سياسة

انتفاضة طرابلس.. سقوط وشيك لحكومة المليشيات


بعد أربع سنوات من سيطرتها على العاصمة الليبية طرابلس، تواجه حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، ومنذ دخولها المدينة نهاية عام 2015 بعد اتفاق الصخيرات الذي رعته بعثة الأمم المتحدة، تحديّاً من نوع مختلف، خاصة بعد خروج مظاهرات حاشدة هذه الأيام للتنديد بالتدخلات التركية القطرية، وبتدهور الظروف المعيشية والفساد المستشري في البلد الغارق منذ سنوات في الحرب والفوضى.

                

لم تنجح محاولة السرّاج لامتصاص غضب المتظاهرين حينما وعد في خطاب متلفز بمحاربة الفساد، ولم تتوقف المظاهرات الغاضبة، الأمر الذي جعل مليشياته تواجه صرخات الجوع والاحتجاج بإطلاق الرصاص على صدور المتظاهرين العزل والسلميين، في تشابه متطابق لعواصم ومدن أخرى تنوء تحت حكم مليشيات المال والسلطة والسلاح.

أهمية خروج أبناء طرابلس على حكم المليشيات المتحكمة بمفاصل القرار الأمني والمالي والسياسي غربي ليبيا، أنه يأتي بعد الإعلان عمّا سمي بالاتفاق السياسي بين المجلس الرئاسي والبرلمان الليبي والذي قرّر أن تكون مدينة سرت العاصمة الجديدة لليبيا، الأمر الذي شكل تحولاً كبيراً في مزاج الليبيين الرافضين لحكم المليشيات المقوّض لفكرة الدولة الليبية، وسلطتها الوحيدة على مقدرات ليبيا والليبيين.

يشعر الليبيون في طرابلس أن وطنهم لم يعد لهم وهو اليوم بيد اللصوص والمرتزقة والمحتل التركي وعصابة الإخوان الإرهابية. هذا الأمر يتجسد في العاصمة المكلومة التي اختطفتها المليشيات بغطاء إسلاموي منذ تسع سنوات، وحكمها فاسدون جلبوا محتلين أجانب ومرتزقة متعددي الجنسيات لحماية مصالحهم التي لا تنتهي ولا تقف عند حد.

الشعب الليبي كسر حاجز الخوف من حكم المليشيات وفسادها وتسلطها وبطشها، وعبّر بمرارة كبيرة عن يأسه منها، وهذه الانتفاضة هي النظير الفعلي لانتفاضات العراق ولبنان وهدير صوت الشعب، الذي أدرك أن نخبته السياسية الطارئة لم تجلب له إلا الخراب والفساد والجوع والفقر، وأن الدخيل الأجنبي لم يحمل معه سوى الدمار والمؤامرات، وأن المليشيات لا تريد إلا البقاء حاكمة بأمرها متحكمة في مسارات السلطة والمال، وأن الديمقراطية المزيفة هي أول أبواب التخريب الممنهج للمجتمعات وهي أول مسالك الفاسدين إلى المزيد من الفساد، والمستبدين إلى المزيد من الاستبداد.

بلغ السيل الزبى ولم يعد بمقدور الشعب الليبي الانتظار وهو يرزح تحت حكم عصابة من المتمردين والمرتزقة تقودها تركيا، حوّلت معيشته وحياته إلى كابوس وجحيم لا يطاق. ولذلك لن يهدأ بال الليبيين حتى يسقطوا حكومة المليشيات التي تدّعي الشرعية في طرابلس؛ لأن حكومة لا تحمي مصالح شعبها ولا توفر له الخدمات الحياتية الأساسية ولا تصون سيادة واستقلال الوطن، وتسمح لدولة أجنبية ومرتزقتها والجماعات الإرهابية بأن تستولي على مقدرات البلد، لا تستحق أن تحكم أو تدعي الشرعية.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى