سياسة

انتحار المجندين الإسرائيليين يضع نتنياهو وحكومته في ورطة


سلطت صحيفة “تليجراف” البريطانية، الضوء على تزايد حالات الانتحار داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب حرب غزة وإصابة الكثير منهم باضطرابات ما بعد الصدمة، والتي كان لها تأثير على صحتهم العقلية.

اضطرابات ما بعد الصدمة

وأكدت الصحيفة، أن إليران مزراحي، جندي في جيش الدفاع الإسرائيلي، انتحر بعد إصابته باضطراب ما بعد الصدمة.

في المرة الأولى التي أصيب فيها إليران مزراحي في غزة، رفض مغادرة ساحة المعركة، وأراد جندي الاحتياط مواصلة الدفاع عن بلاده والبحث عن الرهائن المفقودين.

وتابعت: أنه عندما أصيب للمرة الثانية خلال فترة عمله التي استمرت سبعة أشهر في حرب المدن العنيفة، أخبره الطبيب أنه لا يستطيع العودة إلى خط المواجهة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اضطراب ما بعد الصدمة الذي يعاني منه.

ومع ذلك، جاء استدعاء طارئ مرة أخرى الأسبوع الماضي لمهندس بدأ الحرب بمهمة إزالة الجثث من موقع مهرجان نوفا الموسيقي، وقبل أن يتم إعادته، انتحر الأب لأربعة أطفال البالغ من العمر 40 عامًا.

صدمة إسرائيلية

وأفادت الصحيفة، بأن هذه الحالة المأساوية صدمة شعب، حيث بدأ الكثيرون الآن يتساءلون عن اتجاه استراتيجية الحرب التي تتبعها الحكومة مع دخول الصراع في غزة شهره التاسع دون نهاية أو خطة “لليوم التالي” في الأفق، ومع سقوط ضحايا في صفوف قوات الاحتلال المنهكة تتعدد.

وتابعت: أن الغضب تصاعد في الشوارع، بقيادة أمهات الجنود العاملين، حيث أصبحت خطة الحرب في حالة يرثى لها وقبضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على السلطة أصبحت محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد.

ويطالب المتظاهرون باتفاق فوري لإعادة الرهائن الإسرائيليين الـ120 المتبقين إلى وطنهم من غزة وإجراء انتخابات جديدة لتحل محل الحكومة التي لم يعودوا يثقون بها، كما دعا الكثيرون إلى إنهاء الصراع الذي لا يرون الآن أن له هدفًا واضحًا.

أكبر الاحتجاجات

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن “أسبوع المقاومة”، الذي بدأ ليلة السبت في تل أبيب بمشاركة عشرات الآلاف في واحدة من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ بدء الحرب، سيستمر خلال الأيام القليلة المقبلة، بمظاهرات خارج الكنيست ومقر إقامة رئيس الوزراء.

وأضافت، أنه على الخطوط الأمامية للمسيرة، توجد مجموعة من أمهات الجنود الذين نددوا بالحكومة بسبب لعبها السياسة بحياة أبنائهم، واتهموا نتنياهو بإطالة أمد الحرب لاسترضاء أعضاء اليمين المتطرف والمتدينين في ائتلافه الهش لضمان بقائه.

وكانت البلاد تترنح بسبب الأخبار التي تفيد بأن عشرة جنود شباب – ثمانية منهم في مركبة مدرعة واحدة – لقوا حتفهم ذلك الصباح، في أحد أكثر الأيام دموية بالنسبة للقوات الإسرائيلية في الصراع.

إطالة الحرب

وأكدت الصحيفة، أن الشك استحوذ على المجتمع الإسرائيلي في أن نتنياهو، بتحريض من وزراء الأمن والمالية اليمينيين المتشددين، الذين يريدون مواصلة الحرب، ملتزم تمامًا بتأمين التوصل إلى اتفاق.

وقالت جانا، التي طلبت عدم الكشف عن لقبها لأن لديها ثلاثة أبناء في الجيش، إن الحرب بدأت “كنضال من أجل وجودنا” لكن الجنود الآن “أصبحوا أسرى لدى السياسيين والمتطرفين”.

وما يزال الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا حول الحرب، لكن الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة تشير إلى أن آراء الأمهات تضرب على وتر حساس لدى قطاع كبير من السكان.

أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي صدر يوم الاثنين أن حوالي 60 في المائة يريدون من البلاد أن “تقبل” صفقة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار، وأعرب ما يقرب من ثلاثة أرباعهم عن مستوى ثقة “منخفض للغاية” في الحكومة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى