سياسة

المغرب.. الأمن يتعقب بالذكاء الاصطناعي خلايا التطرف السيبرانية


كشف إحباط اسبانيا مخططات إرهابية خطيرة بفضل التعاون مع المغرب، مواكبة دقيقة من قبل أجهزة الأمن المغربية لأحدث التكنولوجيات في تعقب خطابات التطرف عبر الانترنت وما بات يعرف بالخلايا الرقمية للتنظيمات المتشددة التي باتت تستخدم بدورها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الاستقطاب والتجنيد والدعاية.

وبدا واضحا أن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي يقودها عبداللطيف حموشي والذي يتولى أيضا منصب المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، عملت مبكرا على تطوير أدائها بشكل يسمح بتطويق وتعقب الأنشطة الرقمية للخلايا الإرهابية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي وحتى الدولي.

ومن خلال إلمامه بالعمل الحركي الإسلامي في المغرب والجوار الإقليمي، نفذت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عمليات أمنية استباقية نوعية أحبطت خلالها مخططات إرهابية خطيرة داخل المملكة وفي اسبانيا المجاورة وفي دول غربية أخرى مكنتها الأجهزة المغربية من معلومات دقيقة أفضت لتفكيك شبكات إرهابية خطيرة.

ولم يكن مستغربا أن يبلغ هذا الأداء مستوى متقدما فحموشي يعتبر من بين أبرز المسؤولين الأمنيين الذي عرف بإطلاعه على طريقة عمل خلايا التنظيمات الجهادية على الميدان وعبر الفضاء الرقمي الافتراضي الذي تحول إلى جبهة مواجهة أخرى بين تلك التنظيمات والأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

ويعد المغرب اليوم حلقة أساسية في الجهود الأمنية الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف، إذ يعتمد إستراتيجية أمنية وتجربة هامة في مكافحة مختلف المخاطر والتهديدات إلى جانب تحالفات دولية وشراكات خاصة مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عززت من قدراته على التعامل مع التهديدات الأمنية.

ويرى خبراء مغاربة أن المخطط الجديد للتنظيم الإرهابي بات يطرح تحديات جديدة أمام الدول التي تواجه خطر الإرهاب وتكافح من أجل التصدي له، مشيرين إلى أن العملية المشتركة بين المغرب واسبانيا أثبتت أن المملكة متأهبة للاستخدامات التقنية الجديدة للتنظيمات الإرهابية.

وأصبح المغرب بفضل النجاحات الأمنية محليا وجهوده دوليا في هذا الشأن، محل اهتمام شركاء وفاعلين دوليين كبار اعتبروا أنه تحول إلى أحد أكبر الفاعلين والشركاء في مكافحة التطرف والإرهاب والجريمة في المنطقة.

ونقل موقع هسبريس الاخباري المغربي عن الخبير في المجال الرقمي والسيبيرياني الطيب هزاز قوله، إن داعش لجأ إلى برامج خاصة بالذكاء الاصطناعي من أجل نشر دعايته دون تكاليف كبيرة، إلا أنها تخلّف بصمات رقمية تمكّنت أجهزة الاستخبارات المغربية بتقنيات متطورة من تعقّب أصحابها وتحديد أماكنهم الجغرافية.

وأشار في هذا السياق إلى أن المديرية العامة لمراقبة التراب المغربي تمتلك قدرة مميزة وتقنيات تعقب خطابات التطرف والدعاية التي تصدر عن الأذرع الإعلامية للتنظيمات المتشددة وأن العملية الأمنية المشتركة مع اسبانيا أثبتت ذلك بوضوح.

كما أكد الأكاديمي والخبير في الدراسات الأمنية والجيوستراتيجية الشرقاوي الروداني للموقع ذاته أن المدارس الاستخباراتية الدولية أمام تحديات جديدة وأمام نهج جديد من الابتكار الإرهابي وهو ما يتطلب تنسيقا وتعاونا أكثر مرونة بين الأجهزة للتعامل معه.

وتابع أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية الثنائية يظهر ملامح جديدة للخلايا الإرهابية السيبرانية التي أصبحت تهدد البلدين، محذّرا من ارتفاع حدة استخدامها للذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء ونسخ الدعاية المرئية والصوتية.

وأوضح أن العالم سيمر إلى السرعة القصوى في استخدام هذه التقنيات من خلال تطوير قدرات الترجمة إلى لغات متعددة إلى جانب تغيير محتوى الفيديوهات والتطبيقات وبرامج الدعاية، لافتا إلى أن ذلك كان متوقعا.

وأشار إلى أنها ستزداد في السنوات المقبلة على خلفية مسايرة الجماعات الجهادية للتطورات التكنولوجية، مشيرا إلى استعمال داعش وتنظيمات عابرة للحدود لوسائل التواصل الاجتماعي والتداول المالي من خلال ما يسمى بالعملات المشفرة في عمليات سابقة، وهو ما أظهره برنامج المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة في تقرير صدر عنها عام 2023 حول التكنولوجيا ضد الإرهاب.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف قد نشر بعد أيام من تنفيذ هجوم دموي استهدفت حفلا موسيقيا في روسيا، فيديو يظهر فيه مذيع روبوت يعلن تفاصيل العملية الإرهابية، في أحدث إشارة على ما بلغه التنظيم من قدرات عالية في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتوظيف التكنولوجيات الحديثة لخدمة أجندته الدعائية.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية قد كشفت مؤخرا أن المذيع كان مزيفا واستخدم في الفيديو تقنيات الذكاء الاصطناعي تسمى نيوزهارفست للترويج لهذه الدعاية.

وقالت إن هذه التقنيات قد سمحت لداعش بنشر أطروحته الإرهابية بسرعة عبر العالم من خلال تجنيد أذرعه الإعلامية التي تبحث بدورها عن مختصين في هذا المجال.

ووفقا لمقاطع الفيديو التي شاركتها مجموعة “سايت إنتليجنس” التي تتتبع الحركات الإرهابية على الإنترنت، أضافت واشنطن بوست “بالنسبة إلى داعش فإن الذكاء الاصطناعي يعني تغيير قواعد اللعبة.

وتبدأ مقاطع الفيديو بعرض الشعار والعنوان. ويظهر مذيعو الأخبار الذين ينتجهم الذكاء الاصطناعي على الشاشة وهم يرتدون ملابس قتالية أو سترات رسمية، بينما تظهر أشرطة الأخبار وتظهر لقطات فيديو أعضاء التنظيم وهم ينفذون مهام إرهابية. ويقرأ المذيعون رسائل من وسائل الإعلام الرسمية للتنظيم، بما في ذلك النبأ وأعماق.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى