بحملة «قاتلة».. كيف أفشل ترامب فرص ديسانتيس الرئاسية؟

لم تكن المنافسة بين دونالد ترامب ورون ديسانتيس في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، مجرد مواجهة سياسية تقليدية.
المنافسة كانت عبارة عن حرب شرسة استخدمت فيها حملة ترامب جميع الأساليب الممكنة لتدمير صورة ديسانتيس بالكامل.
وفي كتابه “الانتقام: القصة الداخلية لعودة ترامب إلى السلطة”، يكشف الصحفي أليكس إيسنشتات تفاصيل حملة ترامب لتدمير فرص حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في السباق الرئاسي الجمهوري لعام 2024.
وفقاً لمقتطفات حصلت عليها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، لم يهدف ترامب فقط إلى إفشال ترشيح ديسانتيس، بل سعى إلى إخراجه كلياً من المشهد السياسي عبر تصويره كشخص “غريب الأطوار”.
-
ترامب يمد يده لطهران: دعوة لاتفاق نووي جديد
-
«ريفييرا غزة» بعيون ترامب: صاحب الفيديو يوضح تفاصيل المشهد
غضب من التحدي المبكر
قبل أشهر من إعلان ديسانتيس ترشحه في مايو/أيار 2023، اجتمع كبار مساعدي ترامب في مقر الحملة في ويست بالم بيتش، وكان هدفهم الوحيد هو إيجاد طريقة لجعل الأول يبدو غريب الأطوار.
وركزت استراتيجية الفريق على ترويج قصص تظهر ديسانتيس بشكل غير لائق، مثل: وضع شرائح الدجاج في جيبه أثناء الأكل، وقص أظافره في مقعد سيارة الأمن، وتعرضه لحادث في دورة مياه على متن طائرة.
كما طالت الهجمات زوجته كيسي ديسانتيس، عبر إشاعة أنه كان يقود عربة غولف خلفها أثناء ركضها لمساعدتها في إنقاص وزنها، بالإضافة إلى اتهامات بتخزينه ملابسه الداخلية المتسخة في خزانة صالة للألعاب الرياضية أثناء عمله بالكونغرس.
-
ترامب يزور السعودية.. هل يلتقي بوتين أم يبحث عن صفقات تجارية؟
-
حركة اليد تثير الجدل مجددًا: ترامب تحت الأضواء
الضربة الأكثر تأثيراً
وبلغت الحملة ذروتها مع تسريب تفاصيل عن عادة غريبة لديسانتيس في تناول حلوى البودينغ بأصابعه بدلاً من الملعقة.
واستغل فريق ترامب الخبر، وأنتج إعلاناً تلفزيونياً لشخص يشبه ديسانتيس وهو يلعق البودينغ من أصابعه، بهدف تعزيز صورة الشخص “غريب الأطوار”.
ورغم المخاوف من أن يبدو الإعلان مبتذلاً، تم بثه بعد حذف المشاهد الأكثر إثارة للاشمئزاز، مع إنفاق 100 ألف دولار على توزيعه ليوم واحد فقط، اعتماداً على انتشاره عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
-
وقف المساعدات العسكرية.. هل يستخدم ترامب السلاح ضد أوكرانيا؟
-
“البدلة” تشعل الجدل.. أوكرانيا تثور غضبًا على ترامب
وأثمرت الهجمات عن تقوض ثقة الناخبين بديسانتيس، الذي بدا مرتبكاً حتى قبل إعلان ترشحه.
وفي انتخابات أيوا التمهيدية، حلَّ ديسانتيس ثانياً بنسبة 21 % مقابل 51 % لترامب، ما دفعه للانسحاب بعد أقل من أسبوع.
ووفق الكتاب، يعتقد ترامب أن ديسانتيس أحرق جسور العلاقة بينهما، خاصة بعد التشكيك في “رجولته” والسخرية من ارتدائه أحذية بكعب عالٍ.
وأكد إيسنشتات أن ترامب كان لينظر لديسانتيس كخليفة محتمل لو انتظر حتى 2028، لكن التحدي المبكر قضى على مستقبل حاكم فلوريدا على المستوى الفيدرالي