سياسة

اليمن.. مؤامرات إخوانية فخخت المحافظات اليمنية المحررة


حزب الإصلاح، ذراع الإخوان المسلمين في اليمن، يدس سم الفوضى في شرايين بلد مثقل بأوجاع الانقلاب، لتوسيع نفوذه وتنفيذه أجندات إقليمية.

وكان الحزب الإخواني قد شن حروبا في 3 محافظات يمنية محررة ذات ثقل سياسي واقتصادي وجغرافي، في مسعى لتمكين حلفائه الخارجيين من موطئ قدم هناك، حيث اتبع سيناريو واحدا للتوسع في المناطق المحررة، تمثلت بتجميد جبهات القتال مع مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا وإفراغها من المقاتلين وتوجيه وحدات الجيش لتحرير المحرر والمواجهات البينية في مخطط سباق على المياه الإقليمية.

وانطلقت المؤامرة الإخوانية من المرتفعات الجبلية الاستراتيجية المطلة على باب المندب وجنوبي اليمن، عندما أطاح الإخوان في حزب الإصلاح مطلع العام 2020 – تحت غطاء الشرعية – بأمن مدينة التربة التابعة لتعز، وعينوا لاحقا قائدا جديدا للشرطة العسكرية في المحافظة، أسندت له مهمة إسقاط بلدات الحجرية واستكمال السيطرة على مسرح عمليات القوات غير الخاضعة لسيطرته.

وزج الحزب بوحدات عسكرية في محور تعز بالجيش اليمني الخاضع لسيطرته، لمشاركة مليشيات الحشد الشعبي لخوض أول مواجهة مباشرة مع الوحدات النظامية في اللواء 35 مدرع، وذلك بعد أسابيع من اغتيال قائده العميد ركن عدنان الحمادي، واتسعت معارك مليشيات الإخوان من تعز إلى سقطرى ثم شبوة النفطية، وفي مسعى لإخضاع جماعي للسكان، استخدم حزب الإصلاح القوة المفرطة ضد الخصوم بالاعتقالات وقمع التظاهرات، واقتحام منازل القيادات العسكرية والإعدامات الوحشية.

ورغم المخاوف ومخاطر جائحة كورونا وإعلان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقفا شاملا لوقف إطلاق النار جنوبي البلاد وشمالها، إلا أن معارك الإخوان عرقلت تطبيق الحجر الصحي في الأجزاء المحررة، وذلك بإخراج التظاهرات كوسيلة ضغط سياسية لتمرير مشروعها، حيث اتجه الإخوان لتفجير المعارك على الأرض بالهجوم وإخضاع قبائل جردان ولقموش في شبوة، واختطاف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة، للتهيئة للتواجد التركي في اليمن داخل المعسكرات المدعومة قطريا.

المخطط نفسه نقله الإخوان إلى محافظة أرخبيل سقطرى الاستراتيجية، بالهجوم على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، لكنه لم ينجح في تمرير مشروعه الإرهابية عندما قلبت القوات الجنوبية موازين المعركة، وأجهضت المؤامرات الإخوانية أواخر يونيو الماضي.

وفي تعز، ذات الثقل السياسي، لم ينجح الإخوان – رغم نفوذهم الكبير على المؤسسة العسكرية والأمنية-، في حسم المعركة هناك بأدوات الالتفاف السلمية، فلجأوا مجددا للاغتيالات وتصفية القيادي السلفي صادق مهيوب، في الشهر المذكور.

وفي أغسطس، دشن حزب الإصلاح الحرب رسميا على بلدات الحجرية إلى الجهة الجنوبية الغربية من تعز، ودفع بالآليات الثقيلة والدوريات العسكرية تحت غطاء الحملة الأمنية، للهجوم على المقار الحكومية في المركز الإداري لمديرية جبل حبشي.

وبعد 3 أيام من المعارك، استطاع الإخوان الإطاحة بمدير شرطة جبل حبشي، توفيق الوقار، وأعدموا عددا من أقاربه بشكل وحشي، وسط تسريبات هزت الرأي العام لحاكم تعز القيادي الإخواني عبده فرحان المعروف بـ سالم، وهجومه على قوات التحالف العربي وإقراره بالدعم التركي لمليشيات حزب الإصلاح.

في حينه، اعتقد الكثير من اليمنيين أن تلك التسريبات قد تضع حدا لحروب الإخوان بكشف مؤامراتهم، لكنها في الواقع لم تكن بالنسبة لحزب الإصلاح سوى إشارة للاندفاع بسرعة كبيرة لاستكمال توسيع النفوذ واجتياح مسرح عمليات اللواء 35 مدرع في بلدات الحجرية.

كما لم تمنع مليشيات الإخوان والحشد الشعبي احتجاجات شعبية ترفض مخططات حزب الإصلاح، الذراع السياسي للتنظيم الإرهابي، واتهامه باختطاف القرار السياسي والعسكري للشرعية، وتعين قائد للواء 35 مدرع موال لهم.

فبعد نحو شهرين من حملة عسكرية إخوانية للسيطرة على بلدة الحجرية الحيوية، تمكنت من اجتياحها مستخدمة عملية الإعدام الوحشي بحق نجل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع، العقيد عبدالحكيم الجبزي، كأداة لإخضاعه عقب رفضه الانصياع لمخططاتهم الإرهابية.

ومثلت الجريمة صدمة كبيرة للشارع اليمني في أعقاب اختطاف مليشيات الحشد الشعبي وتعذيب أصيل الجبزي وهو طالب جامعي ونجل قائد عسكري مناهض للإخوان، وإعدامه ذبحا وبتر أصابع يديه ولسانه وأجزاء من جسده ورميه على قارعة الطريق لإرهاب الناس.

حولت مليشيات الإخوان محافظتي تعز وشبوة إلى نقطة انطلاق لحصار عدن شرقا وشمالا، إذ بدأت تعد العدة بتمويل قطري سخي على تخوم بلدات طور الباحة بمحافظة لحج وبلدات “شقرة” في محافظة أبين، في مسعى لنسف اتفاق الرياض واجتياح العاصمة المؤقتة.

ولتعزيز قدراتها العسكرية، استخدمت المليشيات، في سبتمبر الماضي، الطائرات التجسسية المصنعة تركيا، قبل أن تلجأ، في نوفمبر، إلى نوع آخر أكثر تطورا في تنفيذ هجمات جوية لاغتيال قيادات عسكرية.

 ومع إسدال 2020 أيام حصاده الأسود، توج الإخوان مخططاتهم بالهروب الكبير إلى أنقرة، على رأسهم الداعية المتطرف عبدالمجيد الزنداني، ورئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي، استعدادا لمرحلة جديدة من الفوضى، وفق خبراء يمنيين تحدثوا للعين الإخبارية.

ويقول خبراء إن حزب الإصلاح الإخواني اتخذ من سياسة المناورة والمراوغة ورقة لكسب الوقت وعدم تنفيذ اتفاق الرياض، ثم الانقلاب وفرض نفوذه على مضيق باب المندب وموانئ بحر العرب بالقوة العسكرية التي حشدها في شبوة وتعز، كأهداف متوقعة ضمن أجندته الإرهابية في العام المقبل.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى