سياسة

المشاعر المقدسة خط أحمر يا أردوغان


نشر الإعلام التركي عبر قنواته الرسمية مقطع فيديو لمعتمرين أتراك بشكل واحد، وهم يرددون “القدس القدس”، في سلوك مخالف للإجراءات القانونية في المملكة من استغلال الشعارات السياسية في المشاعر المقدسة سواء في الحج والعمرة، ودوما تنوه المملكة العربية السعودية جميع الحجاج والمعتمرين وسفارات بلدان العالم الإسلامي بأن المملكة تمنع منعا باتا هذه الأفعال، ومع كل ذلك خالف المعتمرون الأتراك هذه الإجراءات، وأصبحوا ينتهجون نفس سلوك إيران بالماضي، عبر استخدام موسم الحج في نشر هذه الشعارات.

عندما شاهدت مقطع الفيديو للمعتمرين الأتراك في المشاعر المقدسة وهم يرددون القدس أكثر من مرة، كان جل هؤلاء يمشون بشكل منظم، كأنهم رجال استخبارات أرسلهم أردوغان كي يرسل رسالة عنوانها أن تركيا سوف تقوم بالمزيد وأن تركيا سوف تسلك سلوك إيران، ضاربة بالقوانين والإجراءات المتفق عليها من قبل كل دول العالم الإسلامي عرض الحائط، حيث لم يحترموا قوانين البلد الذي استضافهم أيضا، ما يعكس العقلية لدى ما يفكر به أردوغان!!

كل دولة بالعالم لها قوانينها التي تلزم الزائرين باحترامها، وهذا الشيء متبع قديما وحديثا وحتى في تركيا نفسها، هناك قوانين تلزم الزائرين بالتقيد بها، أو أنهم سوف يكونون عرضة للملاحقة القانونية حال أخلوا بها، فكيف يكون الوضع عبر المشاعر المقدسة التي دوما ترسل المملكة لكل دول العالم الإسلامي للمعتمرين والحجاج بمنع الشعارات وتسييس الحج والعمرة/ ومع ذلك لم يحترم أردوغان هذه الإجراءات وأرسل مجموعته الاستخبارية في المشاعر المقدسة مرددين “القدس القدس”.

السؤال الذي يطرح نفسه..

إن كان أمر القدس يهم أردوغان ورجاله الذين أرسلهم إلى المشاعر المقدسة، فلماذا لا يقوم أردوغان بنفسه بقطع علاقته مع إسرائيل، وهي من يحتل القدس وفلسطين، أو على الأقل وقف المصانع الإسرائيلية للسلاح في تركيا، والتي تقتل آلاف الفلسطينيين بها؟ 

أو على الأقل وقف شركات المقاولات التركية التي حصلت على عقود لبناء مشاريع استيطانية داخل إسرائيل. 

لقد هرمنا وهرمت الشعوب العربية من المتاجرة بقضية فلسطين كي يكسب مشاعر ملايين العرب عبر خطابات “سوف نحرر فلسطين” التي يجيدها عبر شاشات التلفاز ليضحك على ملايين العرب الذين استطاع أردوغان بهذه الخطابات غسل أدمغتهم وبنفس الوقت لم يحرر شبرا واحدا من فلسطين، بل حتى لم يقطع علاقته بإسرائيل!!

أما آن الأوان للشعوب العربية أن تقول: “كفى يا أردوغان اللعب في عواطفنا وأنت لم تحرر شيئا، كفى استغلال المشاعر المقدسة في شعاراتك الكاذبة لتوهم العرب أن قلبك على قضيتهم الأولى فلسطين، وبنفس الوقت الواقع يقول إنك تقيم علاقات قوية مع إسرائيل التي تحتلها!!

باختصار يا أردوغان؛ من يرد تحرير القدس وفلسطين لا يعترف بمن احتلها!

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى