الميليشيات الموالية لتركيا ترتكب جرائم إنسانية ضد المدنيين العزل في عفرين السورية
ما زلت الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا ترتكب جرائم إنسانية ضد المدنيين العزل في عفرين السورية، وتواصل أعمال النهب والخطف والقتل والتهجير القسري فيها، وذلك منذ أن خضعت المدينة الكردية لسيطرة الجيش التركي بمعاونة ميليشيات مسلحة، قبل نحو 14 شهراً.
حسب موقع عثمانلي التركي، لم يسلم من الانتهاكات المتواصلة على يد فصائل مدعومة من تركيا من تبقى من سكان عفرين الأصليين، ولا المهجرين الذين تم جلبهم لعفرين ليحلوا محل السكان الأكراد.
داهمت ميليشيا العمشات، والتي شاركت في معركة غصن الزيتون وساعدت تركيا في احتلال عفرين في مارس 2018، يوم الثلاثاء، منازل في كل من عفرين والشيخ حديد مدججين بالسلاح، وقاموا بتوجيه إنذار للمهجرين من حمص بإخلاء المنازل التي يقيمون فيها، لإسكان مهجرين آخرين من حماة فيها بدلاً منهم.
وقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 19 ماي الجاري، أنّ القوات التركية وفصائل عملية درع الفرات العسكرية قد منعت أهالي قرية درويش، الواقعة في راجو بريف حلب الشمالي الغربي، من العودة للقرية التي بها قاعدة عسكرية تركية، بحجة حظر تواجد المدنيين بالمنطقة.
كما ذكر المرصد كذلك أنّ 60 عائلة من مستوطني الغوطة الشرقية، الذين جرى توطينهم من قبل الفصائل الموالية لتركيا في قرية بيباكا التابعة لمنطقة بلبل في ريف عفرين، توجهوا إلى محافظة إدلب، في حين عاد بعضهم إلى الغوطة بسبب سوء الأحوال المعيشية وانعدام الأمن في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الموالية لتركيا.
وتم اختطاف شاب من طرف مسلحين من قرية بعدينو بريف عفرين في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، ثم أرسلوا مقطع فيديو إلى عائلته، وعلى الفتى علامات تعذيب، وطالب الخاطفون أسرته بدفع فدية قدرها 200 ألف دولار وإلا سيتم إعدامه.
كما اعتقلت ما يطلق عليها الشرطة العسكرية التابعة للجيش الحر المدعوم من تركيا، أحد أعضاء المجلس المحلي في جنديرس بريف مدينة عفرين دون توضيح الأسباب؛ حيثُ قامت الجهة التي أقدمت على اعتقاله بتسليمه للقوات التركية المتواجدة في المنطقة.
وأقدمت ميليشيا فرقة الحمزات على اختطاف مواطنين من منطقة شيراوا في ريف عفرين، واتهمتهم بالتعامل مع الإدارة الذاتية، مطالبين أسرهم بدفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم.
كما لم يسلم المسنون والأطفال من الانتهاكات، حيث تعرض الأسبوع الماضي رجل مسن من جنديرس بريف عفرين للاختطاف على يد مسلحين أرسلوا مقطع فيديو لأسرته يُظهر تعرضه للتعذيب، فيما طالب الخاطفون بفدية مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي من أجل إطلاق سراحه.
بعد ذلك اختطف مسلحون من ميليشيا غصن الدم، في مدينة إعزاز طفلاً ورجلين من أهالي جنديرس، ثم أرسل الخاطفون رسالة نصية لزوجة أحد المختطفين يطالبون بدفع مبلع 100 ألف دولار مقابل إطلاق سراح زوجها بحجة انتمائه للحزب الكردي والعمل لصالحه.
ووثق أيضا المرصد السوري في 23 ماي الجاري مقتل مدني في قرية شران بريف مدينة عفرين على يد مسلحين من مدينة إعزاز، بعد أسبوعين من اختطافه برفقة طفله البالغ من العمر 11 عاماً، ومواطن آخر كانوا في مدينة إعزاز بهدف التجارة، وتم العثور على جثمان القتيل وعليه آثار تعذيب في المنطقة الواقعة بين قريتي قسطل جندو وعرب ويران فيشران بريف عفرين، وذلك عقب أيام من تهديد المجموعة المسلحة بقتل المختطفين وتعليق رؤوسهم في دوار مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، إذا لم تدفع أسرهم الفدية.
كما لم يسلم المزارعون المسالمون في عفرين من الاعتداء عليهم وعلى مصدر رزقهم، حيث فرضت ميليشيا الجبهة الشامية المنضوية تحت راية غصن الزيتون أتاوة على المزارعين ممن يملكون آليات زراعية في قرية معبطلي بريف مدينة عفرين وذلك بحجة إصلاح الطرق، و فرضت الأتاوة بالعملة التركية وتبلغ ما يعادل أكثر من 150 دولار أمريكي، كما أجبروا المزارعين على دفع نسبة لهم من مردود المحاصيل الزراعية كورق العنب والكرز.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في 17 من الشهر الجاري إن فصائل ميليشيات مدعومة من تركيا تسيطر على مدينة عفرين وريفها بريف حلب قد جمعت المخاتير في قرى ميدانه التابعة لمنطقة راجو، لإجبار المزارعين الأكراد على استصدار رخصة لجني محاصيل أراضيهم.
وأكد المرصد كذلك أن هناك تفرقة؛ حيث أن المزارعين العرب الذين جرى جلبهم إلى المنطقة، لم يُطلب منهم رخصة جني محاصيل ضمن الأراضي التي استولوا عليها وتعود ملكيتها لمواطنين من عفرين ممن هجروا خارج مناطقهم.
كما ارتكبت ميليشيا صقور الشمال جرائم في قرى درويش وسعرين جكة ودروقليو التي تتبع ناحية شران بريف عفرين.
وقامت أيضا عناصر الميليشيا بقطع أشجار الزيتون بشكل عشوائي في تلك القرى لبيعها كحطب؛ إذ يبيعون الطن الواحد بسعر يتراوح بين الـ 12 و15 ألف ليرة سورية، فضلاً عن سرقتهم لمحصول ورق العنب، كذلك تقدم ميليشيا فرقة الحمزات في قرية شنكل بناحية بلبل على بيع كروم العنب في القرية لمستثمرين من خارج المنطقة ويفرضون على أهالي القرية جني المحصول.
ورصدت لجنة الأمم المتحدة خلال مارس الماضي، انتهاكات إنسانية خطيرة، ارتكبتها القوات التركية، في عفرين، أبرزها عمليات الخطف والاحتجاز، وطلب الفدية، وقد حمل التقرير الأممي حكومة أردوغان مسؤولية تلك الجرائم.
كما أكد التقرير الأممي تعرض أهالي المدينة لحملات تنكيل ممنهجة، على يد عناصر جماعة إرهابية، في الشمال السوري، تحظى بدعم ورعاية تركية، وأنهم ينفذون اعتقالات تعسفية، واختطاف رهائن، للحصول على فدية، تصل قيمتها لـ100 ألف دولار، لتحرير شخص واحد.
وقد تطرق التقرير إلى تنظيم جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي تدعمها أنقرة وتطلق يدها في الشمال الغربي لسورية، وإلى جرائم القتل والتعذيب التي ارتكبها التنظيم في إدلب وشمال حلب.