سياسة

انسداد قناة السويس “عرضياً”… ماذا عن باب المندب؟


سفينة حاويات بنمية عملاقة جنحت عن مسارها في قناة السويس الحيوية.

فسدّت بهيكلها الضخم وحمولتها الرهيبة البالغة 224 ألف طن، الشريان المائي العالمي، محدثة «جليطة» بحرية لحركة التجارة العالمية، خفيفة، نعم، لكنها ملموسة.

تأثرت أسعار النفط بهذا الانسداد المائي، وتعمل سلطات هيئة قناة السويس على فتح المسار، وتحريك هذا العملاق التجاري البحري، وسينجحون في النهاية. هذا «الحادث» العرضي، يلقي الضوء على حكاية أكبر.. ماذا لو كانت عصابات إرهابية وعميلة لدول أجنبية، تبتزّ العالم، بالسيطرة على القناة، أو مجرد التهويش عليها؟!

لا يمكن تصوّر هذا الأمر في قناة السويس، بسبب قوة وصلابة وتجذّر الدولة المصرية القادرة، لكن ماذا عن شقيق القناة على المقلب الجنوبي من البحر الأحمر؟!

باب المندب هو توأم قناة السويس البحري، فأي خلل أو حادث يصيب قناة السويس يصيب مدخل البحر الأحمر الجنوبي، باب المندب. وثالثهما الذي يكمل مثلث المضائق الحيوية في جزيرة العرب وبحريها، هو مضيق هرمز على مدخل الخليج العربي.

حلم قناة السويس حلم قديم، اختلف المؤرخون حول لحظة بداية التفكير فيه، لكن الأكيد هو أن افتتاح قناة السويس للملاحة البحرية العالمية، هو منجز مصري تمّ في عهد الأسرة العلوية، تحديداً في عهد الخديو الكبير إسماعيل.

وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت مصر في توسيع قناة السويس وتطويرها بشكل غير مسبوق، لدرجة أن البعض وصفها بقناة السويس الجديدة.

القناة شريان رئيس لحركة التجارة العالمية المنقولة بحراً، يعبر من خلالها 8.3 في المائة من إجمالي حركة التجارة العالمية، وما يقرب من 25 في المائة من إجمالي حركة البضائع عالمياً، وهي المهيمنة على تجارة الحاويات المنقولة بحراً بين آسيا وأوروبا، ومنها سفينة الحاويات البنمية العملاقة التي تسدّ الملاحة هذه الأيام.

أغسطس (آب) 2018 أعلنت السلطات السعودية المعنيّة استئناف تصدير النفط عبر مضيق باب المندب، بعد توقف دام 10 أيام بسبب هجوم إيراني حوثي على ناقلة نفط سعودية؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار البترول حينها.

نتذكر أيضاً هجمات عملاء «الحرس الثوري» الإيراني على السفن التجارية في مياه «الفجيرة» الإماراتية في مايو (أيار) 2019 وبقية التفاصيل معلومة.

مضيق باب المندب، من أهمّ الطرق البحرية في العالم، يشهد عبور نحو 4.7 مليون برميل نفط يومياً من مجمل تجارة النفط العالمية، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عام 2014.

الغرض من هذه التذكيرات والتنبيهات، بعيد الحادث العرضي للسفينة البنمية بمياه السويس، هو: ماذا عن الاستهداف «العمد» والهجمات بالألغام البحرية والزوارق المفخّخة، على مضيقي باب المندب باليمن وهرمز بالخليج العربي، وخليجي عدن وعُمان؟!

هل ثمة مصلحة واعتبار أكبر يجعل ما يفعله «الحرس الثوري» من بلطجة بحرية بغرض ابتزاز العالم، نعم العالم وليس السعودية أو مصر أو الإمارات وحدها، يجعل هذه الأفعال، عادية يكفي في رفضها «شوية» بيانات قلق من الأمم المتحدة وبرلين ولندن وواشنطن وباريس؟!

نقلا عن الشرق الأوسط

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى