بسبب الإرهاب.. الإمارات تحظر جوازات سفر “صومالي لاند”
قبل أيام، قام المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، مطلق بن ماجد القحطاني، بزيارة إلى هرجيسا، عاصمة أرض الصومال، التي انفصلت عن الصومال في عام 1991، وقد وصل نزاعها الذي دام 10 سنوات ضد مقديشو إلى مستويات مروعة من العنف، وعندما غرقت الصومال الأم في حالة من الفوضى، قام قادة أرض الصومال بفصل منطقتهم في الشمال، واستمروا في فرض حكمهم الذاتي في تحد صريح لمقديشو.
وبحسب ما أكده بيان صادر من رئاسة أرض الصومال، فإن المبعوث القطري التقى بالرئيس موسى بيحي عبدي، وناقش معه افتتاح قطر مكتبا دبلوماسيا في هرغيسا، وافتتاح مكتب آخر لمنظمة قطر الخيرية، في محاولة للتقارب وتلميع صورتها لتعود إلى المشهد الصومالي، حيث لم يخل بدء المبعوث القطري زيارته في هرغيسا من مغزى سياسي، والإشارة إلى أن الدوحة ستتعامل مع جميع الإدارات الصومالية بما فيها أرض الصومال، في حين لم تكن لها في السنوات الماضية أية علاقة مع تلك الإدارات، رغبة منها في القفز من السفينة الغارقة بعدما أصحبت أيام الرئيس فرماجو معدودة.
وكما لا يخفى على أحد، فإن النظام القطري لعب دورا سلبيا في الصومال في السنوات الأربع الماضية، حيث كان يساند الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو وحكومته، لتنفيذ أجنداته التي أوصلت البلاد إلى مشارف الحرب الأهلية، كما استخدمت الحكومة الصومالية الدعم المالي القطري غير الشرعي في تدمير ثلاث ولايات صومالية؛ هي جنوب الغرب وغلمدغ وهيرشبيلي، وفي التضييق على السياسيين المعارضين، ما أدى إلى تخريب العملية السياسية في البلاد.
وليس الرئيس الصومالي المتنهية ولايته الوحيد الذي يتلقى الدعم من قطر، فبحسب ما تؤكده مصادر صومالية وخارجية، تحظى حركة الشباب الصومالية بدعم الدوحة منذ نشوئها، وهي حركة إرهابية تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري، وتقوم بتفجيرات هجمات إرهابية وأعمال عنف مستمرة في الصومال، ما أدخل البلاد في نفق مظلم وزادها اضطرابا.
ومع تبني رئيس أرض الصومال، موسى بيهي عبدي، استراتيجية حافة الهاوية، المصممة لبناء علاقات جديدة مع قطع العلاقات الأخرى أيضًا، وتقاربهم مع قطر، يرى خبراء وسياسيون أن ذلك يعزز بروز دور حركة الشباب الإرهابية في البلاد وخارجها، وقد يشكل جسرا جديدا لدعم الحركة، وهذه الاحتمالات ستدفع عدة دول لاتخاذ إجراءات احترازية، من بينهم دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قال مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه، إن الإمارات ستوقف عن إصدار التأشيرات لحاملي جواز ات أرض الصومال، وستضعها في لائحة جوازات السفر الحمراء، أي الجوازات المحظورة، وذلك تخوفا من استخدام حركة الشباب الإرهابية من استخدام هذه الجوازات لتنقل عناصرها إلى خارج الأراضي الصومالية.