سياسة

انتقاد المعارضة التركية للزيارة الأخيرة لوفد أردوغان الاستخباراتي إلى ليبيا‎


قامت المعارضة التركية بانتقاد الزيارة الأخيرة إلى ليبيا والتي قام بإجرائها يوم الأربعاء الماضي، وفد يتكون من عدد من المسؤولين، والقيادات الاستخباراتية، وقالت بأن أسباب الزيارة غير واضحة.

وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة برغون المعارضة بأن فائق أوزتراق، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، وهو أكبر أحزاب المعارضة التركية، استغرب من هذه الزيارة، لاسيما وبأن الحرب لا تزال مستمرة هناك.

وشمل الوفد التركي كلا من وزيري الخارجية، مولودو جاويش أوغلو، والخزانة والمالية، صهر أردوغان، ورئيس جهاز الاستخبارات، ومتحدث الرئاسة، إبراهيم قالن، ومسؤولين آخرين ، وتابع أوزتراق حديثه: أنني لا أستطيع فهم لماذا ذهب وزير الخزانة والمالية، ضمن الوفد.

هذا وكشفت مصادر أمنية ليبية فيما مضى بأن زيارة الوفد الوزاري التركي إلى ليبيا جاءت كغطاء سياسي لعملية استخباراتية تسعى إلى إخفاء أدلة ووثائق بخصوص الجرائم التي ارتكبها مرتزقة أردوغان ومليشيات السراج بالغرب الليبي.

كما أشارت المصادر بأن زيارة وفد المخابرات التركية هدفها أيضا ترتيب الأوضاع بين المليشيات الموالية لأردوغان والمرتزقة الذين فامت بإرسالهم لقتال الجيش الليبي لاسيما بعد تزايد التحرشات بينها في الفترة الأخيرة، فيما قالت حكومة فايز السراج بأن الزيارة هي من أجل بحث مستجدات الأوضاع في ليبيا والجهود الدولية لحل الأزمة الراهنة.

وفي الاجتماع، بحث رجال أردوغان مع قائد مليشيا الوفاق متابعة تنفيذ اتفاق التفاهم الأمني والعسكري الموقع بين البلدين في شهر نوفمبر المنصرم، إلى جانب عن مناقشة تحديد الصلاحيات البحرية بين الطرفين، وفق ما جاء في تصريحات لحكومة الوفاق.

إن تركيا تواجه حاليا الكثير من الانتقادات بخصوص تدخلاتها في الأزمة الليبية، والتي تزيد من الفتنة بين أبناء الشعب الليبي بهدف تحقيق أطماعها هناك والسيطرة على ثروات ذلك البلد الغني بالنفط.

وبدأت كل هذه الانتقادات منذ أن أعلن الحزب الحاكم رغبته في إرسال قوات إلى ليبيا، قبل أشهر، حيث اتفقت أحزاب المعارض، باستثناء حزب الحركة القومية، حليف أردوغان، على خطورة هذه الخطوة خاصة بأنها تزج بالجيش التركي في حرب لن يربح منها شيء، وبالرغم من كل تلك الانتقادات، فقد تمكن الحزب الحاكم خلال ديسمبر الماضي، من تمرير مذكرة تفوضه بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وذلك نظرا للأغلبية التي يتمتع بها بتحالفه مع حزب الحركة القومية.

وإلى جانب رفض الأحزاب السياسية ذلك، فقد كشفت أيضا استطلاعات للرأي تم إجرائها من قبل أن 50% كانوا ضد إرسال قوات إلى ليبيا، وفيما بعد ارتفعت هذه النسبة إلى 58 %.

إلى ذلك، عبّر مواطنون أتراك عن انزعاجهم من حالة التعتيم التي يتمّ فيها دفن جنودهم المقتولين في ليبيا، ويخشون من أن تتحوّل ليبيا إلى مقبرة للجنود الأتراك، وذلك كله من أجل تحقيق أطماع أردوغان التوسعية، وبالرغم من المعارضة الداخلية والدولية وبعد تمرير المذكرة، فقد أعلن أردوغان في 16 يناير الماضي بأن بلاده شرعت في إرسال قوات إلى ليبيا بهدف دعم مليشيات السراج.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى