برقية الخميني لقناة الجزيرة
معلومٌ أن قناة الجزيرة التابعة لتنظيم الحمدين في قطر تأسست بعد ثورة الخميني في إيران بسنوات، لكن المتابع للمشهد الإعلامي الذي تمثله هذه القناة اليوم يقول: لو كان الخميني حياً والجزيرة كقناة موجودة ما وسعه إلا أن يطلب منها تغطية ثورته، وأن تكون الراعي الإعلامي الحصري لها.
ومؤكدٌ أن الخميني من قبره كما خامنئي من قصره يشكران الجزيرة والعاملين بها عميق الشكر على تلميع الإرهاب الإيراني، وخدمة خطاب مليشيات الحرس الثوري المتطرفة التي تعيث فساداً في سوريا والعراق واليمن ولبنان، ناهيك عزيزي القارئ عن طبيعة السياسة الإعلامية المرسومة داخل هذه المحطة من أجل الإساءة لكل ما هو عربي وخليجي.
ولأني على إطلاع جيد ومعرفة مباشرة بماهية الغرف التحريرية السوداء في هذه القناة، أجزم أن رجالات عزمي بشارة يتخيرون من الأخبار كل صباح ومساء ما زاد كذبه وعظم افتراؤه على السعودية أو الإمارات أو التحالف العربي أو مصر، التي تتعرض لحملة شرسة مجدداً من الدوحة، هدفها خلق الفوضى الإخوانية وزعزعة الاستقرار.
وأما الحديث عن أسلوب الجزيرة كقناة بإظهار الأخبار المتعلقة بإيران على أنها أخبار عادية فهو حديث يطول شرحه، فلا غوص في أعماق الحياة الخاصة بالشعب الإيراني الجائع الذي يعيش نكبة اقتصادية هذه الأيام نتيجة نظام الولي الفقيه، مع أن الجزيرة لها مكتب ضخم في طهران وأكثر من مراسل، ولا حديث عن الإرهاب ويوميات الموت التي تسببت به عصابات إيران في العراق وجنوبه الغارق بتجارة مخدرات الحرس الثوري تحديداً.
فضلاً عن عدم مناقشة المسألة السورية من زاوية شلال الدم المسفوح كل ساعة على يد الإيرانيين والإرهاب المليشيوي الممارس بحق السوريين من قبل فصائلهم، وإبراز روحاني وهو يخطب بين الكراسي الفارغة في الأمم المتحدة ويتحدث عن سوريا كأنه رئيس الاتحاد السويسري أو ملك النرويج، بينما يعرف العرب والعالم أن إيران واللغة في دماء السوريين بشكل مباشر منذ سنوات.
ولأن الإعلام مهنة شوهتها قطر بجلب المرتزقة الذين يكذبون أكثر مما يأكلون، يتوجب علينا كعرب وإعلاميين ننتمي لخط التعاون الخليجي والمستقبل المشرق لأمتنا أن نفضح كل هؤلاء ونعري مواقفهم وأكاذيبهم أمام الشعوب التي تعبت من بث الجزيرة وأخواتها سموم التغطيات المشبوهة، وتحريضها على العنف والتخريب في أوطاننا.
نقلا عن العين الإخبارية