سياسة

النظام القطري يزور التاريخ بشأن توابع انقلاب حمد بن خليفة على أبيه


تتواصل محاولات نظام الحمدين لمحو حقائق انقلاب الابن على أبيه في قطر، إلا أن التاريخ لا ينسى، فأمير الدوحة لم يكتف بتزييف الواقع بشراء الذمم ودفع الرشاوى، بل يسعى جاهداً لطمس حقائق دويلته القائمة على الانقلابات، وخيانة الأمة وحياكة المؤامرات للأشقاء.

قاد حمد بن خليفة آل ثاني في الـ27 يونيو 1995، انقلاباً على والده خليفة بن حمد آل ثاني، الذي كان يتواجد خارج قطر آنذاك، وهذا التاريخ يحفظه القطريون أنفسهم جيداً، لكن مساعي الدوحة البائسة لغسل سمعتها وتاريخها المليء بالمؤامرات قادتها لمحاولة الزج بأسماء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في محاولة الانقلاب المزعومة عام 1996، التي دبرها حمد للتخلص من معارضي انقلابه على أبيه.

وكتب حمد بن خليفة فصلاً جديداً في مسلسل انقلابات شهدته قطر على مدى تاريخها، وبهذه الكلمات نفذ انقلابه على والده: لقد مرت بلادنا خلال الفترة الماضية -كما تعلمون- بظروف صعبة لا تخفى عليكم، أدت إلى صعوبة استمرار الوضع خلالها.. تلك الظروف التي أدت بي مضطراً وبكل أسف إلى أن أحزم أمري، بعد موافقة ومبايعة وتأييد من العائلة الحاكمة الكريمة والشعب القطري الكريم، وأتسلم مقاليد الحكم في البلاد خلفاً لوالدي الذي سيبقى والداً للجميع، عزيزاً.. له المحبة والتقدير والإجلال.

لم يكن يعلم خليفة بن حمد، الذي كان في طريقه لأوروبا لقضاء عطلته السنوية الصيفية، أن ابنه حمد الذي قبل يده أمام الكاميرات يعيش في مسلسل خيانة يكتب السيناريو الخاص به، وأن ما قدمه له لم يكن من قبيل الحب أو احترام الابن لأبيه، بل كان حفل وداع، وخلال ساعتين فقط من مغادرته أطاح به من الحكم.

خداع الأمراء والعائلة الحاكمة.

رموز القبائل والعائلات القطرية، الذين دعاهم حمد للسلام عليه، لم يكونوا على علم بتدبيره محاولة الانقلاب وفوجئوا بطلبه مبايعته أميراً للبلاد، لكن الصدمة بدت واضحة على وجوههم في اللقطات التي بثها التلفزيون القطري دون صوت، ليخفي أصوات معارضيه.

وتبين لاحقاً أن هذا التقرير، الذي زعم التلفزيون القطري أنه لمبايعة الأمير الصغير، تم إعداده بشكل مسبق، ولم يكن في الواقع سوى استقبال عادي من ولي العهد لأعيان البلاد، وأهل الحل والعقد فيها، وشيوخها وفقهائها ووجهاء قبائلها، بعد دعوة مفاجئة من ولي العهد لهم بغرض السلام عليه.

 

أما أبناء الشعب القطري، فاستنكر كثير منهم ما حدث ووصفوه بـ«الخيانة»، ودوّن بعضهم شعارات داعمة للشيخ خليفة بن حمد آل ثاني على الجدران، في الوقت الذي اعتقل فيه قائد الانقلاب حمد العشرات من أنصار والده، الذين انتفضوا دفاعاً عنه بشعارات خليفة أميرنا إلى الأبد. فيما علق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني على انقلاب نجله عليه، قائلا هذا تصرف غريب من شخص جاهل. وراح يحاول استرجاع حكمه عقب الانقلاب من خلال عدد من التحركات. 

وزار الشيخ خليفة دولاً خليجية عدة، من بينها البحرين التي أطلق فيها تصريحاً شهيراً قال فيه اليوم تستقبلونني في البحرين، وغداً أستقبلكم في الدوحة، فيما تبرأت والدة الشيخ حمد منه ومن ولديها (عبد الله ومحمد) عقب عملية الانقلاب.

إلى هنا لم تنته حلقة انقلاب حمد على والده، ففي عام 1996 اتهم أمير الانقلاب عدداً من أنصار والده بتدبير محاولة انقلابية جديدة من أجل استعادة الحكم، واتخذ إجراءات تعسفية غير مسبوقة ضدهم، وألقى القبض على العشرات، ولاحق كل معارض ومنشق في الداخل، ودفعت قبيلة آل مرة خاصة إلى جانب عشرات العسكريين والضباط من الجيش والحرس الأميري فاتورة ثقيلة للانقلاب، ومحاولة إعادة الشرعية طوعاً أو قسراً.

وصدرت أحكام مشددة بحقهم، وصلت حتى نزع الجنسية والحرمان من كل الخدمات كالعلاج والتعليم، ونزعت جنسية فخيذة آل غفران أحد فروع قبيلة آل مرة.

إضافة إلى كل ما سبق، سارع الابن المنقلب إلى تحريك دعاوى قضائية ضد والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وعدد من المسؤولين في عهده، من أجل استرداد مليارات الدولارات منهم، وتم وقف تلك الدعاوى بعد ذلك ضمن إجراءات المصالحة بينهما.

رغم ظهور قناة الجزيرة في 1996، إلا أنها لم تنتبه في 1997 إلى المحاكمات الخاطفة التي تعرض لها عشرات القطريين المتهمين بتأييد مشروع الانقلاب على الأمير حمد بن خليفة، والتي طالت أكثر من 120 من الضباط والعسكريين في سلكي الجيش والحرس الأميري وحتى بعض أفراد العائلة الحاكمة المناهضين للانقلاب، وعشرات المواطنين، خاصة المنتمين منهم إلى آل مرة أو آل غفران.

قضى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني 9 سنوات متنقلاً بين عدد من العواصم العربية والأوروبية، ولم يعد إلى قطر إلا في عام 2004 لدى مشاركته في تشييع جنازة إحدى زوجاته، حتى بقي “الأمير الوالد” في الدوحة لكن دون الظهور، فلم يُرَ على الشاشات أو في الشوارع، ورجحت تقارير آنذاك وجوده قيد الإقامة الجبرية في أحد المراكز الطبية حتى وفاته في عام 2016.

وقبل أن يغلق عام 2018 أبوابه، وتحديداً قبل 4 أيام، بدا أمير الدويلة تميم يسير على خطى والده حمد، ليس فقط بحملات الاضطهاد ضد الأصوات المعارضة، بل بمحاولة إدخال معلومات مغلوطة إلى موقع موسوعة ويكبيديا يزعم فيها مشاركة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) في محاولة الانقلاب المزعوم على والده حمد.

وفي التعديل الكاذب تظهر فيه معلومات عن طرفي النزاع كانا بعض الأفراد والضباط من الجيش القطري والحرس الأميري وبعض أفراد قبيلة آل مرة وأسرة آل ثاني مدعومين من دول المقاطعة الرباعية للدوحة، ضد حكومة قطر والجيش القطري والحرس الأميري القطري، غير أن تاريخ آخر تعديل -قبل 4 أيام- أظهر كذب تميم وأبيه حمد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى