بايدن في مواجهة التردد والإحباط: كيف يقنع سونيا؟
سونيا فيلاميزار، أمريكية منذ عشرين عاماً، إلا أنها لم تصوّت في السابق وتعتزم الاقتراع للمرة الأولى في 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي هذا اليوم سيكون على الأمريكيين اختيار إما دونالد ترامب الرئيس السابق المرشح الجمهوري، وإما مرشح الديمقراطيين، لكننا لا نعرف على وجه اليقين من سيكون.
حتى اللحظة يفترض أن يكون المرشح الديمقراطي هو الرئيس الحالي جو بايدن، لكن الضغوط المتزايدة لثنيه عن استكمال السباق ربما تجبره في نهاية المطاف على التراجع.
بالنسبة لسونيا فيلاميزار لا يُرضيها أيا من المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، فهذه الشابة البالغة ثلاثين عامًا، والمتحدرة من البيرو لا تعرف “أي خطة لديهما حقا لمساعدة المهاجرين”.
وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تحتدم المناقشات حول الهجرة.
وبهدف الفوز بالرئاسة والبقاء في البيت الأبيض يتعيّن على الديمقراطيين إقناع الناخبين المتردّدين مثل فيلاميزار.
لكن كيف يمكنهم ذلك، فيما لا تزال الشكوك تخيم بشأن مرشحهم للانتخابات.
وبقدر الحيرة التي تعاني منها فيلاميزار، يشعر بايدن بالخيانة.
-
بعد عثرات المناظرة مع ترامب.. بايدن لا ينوي مغادرة سباق الرئاسة
-
ترامب يدعو لاختبار أسلحة نووية جديدة
وقال مصدران لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية إن الرئيس بايدن كان “غاضبا” وشعر شخصيا بالأذى بسبب كيفية ترك الحزب له في العراء ومحاولة دفعه للخروج.
وارتفع عدد المشرعين الديمقراطيين الذين يطالبون بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي إلى 35 مشرعا، بينما أكد الرئيس أنه سيستأنف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل.
وفي بيان لفريق حملته الانتخابية، قال بايدن إنه سيبذل المزيد من الجهد للتركيز على كيفية هزيمة منافسه الجمهوري، مشددا على أن الرهانات على فوزه كبيرة.
ويصر بايدن على قدرته على هزيمة ترامب في السباق نحو البيت الأبيض، لكنه صرح سابقا بأنه قد ينسحب في إحدى حالتين، إما لحالة طبية، وإما لنتائج الاستطلاعات تؤكد انعدام حظوظه للفوز.
فكيف يمكن لبايدن إقناع المترددين؟
في الولايات المتحدة، يحق لنحو 36,2 مليون لاتيني أمريكي التصويت في هذه الانتخابات، أي 14,7 في المئة من إجمالي عدد الناخبين، وفقاً لمركز بيو للأبحاث.
لكن سجل 13 مليوناً منهم في القوائم الانتخابية، وفقاً لكلاريسا مارتينيز دي كاسترو، من منظمة “يونيدوس يو اس”.
ولذلك كثف المعسكر الديمقراطي حملاته الإعلانية وفعالياته التي تُقدَّم بلغتين في الولايات الجنوبية الغربية، مثل أريزونا ونيفادا ونيو مكسيكو وتكساس.
وألغى بايدن هذا الأسبوع مشاركته في تجمع للجالية اللاتينية في لاس فيغاس، بعد إصابته بكوفيد-19.
التشجيع على التصويت
ويتعرّض بايدن (81 عاما) لضغوط لسحب ترشيحه خصوصا منذ مناظرته الكارثية ضد المرشح الجمهوري ترامب، وتطالبه شخصيات متعددة في اليسار بالتنحي لصالح مرشح أصغر سناً.
لكن أياً كان المرشح الديمقراطي في نوفمبر/تشرين الثاني، ستشمل المعادلة الانتخابية أصوات اللاتينيين.
وقال فرانسيسكو أغيلار، أحد المسؤولين عن تنظيم الانتخابات في ولاية نيفادا، “إن لأصواتنا في أريزونا ونيفادا وزنا كبيرا، لأنها ستحدد من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة”.
لكنه أشار إلى أن “فقط نصف” الأمريكيين اللاتينيين المسجلين في القوائم الانتخابية يصوتون.
واعتبر نظيره من ولاية أريزونا أدريان فونتيس أن مكافحة الامتناع عن التصويت تشكل الأولوية المطلقة.
لكن فونتيس قال إن دفع هذا الجمهور إلى التصويت مهمة صعبة “في حال لم نعره اهتماما إلا قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من يوم الانتخابات”.
وبعدما كان دعم الأمريكيين اللاتينيين لليسار مضمونا لفترة طويلة، تراجع في الأعوام الأخيرة.
ومنذ المناظرة الكارثية التي خاضها بايدن ينافسه ترامب على الفوز بأصوات هؤلاء الناخبين، بينما تشير نوايا التصويت إلى حيازة ترامب 36 في المئة من هذه الأصوات، وفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث.
وتُعتبر الهجرة موضوعا شائكا بالنسبة للرئيس الديمقراطي، حتى في صفوف اللاتينيين، إذ يتهمه البعض بالتراخي في مواجهة التدفق الجماعي على الحدود، وينتقده آخرون لعدم إصلاح قوانين وأنظمة الهجرة.
الهجرة والاقتصاد
وتحاول إدارة بايدن موازنة الأمور.
فمن ناحية، اعتمدت مؤخرا أمرا تنفيذيا يسمح بالتصدي لطالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 يوميا، وبموجب هذه القيود ستتمكن السلطات من ترحيل المهاجرين الذين عبروا إلى الولايات المتحدة دون الوثائق المطلوبة.
ومن ناحية أخرى، سهلت إصدار تصاريح الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء الشهيرة) لأزواج المواطنين الأمريكيين.
ورأت راكيل ألبويز (34 عاما) أن “أكثر ما يهمنا هو حكومة تراعي المهاجرين وتتعاطف معهم”.
حصلت هذه الدومينيكانية على البطاقة الخضراء منذ عقد من الزمن، لكنها تعتبر أن الطريق للحصول على الجنسية مكلف جدا ويمر بإجراءات بيروقراطية صعبة.
وقالت “نحن ندفع الضرائب، ونبدأ من الصفر، ونعمل جاهدين للحصول على فرص في هذا البلد.. نريد حكومة تساعدنا”.
وتعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وإغلاق الحدود اعتبارا من اليوم الأول لعودته إلى البيت الأبيض، في حال فاز بالانتخابات.
ويلقى هذا الموقف تأييد العديد من الأمريكيين اللاتينيين المحافظين الموجودين في الولايات المتحدة منذ زمن طويل.
ويسجل الرئيس الجمهوري السابق أيضا نقاطا كونه رجل أعمال، مع تضرر الناخبين بشدة من التضخم بعد الوباء.
وقال خوسيه سواريز في لاس فيغاس متنهدا “في السابق كان بإمكاننا أن نأمل بشراء منزل هنا.. اليوم! حتى دفع ثمن البقالة صار صعبا”.
صوّت هذا السائق لصالح بايدن في عام 2020، لكنه لا يستبعد “منح ترامب فرصة أخرى”.
ورأت المسؤولة النقابية سوزي مارتينيز أنه على الرغم من التردد الذي يسيطر على اللاتينيين سيبقى هذا المجتمع مؤيدا لليسار.
وأضافت “جزء كبير من برنامج ترامب لن يساعد اللاتينيين، بل سيساعد الأثرياء والشركات”.
ورأت أن “في نهاية المطاف يعرف اللاتينيون ما هو المهم”.