المغرب… يدعم طرد المرتزقة من ليبيا
أعرب ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، الأحد، عن أمله في أن تضع الانتخابات في ليبيا أسس الاستقرار الدائم وبناء المؤسسات الشرعية.
ودعا وزير الخارجية المغربي إلى جعل الانتخابات في ليبيا فرصة لاستقرار البلاد وطرد المرتزقة الأجانب.
وجاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها بوريطة إلى جانب رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، في أعقاب محادثات ثنائية بينهما في الرباط.
مع الليبيين
وأوضح بوريطة، أن الزيارة التي قام بها الدبيبة إلى المغرب، تأتي في إطار التواصل بين المملكة ومختلف الهيئات الشرعية في ليبيا، بتعليمات العاهل المغربي، الملك محمد السادس.
ولفت إلى أنه بلاده “تتموقع مع الليبيين في كُل ما يُريدونه ويتفقون عليه، ومع مواكبة مجهودات الشعب الليبي لعقد انتخاباته”.
وشدد على أن الدور المغربي مقبول من الليبيين أنفسهم، وأنه لا يحتاج إلى الصور والمؤتمرات لإثبات ذلك.
وأضاف أن المرحلة الحالية، في إشارة منه إلى محطة الانتخابات التشريعية، هي مرحلة مهمة جدا، يُعلق عليها الليبيون العديد من آمالهم.
ولفت وزير الخارجية المغربي إلى أن الأساسي في هذه المرحلة هو تاريخ الانتخابات، التي تُعد مرحلة جديدة لليبيا، مشددا على ضرورة توفير كل الشروط لإنجاح الاستحقاق وتحقيق الاستقرار وتنمية البلاد وطرد التواجد الأجنبيز
وقال إن “المغرب يضع نفسه رهن إشارة ليبيا والليبيين”.
أخوة صادقة
ومن جهته أشاد عبد الحميد دبيبة، رئيس الحكومة الليبية، بالجُهود المغربية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وإذابة الخلافات.
وأوضح أن زيارته هي تعبير عن أخوة صادقة بين الشعبين المغربي والليبي، مُعبراً عن شكره لجهود العاهل المغربي الملك محمد السادس، لتوحيد الصف الليبي، والعمل على استقرار ليبيا أمنيا وسياسياً.
ولفت إلى أن زيارته جاءت في إطار التواصل مع المغرب لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات.
ودعا الدبيبة إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي، لما من شأنه تطوير العديد من الملفات المشتركة في المنطقة، مُشدداً على ضرورة عقد اللجنة القنصلية بين البلدين، والتي تم التفاهم عليها في مباحثات ثنائية سابقة بين وزيرا خارجية البلدين.
وهذه هي الزيارة الأولى من نوعها للدبيبة إلى المغرب منذ تسلمه منصبه العام الجاري، وفي أعقاب زيارة سابقة لوزيرة خارجتيه نجلاء المنقوش.
كما تأتي بعد أيام قليلة من زيارة قام بها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى الرباط، والتقى خلالها مسؤولين مغاربة على رأسهم وزير الخارجية.
وفي وقت سابق، دعت وزيرة الخارجية الليبية نظيرها المغربي، لتعزيز التمثيلية الدبلوماسية المغربية لدى ليبيا، بالإضافة إلى إعادة فتح قنصلية المملكة هُناك.
وتشهد الرباط في الآونة الأخيرة دينامية مُتسارعة بشأن الملف الليبي، ففي أقل من شهر زار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي المملكة مرتين.
وتزامنت الزيارة الأولى لعقيلة صالح، مع أخرى لرئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى الليبي خالد المشري، والثانية كانت قبل أيام التقى فيها مسؤولين مغاربة وعلى رأسهم وزير الخارجية.
وفي الوقت الذي كان متوقعاً جُلوس عقيلة والمشري إلى طاولة الحوار بشكل مُباشر، أكد رئيس مجلس النواب في تصريحات صحفية، أنه لن يلتقي المشري إلا في ليبيا.
وقبل أسبوعين تقريباً، حلت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، بالرباط، حيث التقت نظيرها المغربي، وتباحثا حول سُبل التعاون بين البلدين، كما ناقشا الأوضاع في البلاد وبالأخص الانتخابات المزمع تنظيمها قريبا.
وتسعى المملكة المغربية إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، مع مواكبة تفعيل مخرجات الحوار السياسي الذي شهدته مدينتا بوزنيقة وطنجة المغربيتين، خلال الأشهر الماضية.
كما تبذل المملكة جهوداً دبلوماسية متواصلة لإنهاء الخلافات بشأن تقاسم المناصب السيادية المنصوص عليها في المادة 15 من الاتفاق السياسي الموقع عليه في الصخيرات المغربية عام 2015.
وتشدد المملكة المغربية على أنه لا حل للملف الليبي إلا بين الليبيين أنفسهم، وأن الرباط لا تملك وصفة أو حلاً للملف، ما عدى توفير الجو المناسب للمشاورات مستقلة بين جميع الفرقاء.
كما تأتي زيارة الدبيبة للمغرب بعد خمسة أيام على ختام مؤتمر “برلين 2” تحت إشراف الأمم المتحدة، في العاصمة الألمانية، بهدف إرساء السلام بشكل دائم في هذا البلد بعد عشر سنوات من الفوضى أعقبت سقوط نظام معمر القذافي.