سياسة

المغرب وألمانيا..أزمة دبلوماسية أبرزها الصحراء


أزمة دبلوماسية بين المغرب وألمانيا، بلغت لدرجة استدعاء الرباط سفيرتها لدى برلين، ووقف جميع اتصالاتها مع السفارة الألمانية.

تعيش العلاقات المغربية الألمانية على وقع أزمة غير مسبوقة، وصلت إلى درجة تجميد الرباط اتصالاتها مع السفارة الألمانية، وجميع المؤسسات الألمانية المانحة لديها، كما استدعت سفيرتها لدى برلين للتشاور.

بيان سابق لوزارة الخارجية المغربية، وصل “العين الإخبارية” نُسخة منه، أوضح أن استدعاء السفيرة المغربية لدى برلين، تم بعد أن راكمت ألمانيا “المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة”.

وفي هذا الصدد، كشف حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، أن القرار المغربي لم يأتِ من فراغ، موضحاً في تصريح لـ”العين الإخبارية” أن هناك ثلاث ملفات محورية وراء الأزمة المغربية الألمانية.

دعم الانفصاليين

يرى بلوان أن الملف الذي يأتي على رأس قائمة ملفات التوتر بين الرباط وبرلين، هو ملف الصحراء المغربية، والمواقف الألمانية المعادية للوحدة الترابية والداعمة للأنشطة الانفصالية.

وفي هذا الصدد، استحضر المتحدث مجموعة من المواقف التي قدمت فيها ألمانيا دعما واضحاً للأطروحة الانفصالية، والتي كان آخرها ما أقدم عليه برلمان ولاية بريمن الألمانية، من استضافة وفد من جبهة البوليساريو، ورفعه علم الدولة الوهمية على مبناه.

بالإضافة إلى تكريم الولاية ذاتها لواحدة من قيادات الجبهة الانفصالية، ويتعلق الأمر بأمينتو حيدر، التي تم منحها العديد من الجوائز.

وإلى جانب التقارير المعادية للوحدة الترابية التي يبثها الإعلام الرسمي الألماني، يوجد أيضاً الرفض الألماني الذي وجه به الاعتراف التاريخي بمغربية الصحراء من لدن الولايات المتحدة الأمريكية، حسب بلوان.

احتضان للإرهاب 

يرى الخبير المغربي في العلاقات الدولية أن ألمانيا لم تكتف بدعم الانفصاليين، بل تجاوزت ذلك باحتضانها أحد المُدانين المغاربة في قضايا تتعلق بالإرهاب.

ويتعلق الأمر بمحمد حاجب، الذي يُقيم على التراب الألماني منذ سنوات، وذلك بعد مُغادرته المغرب في أعقاب إتمامه لمحكوميته في ملف له علاقة بأعمال إرهابية.

حاجب الذي لا يتوانى عن التحريض على أمن المغرب واستقراره، مُستغلاً منصة “اليوتيوب” للترويج للمغالطات حول المملكة المغربية وقيادتها، ونشر خطاب العنف والكراهية.

ألمانيا لا تحتضن فقط محمد حاجب، يضيف بلوان، بل تتساهل أيضاً مع الدعوات الإرهابية التي ما فتئ يُطلقها مرة تلو أخرى، وتغض الطرف عنه. على الرغم من أن دعواته إلى تنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب لا تزال موثقة بالصوت والصورة على موقع اليوتيوب.

تهميش دور المغرب

لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبته المملكة المغربية في عدة ملفات، وآخرها الملف الليبي، الذي ساهمت فيه المملكة بشكل كبير في تقريب وجهات النظر بين أطراف الملف، يقول بلوان.

وأردف أن ألمانيا كانت ولا تزال تعمل على تهميش هذا الدور الريادي للمغرب، سواء عبر إقصائها (المملكة) من حضور مؤتمر برلين عام 2020، إذ سجل المغرب آنذاك أن “المملكة لا تفهم المعايير ولا الدوافع التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع”.

واعتبر أنه ”لا يمكن للبلد المضيف لهذا المؤتمر، البعيد عن المنطقة وعن تشعبات الأزمة الليبية، تحويله إلى أداة للدفع بمصالحه الوطنية”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى