انقطاعات التيار الكهربائي تهدد الملايين في النيجر
يشعر المواطنون في النيجر بضيق بسبب العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) ردًا على الانقلاب العسكري في البلاد، والذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترة أطول.
وفي عاصمة النيجر نيامي والعديد من المدن الأخرى يكافح الناس للتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي المستمر والطويل الأمد، وتعود الشوارع والأحياء على الانغماس في الظلام لساعات. ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في النيجر لما لانقطاع التيار تأثير سلبي على القطاعات الحيوية في البلاد، حسبما كشفت وكالة الأنباء الفرنسية.
بدائل جديدة
وأكدت صحيفة “بيزنس داي” النيجيرية”، أن تفاقم فصل الأحمال وانقطاع التيار الكهربائي في جمهورية النيجر منذ أن فصلت نيجيريا الدولة غير الساحلية عن شبكة الكهرباء. وأجبر الضغط من شعبها الحكومة على البحث عن بدائل، حيث يمثل العرض من نيجيريا 70 في المائة من الكهرباء المستخدمة في النيجر، وبموجب اتفاقية ثنائية، تشتري النيجر الكهرباء من نيجيريا لزيادة إنتاجها الضئيل.
وتابعت: إنه في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، فرضت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا عقوبات على الانقلابيين. والتي تشمل فصل خطوط الكهرباء الخاصة بهم عن شبكة الكهرباء في نيجيريا، ويقول محللون إن هذا الإجراء قد يكون له عواقب غير مقصودة.
وأضافت: أنه يبدو أن القرار الاستراتيجي لنيجيريا بوقف توفير الكهرباء هو شكل من أشكال الاستفادة من الطاقة، على غرار قطع روسيا لإمدادات الغاز عن أوروبا.
وقال ووليمي إيسان، نائب الشريك الإداري لشركة أولانيون أجايي، وهي شركة محاماة رائدة مقرها لاغوس. “من وجهة نظري، لا يتوافق هذا الاختيار مع المصلحة الذاتية المستنيرة لنيجيريا”.
وتابع: إنه من المضلل التفكير في أن إمدادات الطاقة النيجيرية للنيجر كانت إيثارية، ولكن تم فعلاً ردع النيجر عن بناء سد على نهر النيجر. القلق هو أنه إذا مضت النيجر في مشروع السد الخاص بها، فقد يتضاءل تدفق نيجيريا في اتجاه مجرى النهر بشكل كبير، وهذا الوضع يماثل التحديات التي يفرضها سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق.
وأضاف: “تداعيات قطع التيار الكهربائي عن النيجر متعددة. حيث نقلت نيجيريا رسالة قوية إلى النيجر مفادها أنه يجب على النيجر السعي وراء الاستقلال في مجال الطاقة، وللأسف. فإن هذا الموقف سيعجل بمشروع سد Kandadji في النيجر. ما قد يؤدي إلى انخفاض تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر إلى نيجيريا”.
حياة صعبة
وأكدت الصحيفة أن الحياة أصبحت أكثر صعوبة في النيجر منذ انقطاع الإمداد النيجيري، وتشير التقارير الإعلامية في البلاد إلى أن الجنود الذين يتولون الحكومة يتعرضون لضغوط متزايدة لإصلاح وضع الطاقة، وستكون هذه دعوة صعبة، حيث قال ساليفو غادو، مهندس، في ورقة بحثية نشرها مركز المعرفة التابع لأمانة ميثاق الطاقة، وهي مؤسسة بحثية محلية: “النيجر لديها إمكانات كبيرة في مجال الطاقة، غنية ومتنوعة، يتم استغلالها بشكل ضعيف”.