سياسة

المواجهة تتسع والإمارات تدعو للتهدئة.. دور الوساطة أم التحذير؟


بين تزايد القلق الدولي وارتفاع وتيرة المواجهات بين إيران وإسرائيل، يتسارع الحراك الإماراتي للدفع بجهود التهدئة وخفض التصعيد.

ضمن أحدث تلك الجهود، جدد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات دعوة بلاده إلى ” وقف الحرب فورًا والانخراط في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض”.

وحذر من تداعيات الحرب الدائرة “على البلدين والمنطقة بأسرها “.

دعوة وتحذير

وقال د. قرقاش في تدوينة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، اليوم الخميس:” الهجوم الإسرائيلي على إيران والحرب الدائرة بينهما لحظة فارقة تحمل في طياتها تداعيات عميقة على البلدين والمنطقة بأسرها”.

وأضاف: “الحكمة والمسؤولية تقتضيان وقف الحرب فورًا والانخراط في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، فهكذا تُعلِّمنا تجارب المنطقة وتاريخ حروبها”.

بالتزامن مع تلك الدعوة بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، وخوان رامون دي لا فوينتي، وزير خارجية الولايات المتحدة المكسيكية، خلال لقاء جمعهما، الخميس، على هامش زيارته إلى مكسيكو سيتي مجمل التطورات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسبل صون السلم والأمن الدوليين.

علم دولة الإمارات

حراك متواصل

تأتي تلك المباحثات ضمن أحدث الجهود الإماراتية الدبلوماسية لبحث جهود التهدئة ووقف التصعيد بين إيران وإسرائيل بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

شملت تلك الجهود إصدار بيانات وإجراء مباحثات واتصالات مع قادة ومسؤولين من أكثر من 35 دولة حول العالم، إيمانا من الإمارات بأن ما تشهده المنطقة يحتّم تحركاً إقليمياً – دولياً منسّقاً لوقف التصعيد.

ومنذ اندلاع المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل يوم الجمعة الماضي، لا يكاد يمر يوم دون أن يجري كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي اتصالات دبلوماسية مع قادة ومسؤولين حول العالم لبحث خفض التصعيد وتجنب اتساعه.

يأتي ذلك في إطار الحرص الإماراتي على تغليب الدبلوماسية والحوار كخيار وحيد بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وضمن أسس شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة لشعوب المنطقة.

ضمن أحدث تلك المباحثات، الاتصال بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الأربعاء الذي تناول مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة إلى الجهود المبذولة لاحتواء الموقف ووضع حد للتصعيد.

وأكد الجانبان خلال الاتصال ضرورة ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار لتفادي تعريض الأمن الإقليمي والعالمي إلى مزيد من التهديدات، مشددين على دعم كل ما من شأنه تحقيق التهدئة عبر الوسائل الدبلوماسية.

المستجدات نفسها تصدرت مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا في اليوم نفسه، خلال لقاء جمعهما في قصر الوطن في أبوظبي.

وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الزعيمان أهمية تكثيف الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وتبني الحوار والوسائل الدبلوماسية في معالجة الخلافات والأزمات، بجانب العمل من أجل دعم جهود السلام والاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وعلى مدار الأيام الماضية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية مع كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والتركي رجب طيب أردوغان، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والقبرصي نيكوس خريستودوليدس ورؤساء وزراء العراق محمد شياع السوداني، والمملكة المتحدة كير ستارمر، وإيطاليا جورجيا ميلوني، واليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقادة ورؤساء حكومات تلك الدول على عدد من الأمور الهامة لحل الأزمة من أبرزها:
– ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار .
-العمل على حل جميع الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية لتجنيب المنطقة مزيداً من الأزمات وبما يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
– دعم الإمارات وتلك الدول كل ما يعزز أسباب السلام في المنطقة ويحقق الأمن والاستقرار لشعوبها.
– التأكيد على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
– أهمية تكثيف الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع وتجنب اتساع الصراع في المنطقة.

على الصعيد الدبلوماسي، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، مباحثات هاتفية مع كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، والشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر، ونواف سلام رئيس مجلس الوزراء اللبناني.

كما أجرى مباحثات مع نظرائه في عدد من دول العالم من بينهم الإيراني عباس عراقجي، والسعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، والأردني أيمن الصفدي، والعراقي فؤاد حسين، والمغربي ناصر بوريطة، والكويتي عبدالله علي اليحيا والعماني بدر بن حمد البوسعيدي والبحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، والسوري أسعد الشيباني.

كذلك أجرى مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والألماني يوهان فاديفول والهندي سوبرامنيام جايشانكار، والفرنسي جان نويل بارو، والبريطاني ديفيد لامي، واليوناني جورجوس جرابيتريتيس والقبرصي كونستانتينوس كومبوس، والباكستاني محمد إسحاق دار، والإيطالي أنطونيو تاجاني، والتركي هاكان فيدان، والمجري بيتر زيجارتو.

علم دولة الإمارات

خارطة طريق

وضمن جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة أصدرت دولة الإمارات، الثلاثاء، بيانا تضمن خارطة طريق شاملة لحل الأزمة الإيرانية الإسرائيلية ووقف التصعيد بين البلدين، وإرساء الأمن والسلم الدوليين.

ورسم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عبر البيان خارطة طريق لحل الأزمة، تضمنت إطارا شاملا لحل الأزمة وفق أسس وقواعد محددة، إضافة إلى آليات تحدد أدوار الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حل الأزمة، وسط تحذيرات من تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وطرح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رؤية إماراتية شاملة لحل الأزمة تنطلق من محورين هامين هما:
– ضرورة إيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة وإنهاء هذه المواجهة ومنع انزلاقها إلى منحنيات غير مرغوب بها وغير محمودة.
– لا بدّ من التحرك السريع نحو غاية واضحة، وهي الوقف الفوري لما يجري قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.

وبين أن تحقيق هذه المقاربة الدبلوماسية يأتي من خلال عدة آليات وهي:
– التحرك العاجل والمنسّق على المستويين الإقليمي والدولي لتجنب مخاطر توسيع رقعة الصراع واحتواء انعكاساته على السِلم والأمن في المنطقة، وعلى المشهد الدولي بشكل عام.
– قيام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما الكاملة في منع المزيد من التصعيد.
– اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين.

يأتي البيان الإماراتي غداة إصدار بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية 20 دولة في مقدمتها دولة الإمارات أعربوا فيه عن قلقهم البالغ حيال التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، ودعوا إلى العودة لمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى