المؤسسة السورية تربط أحداث الساحل بمحاولات تفتيت الدولة
تتخوف السلطات السورية من تنامي دعوات الانفصال من قبل عدد من المجموعات الطائفية والعرقية في البلاد التي تستغل ضعف الدولة وحالة الانقسام الداخلي وتمكنها من الحصول على دعم دول خارجية لتبرير او المضي قدما في مطالبها الانفصالية.
وقد كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نورالدين البابا، الأحد، أن الاحتجاجات التي شهدتها عدة محافظات، هي نتيجة دعوات انفصالية.
وبعد الدروز في السويداء وكذلك بعض القوى الكردية التي تطالب بالاستقلال او إرساء حكم فدرالي انضم العلويون هذه المرة لهذه المطالب التي تهدد الدولة السورية في كيانها ووحدتها الترابية.
وشهدت محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) وحماة وحمص (وسط)، الأحد، مظاهرات تطالب بـ”الفيدرالية وحق تقرير المصير”، وذلك استجابةً لدعوة غزال غزال، رئيس المجلس العلوي الأعلى في سوريا والخارج، ومقره محافظة اللاذقية.
وخلال المظاهرات التي اتخذت فيها قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة، أُطلقت هتافات تطالب بالفيدرالية، وشعارات ضد حكومة دمشق. فيما شهدت مدينة اللاذقية مقتل 3 أشخاص وإصابة 60 آخرين، في اعتداءات خلال احتجاجات بالمدينة.
وقال البابا، لقناة “لإخبارية” السورية الرسمية إن “قوى الأمن الداخلي تتعامل بقدر عالٍ من الانضباط والأخلاق الكريمة، إلا أن استخدام السلاح الناري يكون ضد فلول النظام البائد التي تستهدف قوى الأمن والمدنيين” مشددا على أن هذه الاحتجاجات نتيجة “دعوات انفصالية”.
المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للإخبارية:
📌قوى الأمن الداخلي تتعامل بقدر عالٍ من الانضباط والأخلاق الكريمة
📌الاحتجاجات اليوم هي نتيجة دعوات انفصالية
📌استخدام السلاح الناري يكون ضد فلول النظام البائد التي تستهدف قوى الأمن والجيش#الإخبارية_السورية pic.twitter.com/ZrAIedaOQN
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) December 28, 2025
وأكد البابا، أن مشهد هجوم فلول النظام البائد بوحشية على المتظاهرين السلميين يعد “انتصارا للثورة السورية” مشيرا إلى أن “النظام البائد حرم الساحل من الخدمات”.
وأوضح متحدث الداخلية، أن “تحريك الغوغاء للابتزاز السياسي للدولة، ومحاولة تحصيل مكاسب سياسية في التفاوض، لن يُجدي نفعا”.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الدفاع دخول وحدات من الجيش مراكز مدينتي اللاذقية وطرطوس، “بعد تصاعد عمليات الاستهداف من قبل مجموعات خارجة عن القانون باتجاه الأهالي وقوى الأمن”.
وفي معرض حديثه عن مهمة الجيش في الساحل السوري، أوضح البابا، أنها تتمثل في حفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون والتنسيق الكامل مع قوى الأمن الداخلي.
وتعليقا على تفجير المسجد في مدينة حمص، قال إنه “استهدف عدة مكونات وليس مكوناً واحداً”.
وشدد على أن “هناك رؤوسا معينة تحرك ما يجري للإضرار بالشعب السوري في المنطقة الساحلية”، دون تحديد تلك الجهات قائلا إن “بشار الأسد سقط، والحكم الطائفي سقط، والزمن لن يعود إلى الوراء”.
وفي دليل على حجم التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة أفادت قناة “الإخبارية السورية” بسماع دوي انفجار في محيط منطقة المزة بالعاصمة.
وقالت القناة “سماع دوي انفجار مجهول بمحيط منطقة المزة بدمشق مشيرة إلى أنه تدريبات عسكرية.
من جانبه كشف محافظ طرطوس السورية أحمد الشامي، الأحد، أن ما شهدته المحافظة هو جزء من محاولات فلول النظام البائد لاستغلال أي أحداث بهدف إثارة الفوضى والتحريض لخدمة أجندات خارجية.
وأوضح في اتصال مع قناة “الإخبارية” السورية الرسمية، أن “بعض الجهات الخارجية تعمل منذ سقوط النظام البائد على بث الشائعات والتحريض، ومحاولة صبغ الساحل بالسواد والفلتان الأمني عبر دعوات للتظاهرات والاعتصامات”.
وأشار إلى أن “المدعو غزال غزال” استغل التفجير الذي استهدف مسجدا في مدينة حمص (وسط) بالدعوة إلى التظاهر بهدف خدمة أجندات خارجية تسعى إلى زعزعة الاستقرار، في وقت تواجه فيه المنطقة خطر تنظيم داعش الإرهابي وتحركاته.
وأضاف أن “التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول لكل مكونات المجتمع السوري، لكن استغلاله لإطلاق النار أو إحداث الفوضى أو رمي القنابل يهدد الأمن والاستقرار”.
وكان غزال، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع نظام البعث المخلوع، أصدر بيانا عقب الهجوم الإرهابي على مسجد بحي تقطنه غالبية علوية بمحافظة حمص الجمعة الماضي، والذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
وقال في تصريحاته أن ما جرى يمثل “نموذجا لما تعرض له اليهود على يد النازية”، داعيا أنصاره إلى تنظيم مظاهرات للمطالبة بالفيدرالية السياسية وبتوفير حماية دولية.
وتبذل الحكومة السورية الجديدة جهودا لضبط الأمن وملاحقة فلول النظام السابق الذين يثيرون اضطرابات أمنية، خاصة في منطقة الساحل، التي كانت معقلا لكبار ضباط نظام الأسد.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).







