المملكة المغربية تتفوق على فرنسا في افريقيا بمبادرة الأطلسي
وجه رئيس المخابرات الفرنسية الأسبق آلان جوييه انتقادات لاذعة لأداء الدبلوماسية الفرنسية حيال المغرب، مشيرا إلى أخطاء جسيمة من بينها استمرارها في نهج معاكس لما يفترض أن تكون عليه العلاقات الفرنسية المغربية وأن ذلك أفضى إلى أن “الدولة التي كانت في وقت قريب حليفة لفرنسا، هي الآن على خلاف معنا”، متسائلا “كيف يمكن لها (فرنسا) أن ترتكب مثل هذه الأخطاء؟ إنه أمر لا يصدق”.
وكان يشير إلى حالة البرود في العلاقات بين البلدين منذ العام 2021 على الرغم من وجود مؤشرات على تحرك فرنسي باتجاه تصحيح مسار العلاقات مع الشريك المغربي كان آخرها أمس الأربعاء حين انتقل سفيرها بالرباط كريستوفر لوكورتيي رفقة اثنين من قناصلتها، إلى جهة كلميم واد نون، من أجل الإشراف على افتتاح مكتب لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمدينة.
وتحدث رئيس المخابرات الفرنسية الأسبق الذي شغل هذا المنصف في 2002 عن فقدان بلاده للنفوذ في افريقيا، مؤكدا في المقابل أن المغرب نجح في أن يأخذ مكان باريس في منطقة الساحل الافريقي عقب المبادرة التي طرحها العاهل المغربي الملك محمد السادس والتي تتيح لبلدان الساحل الولوج إلى المحيط الأطلسي.
قال الرئيس الأسبق للمخابرات الفرنسية، آلان جوييه، إن المغرب استطاع أن يأخذ مكان باريس في منطقة الساحل، خاصة عقب المبادرة المغربية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي.
ورأى أن المغرب تفوق بالفعل على فرنسا خاصة بعد أن أبرم اتفاقا اقتصاديا مع كل من من النيجر ومالي وبوركينا فاسو وهي الدول التي شهدت انقلابات عسكرية وتحكمها الآن مجالس عسكرية.
والتزمت الرباط بالحياد الايجابي في الأزمة التي شهدتها الدول الثلاث بينما انتهجت فرنسا سياسة عدائية ودفعت للتدخل في شؤون مستعمراتها السابقة بدلا من الدفع للحل الدبلوماسي.
وعقدت الدول الثلاثة تحالفا وقطعت علاقاتها مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) التي هددت بالتدخل عسكريا لإعادة النظام الديمقراطي. كما سرع تولي مجالس عسكرية الحكم إنهاء الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة.
وفي تصريحاته لقناة أوبن بوكس تي في، قال آلان جوييه إن بلاده تركت المجال مفتوحا في منطقة الساحل، فاستغل الأميركيون الفرصة بشكل كامل لملء الفراغ، مشيرا كذلك إلى الدبلوماسية المغربية الهادئة التي أسست لنفوذ وازن ومدروس مبنية على المصالح المتبادلة.
وأوضح أن المغرب تفوق بالفعل على فرنسا واستطاع بناء علاقات موثوقة ومتوازنة مع الدول الافريقية، مضيفا أن “عودة فرنسا حيث كنا ستكون في غاية الصعوبة”.
وتشير تصريحات رئيس المخابرات الفرنسية الأسبق إلى أن نفوذ المغرب المتزايد في افريقيا بات يزعج فرنسا وهذا ما يفسر إلى حدّ ما مواقف فرنسية رسمية تسببت في برود في العلاقات بين البلدين من ضمنها التردد إلى حدّ الآن في الاعتراف بمغربية الصحراء.
ومع ذلك يعتقد محللون أنه لا يمكن لفرنسا أن تستمر على نفس النهج وأن تصحيح مسار العلاقات مع الشريك المغربي حتمية لا مفر منها خاصة بعد الاعترافات الغربي المتواترة بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت سيادة المغرب حلا وحيدا للنزاع المفتعل من قبل بوليساريو.
ومن المتوقع أن تعزز مبادرة الأطلسي التي أطلقها الملك محمد السادس التنمية في المنطقة وتوسع الشراكات الافريقية الأوروبية ولا يمكن لباريس أن تكون خارج حسابات المصالح والمكاسب التي ستوفرها المبادرة وبالتالي من المتوقع أن تبادر بإعادة العلاقات مع الشريك المغربي، إلى مسارها الصحيح حفاظا على مصالحها.