اليمن تدق ناقوس الخطر.. جرائم الحوثي تهدد الاستقرار الدولي
انتقد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، اليوم الجمعة، السكوت الدولي عن جرائم مليشيات الحوثي، والتي باتت تهدد النظام العالمي.
وفي كلمته خلال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمن الإقليمي (حوار المنامة)، أكد الزنداني، أن “الأزمة اليمنية لم تعد شأناً داخلياً، بل تحولت إلى تهديد حقيقي للسلم والأمن الدوليين”.
وأشار إلى أن “ما يجري في اليمن يمثل نموذجاً صارخاً لتقويض النظام الدولي من خلال جماعة مسلحة خارجة عن القانون تتلقى دعمها وتمويلها وتسليحها من قوى إقليمية تسعى إلى فرض نفوذها عبر الفوضى والدمار”.
وقال إن “مليشيات الحوثي ليست حركة وطنية كما تدّعي، بل خلية زرعتها إيران في الجسد العربي، تعمل وفق أيديولوجية طائفية لا تمت للوطنية بصلة ولا تمتلك مشروعاً لبناء الدولة أو خدمة المواطن”.
وأضاف أن “المفارقة المأساوية تكمن في أن جماعة متمردة تمتلك صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، بينما الحكومة الشرعية لا تمتلك منظومة دفاع وطني متكاملة، وهو ما يعكس خللاً صارخاً في ميزان العدالة الدولية وتناقضاً في مواقف المجتمع الدولي”.
وأشار الزنداني إلى أن “تراخي المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2216، منح إيران مساحة أكبر للتدخل في الشأن اليمني، وأتاح للحوثيين التمادي في سياساتهم العدوانية”.
ومضى قائلا: “حين تُهاجم أكثر من 200 سفينة في البحر الأحمر ويُهدَّد الاقتصاد العالمي، ولا يُصنَّف الفاعل كمنظمة إرهابية، فهذه ليست سياسة، بل ازدواجية في المعايير وشرعنة للفوضى”.
وأكد وزير الخارجية اليمني، أن “هذه الازدواجية شجعت الحوثيين وفتحت الباب أمام مزيداً من التمدد الإيراني على حساب الأمن القومي العربي، والأمن البحري الدولي”، مشيراً إلى أن السكوت الدولي عن جرائم الحوثيين يهدد النظام العالمي برمّته.
وبيّن أن “الحكومة اليمنية تتعامل بإيجابية مع كل الجهود الدولية والإقليمية، بما في ذلك جهود الأمم المتحدة والمبادرات السعودية والعُمانية”.
مؤكداً أن المليشيات الحوثية اختارت عرقلة تلك المسارات، خاصة بعد تصعيدها الأخير في البحر الأحمر الذي أدى إلى تعطيل المبادرات الإنسانية والسياسية.
ودعا وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي، إلى اتخاذ مواقف أكثر جدية في دعم الحكومة المعترف بها دوليا سياسياً واقتصادياً وعسكريا، مؤكداً أن اليمن لا يسعى إلى الحرب بل إلى سلامٍ عادل ومستدام يقوم على استعادة مؤسسات الدولة، واحترام مبادئ القانون الدولي.
وشدد الزنداني على أن السلام في اليمن ليس ترفاً سياسياً بل ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة والعالم بأسره.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية اليمني عقب مباحثاته مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في مسعى لأحياء مسار العملية السياسية التي تعثرت إثر هجمات مليشيات الحوثي على سفن الشحن على مدى عامين.






