اليونان ترد على ابتزاز أردوغان لأوروبا بتدابير جديدة لإعادة المهاجرين إلى تركيا
ردا على ابتزاز أنقرة لأوروبا، تعتزم أثينا اتخاذ تدابير مضادة لإعادة اللاجئين إلى تركيا مرة أخرى، وفق ما قالت صحيفة لوموند الفرنسية، موضحة أنها تريد إعادة 10 آلاف مهاجر إلى تركيا نهاية 2020، بعد حريق قاتل في معسكر المهاجرين بجزيرة ليسبوس، وبسبب التصريحات المتكررة للرئيس رجب طيب أردوغان بتهديد أوروبا بإرسال المهاجرين إليها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة اليونانية أعلنت عن عدة تدابير للتعامل مع أزمة الهجرة، تتضمن تعزيز الدوريات في بحر إيجه، واستمرار نقل المهاجرين من الجزر إلى البر الرئيسي، أو بناء مراكز مغلقة غير قانونية لمن تم رفض طلب لجوئهم، أو إصلاح نظام اللجوء.
ويوم الإثنين، ستيقظ قاطنو مخيم موريا للمهاجرين في جزيرة ليسبوس، على حريق أسفر عن مقتل لاجئ واحد على الأقل، تبعته أعمال شغب- حسب بعض المهاجرين.
وتشهد اليونان، بحسب الصحيفة نفسها، أسوأ فترة لها منذ اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا، حيث يوجد 70 ألف مهاجر ولاجئ على أراضيها، وتنص الاتفاقية المبرمة بين بروكسل وأنقرة، التي دخلت حيز التنفيذ في 20 مارس 2016، على عودة المهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى الجزر اليونانية القريبة من تركيا (عمومًا ليسبوس وشوس وكوس وليروس وساموس) واللاجئين السوريين إلى أنقرة.
وبحسب لوموند، فإن تركيا خفضت أعداد الوافدين بشكل كبير، بعد موجة تدفق نحو مليون شخص مهاجر من أراضيها، معظمهم من السوريين إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2015 وأوائل 2016، ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين وصلوا إلى الجزر اليونانية منذ مارس 2016 تقدموا بطلب للجوء في اليونان هربًا من الترحيل.
وأشارت إلى أن أجهزة اللجوء والهجرة اليونانية باتت غارقة، الأمر الذي دفع السلطات اليونانية إلى ترك المهاجرين حتى الآن على الجزر، باستثناء الأكثر ضعفا، في انتظار الرد النهائي على طلب اللجوء.
وأعلن أردوغان، خلال مؤتمر شعبي الشهر الماضي، عن فتح حدود بلاده لتدفق المهاجرين إلى دول أوروبا ما لم تتلق أنقرة دعما ماليًا كافيًا للتعامل مع اللاجئين السوريين.
وتزامنت تصريحات أردوغان آنذاك مع وصول 13 قاربًا مؤقتًا الأسبوع الماضي، وخلال ساعات أصبح أكثر من 540 مهاجرًا في جزيرة ليسبوس اليونانية، بحسب صحيفة لوفيجارو الفرنسية.
وحذرت لوفيجارو من أن أردوغان ينتقم من اليونان فيما يتعلق بالنزاعات حول الحدود البحرية، بتكبدها معاناة أزمة المهاجرين، فضلاً عن الملف الأكثر حساسية بالنسبة لتركيا، وهو انضمامها للاتحاد الأوروبي، ورفض الدول الأعضاء لذلك بسبب سجلها السيئ في ملف حقوق الإنسان الذي يتعارض مع مبادئ الاتحاد.
واعتبرت وسائل الإعلام الغربية آنذاك أن تصريحات أردوغان حلقة جديدة من مسلسل ابتزاز ومتاجرة بقضية اللاجئين السوريين الذين تطاردهم الحكومة التركية في إسطنبول وتجبرهم على الرحيل ليلاً إلى مدن صغيرة لا يستطيعون فيها تأمين قوت يومهم، أو ترحيلهم قسراً إلى مناطق غير آمنة في سوريا، في حملة اعتقال ضارية.