انكسر حاجز الخوف، وعندما يسقط الضحايا وتتلون الشوارع بالدم فإنه لا يمكن لأقوى آلة قمع أن ترهب الناس.

المسألة الآن في إيران ليست زيادة أسعار وقود أو نقص في الاحتياجات، بل إصرار على إنهاء عقود من الفساد السياسي الذي سلب كرامة الشعب وحقوقه، وعندما تتزامن احتجاجات الشعب الإيراني مع احتجاجات شعوب أخرى تضررت أوطانها من وجود وكلاء إيران فيها فإنه إيذان بمرحلة جديدة رافضة تماما لسياسات جلاوزة الحرس الثوري ومكتب المرشد التي فاخرت في وقت ما بأنها تبسط سلطتها على أربع عواصم عربية، لكنها فوجئت الآن بأنها عاجزة عن السيطرة على عاصمتها.

نقلاً عن عكاظ

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى