سياسة

انشقاقات واسعة في الجيش السوداني.. التفاصيل


أعلنت قوات “الدعم السريع” في السودان انشقاق الآلاف من جنود الجيش السوداني وانضمامهم إلى صفوفها في ولاية غرب كردفان، وذلك مع تحقيقها تقدما ميدانيا على حساب الجيش في الآونة الأخيرة، على طول الطريق السريعة التي تربط الخرطوم بود مدني.

وقالت القوات، عبر حسابها بمنصة “إكس”، إن القوة المنضمة لها انشقت من قيادة الفرقة “22” في مدينة بابنوسة، وانضمت لقوات الدعم السريع في قطاع غرب كردفان.

ونشرت القوات مقطعاً يُظهر قائد قطاع غرب دارفور، اللواء عبدالرحمن جمعة، وهو يخاطب القوات التي أعلنت انضمامها، في مدينة المجلد قرب بابنوسة بولاية غرب كردفان.

ودعا جمعة خلال كلمته قوات الجيش السوداني إلى الانحياز لخيار الشعب، والتخلي عن مساندة عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير، الذين أشعلوا الحرب من أجل المحافظة على السلطة، حسب قوله.

وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من مطالبة الإدارة الأهلية لقبيلة المسيرية، التي تقطن ولاية غرب كردفان، قوات “الدعم السريع” بعدم مهاجمة مقر “الفرقة 22” مشاة في مدينة بابنوسة، واستثنائها أسوة بالفرقة السادسة في مدينة الفاشر.

وأخفقت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إجراء مفاوضات سلام، والتي تبذلها خصوصا الولايات المتحدة والسعودية، ومؤخراً الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا “إيغاد”. وأعلنت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء، تجميد التعامل مع “إيغاد” فيما يخص معالجة الأزمة السودانية. وقالت في بيان “أبلغ وزير الخارجية السوداني علي الصادق، وزير الشؤون الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، رئيس مجلس إيغاد الوزاري، بصفة جيبوتي رئيسا لدورة إيغاد الحالية، عبر رسالة مكتوبة، قرار حكومة السودان وقف الانخراط وتجميد التعامل مع (إيغاد) بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان”.

وأرجعت الوزارة المحسوبة على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ذلك إلى ما قالت إنها “تجاوزات ارتكبتها المنظمة بإقحام الوضع في السودان ضمن جدول أعمال القمة الاستثنائية 42 لرؤساء دول وحكومات إيغاد، المقرر عقدها في أوغندا 18 يناير/كانون الثاني 2024، دون التشاور مع السودان”، في إشارة واضحة على استمرار الجيش في عرقلة الوساطات الإقليمية الرامية إلى وقف الحرب في البلاد.

مع تعثر مبادرة “إيغاد” في عقد لقاء بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي“، يبرز الدور الأممي الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، في ظل تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان. حيث بدأ رمطان لعمامرة مهمته في السودان بلقاء مسؤولين وقوى سياسية لتطوير خطة عمل أممية في البلاد.

والتقى لعمامرة مسؤولين عسكريين وقادة القوى السياسية بمدينة بورتسودان شرقي السودان. وقال في بيان في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام “أردت أن تنطلق مهمتي كمبعوث شخصي لأمين عام الأمم المتحدة إلى السودان رسميا على الأرض”.

وأضاف “عملت على برمجة هذا اللقاء مع الرئيس البرهان، وكذلك على مشاورات مع العديد من المسؤولين وشرائح المجتمع المدني”. وتابع “أستطيع القول إنني تعلمت الكثير فيما يتعلق بحقائق السودان والتطلعات إلى مستقبل أفضل “.

وترى قيادات في تحالف قوى الحرية والتغيير أن حصر المبعوث الأممي لتحركاته ولقاءاته مع جانب واحد وهو المتسبب في الحرب، يعطي رسائل سلبية. محذرين من تحول المبعوث إلى عنصر أزمة في البلاد بدل حلّها.

وصدرت أبرز الانتقادات عن القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” ياسر عرمان. الذي قال في منشور على منصة إكس إن “زيارة المبعوث الأممي صاحبتها .ظلال من الشك في إمكانية أن تؤدي إلى توجه متوازن .وخاصة الاجتماعات الواسعة التي عقدها في بورتسودان مع شبكة القائمين على أمر الحرب”.

وأفادت مصادر عسكرية باندلاع اشتباكات جديدة جنوبي العاصمة الخرطوم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في مناطق بالخرطوم. وقام الجيش السوداني بقصف المنطقة بالبراميل المتفجرة. ما أدى إلى تدمير منازل في أحياء جنوبي الخرطوم.

وأضافت المصادر أن القصف العشوائي أثر بشكل مباشر على الخدمات الضرورية المتمثلة في الكهرباء والمياه، وتعطل المستشفيات والمراكز الصحية. وقال شهود عيان الموقع أن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم تعيش وضعا إنسانيا بائسا إثر الاشتباكات المتواصلة. ما أدى إلى توقف الحياة تماما.

وأشاروا إلى أن القصف العشوائي تسبب في خروج مَن تبقى من المواطنين. إلى خارج العاصمة الخرطوم، هربا من الموت والدمار.

كما تعيش مدينة أم درمان. غربي العاصمة الخرطوم أوضاعا أمنية وإنسانية متدهورة جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.

ومنذ اندلاع الحرب يعجز أي من الطرفين عن ترجيح كفته. لكن يبدو أن قوات الدعم السريع تحقق مكاسب ميدانية منذ أشهر في مواجهة مقاومة ضعيفة للجيش. وفي الوقت الذي يبدي فيه حميدتي إلى الجلوس مع البرهان على طاولة المفاوضات والاستجابة إلى المبادرات العديدة بشأن السلام. فإن الأخير يواصل تعطيل المساعي الدولية بسوق المبررات. والحجج المختلفة لتجنب اللقاء مع قائد قوات الدعم الذي يتقدم على الأرض.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى