النيجر..العسكر يخسرون حرب “اليورانيوم” قبل المعركة
أوراق التفاوض تظهر أهمية كبيرة في منع تصاعد الصراعات المحتملة وتجنب المواجهات المسلحة في ميادين السياسة.
في النيجر، سعت الاتحاد الأوروبي لفرض ضغوط على “الانقلابيين” عقب الانقلاب الذي حدث على الرئيس محمد بازوم. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه للانقلاب وعمل على نزع أبرز أوراق الضغط من أيدي الجانب العسكري.
وفي هذا السياق، أكدت وكالة الطاقة النووية التابعة للاتحاد الأوروبي (يوراتوم) الثلاثاء أنها لا تروج لأي تهديد فوري على إنتاج الطاقة النووية في أوروبا حال قام النيجر بقطع شحنات اليورانيوم.
تظهر هذه المبادرات التفاوضية والجهود الدبلوماسية أهميتها في الحيلولة دون تصاعد التوترات الإقليمية وحدوث مواجهات مسلحة.
وأضافت أن النيجر، التي استولى مجلس عسكري على السلطة فيها الأسبوع الماضي، كانت ثاني أكبر مورد لليورانيوم الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي في العام الماضي.
وأوضحت يوراتوم أن المرافق في الاتحاد الأوروبي لديها مخزونات كافية من اليورانيوم لتغذية مفاعلاتها بالوقود لمدة ثلاث سنوات.
وقالت “إذا تم قطع الواردات من النيجر، فلا توجد مخاطر فورية على أمن إنتاج الطاقة النووية على المدى القصير”.
ويخشى العسكر في النيجر احتمال تدخل عسكري غربي وإقليمي لتحرير الرئيس بازوم.
ويبدو أن الأنظمة العسكرية، التي جاءت بالقوة، ترفض أي تدخل يمس مثيلاتها، مخافة أن يغري العمل العسكري إذا ما نجح بتعميمه في المنطقة.
وفي هذا الإطار لم يترك عسكر بوركينا فاسو ومالي نظيرهم في النيجر مهددا بأي تدخل خارجي، إذ أعلن النظامان في بيان مشترك، رفع وتيرة التحدي والتحذير ضد أي تدخل بالقوة.
ولوحت فرنسا باستخدام القوة إذا ما تعرضت مصالحها للخطر في النيجر، خاصة بعد أن باتت سفارتها قبلة متظاهرين مؤيدين للانقلاب.
وأوضحت فرنسا، وهي منتجة رئيسية للطاقة النووية في أوروبا والقوة الاستعمارية السابقة في النيجر، اليوم الثلاثاء، أنها ستجلي مواطنين فرنسيين وأوروبيين من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد الإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في البلاد.
وقالت المفوضية الأوروبية -وهي الذراع التنفيذية بالاتحاد الأوروبي أيضا-، إن التكتل المكون من 27 دولة لديه “مخزونات كافية من اليورانيوم للتخفيف من أي مخاطر تتعلق بالإمدادات على المدى القصير”.
وقال متحدث باسم المفوضية: “على المدى المتوسط والطويل، هناك مخزونات كافية في السوق العالمية”، لتغطية احتياجات الاتحاد الأوروبي.
وذكرت يوراتوم أن النيجر سلمت 2975 طنا من اليورانيوم الطبيعي تعادل 25.4% من إمدادات الاتحاد الأوروبي في عام 2022. وكانت كازاخستان أكبر مورد للتكتل، فيما احتلت كندا المرتبة الثالثة.
وقالت الوكالة إن مكافئ اليورانيوم الطبيعي في المخازن المملوكة لمرافق الاتحاد الأوروبي في العام الماضي بلغ 35710 أطنان، مقارنة بمتوسط الاستهلاك السنوي البالغ حوالي 12500 طن.
وأضافت أن التكتل يمكن أن ينوع مصادر الواردات خلال ما يصل إلى ثلاث سنوات، بما في ذلك من مواقع إنتاج متوقفة حاليا في كندا وأستراليا وناميبيا، وكذلك من مصادر جديدة.